x

محمد أمين لعب المحترفين.. ولعب الحوارى(!) محمد أمين الإثنين 05-11-2012 21:06


لا أدرى لماذا تراجع اهتمامنا بالانتخابات الأمريكية؟.. أخبار محدودة عن السباق الرئاسى، وتحليلات تبحث لها عن مساحات فى الصحف.. الأغرب أننا نتعامل مع الانتخابات كأنها لا تعنينا.. فى أى انتخابات مضت كانت المانشيتات الرئيسية، كأنها انتخابات على الرئاسة المصرية.. كنا نلمس التأييد الكامل للرئيس الموجود.. لا نريد التغيير.. الآن انشغلنا ببلاوينا عن صراع البيت الأبيض!

التفسير الوحيد لهذه الحالة أننا غرقانين لشوشتنا فى بلاوى.. بلاوى فى سيناء.. بلاوى فى مواقف الإسلاميين من الدستور.. بلاوى وقنابل موقوتة فى خطب الرئيس، وترويع الاستثمار.. معناه أننا ندفع عن رؤوسنا أولاً، ثم نهتم بغيرنا.. على فكرة، انتخابات الرئاسة الأمريكية شأن داخلى أيضاً..الرئيس الجالس فى البيت الأبيض يحكم مصر.. أوباما وراء وصول الإخوان لسدة الحكم!

هل معنى ذلك أن المصريين منقسمون حول «أوباما» و«رومنى»؟.. هل يشجعون «اللكمات» التى يسددها «رومنى» إلى وجه «أوباما»؟.. هل يفعلون العكس تماماً؟.. هل يشعر المصريون بأن «أوباما» ورطنا فيما نحن فيه؟.. هل وصول «رومنى» يكون الأفضل، لضبط إيقاع الحياة فى بلادنا؟.. هل يخسر «أوباما» معركته الرئاسية ثمناً لوقوفه بجانب الإسلاميين، بعد ثورة 25 يناير؟!

بغض النظر عمن يفوز فى المعركة التى تبدأ اليوم، هناك قيم مهمة، ينبغى أن نتوقف أمامها.. أولاً أن أوباما ورومنى قد يخرجان من السباق، المنتصر والمهزوم يداً فى يد.. لا يمكن أن يطارد أيهما الآخر.. ثانياً لا يعنى أن ينتصر أحدهما أن ينتقم من الآخر، أو يقرر تصفية الحسابات معه.. ثالثاً لا يمنع أن يستفيد أى من الفائزين بقدرات الآخر.. أوباما مثلاً استفاد بمنافسته هيلارى كلينتون(!)

استطلاعات الرأى أحدثت ارتباكاً فى معسكرى المرشحين المتنافسين.. المسافة بينهما متقاربة.. لا ندرى من يفوز؟.. أوباما لا يمكن أن يستخدم مطلقاً إمكانياته كرئيس فى البيت الأبيض.. لا يمكن أن يستغل منصبه الرئاسى.. لا هناك تزوير مادى، ولا تزوير معنوى.. لا يتصل بالخصوم ولا يهددهم.. لا يرسل إليهم رجال التهرب الضريبى.. لا يعاملهم من منطلق أنه صاحب العزبة أبداً!

من البديهى أن أقول إن «أوباما» لا يستخدم الأمن فى تقفيل الصناديق.. لا يستخدم سيارات الحكومة فى نقل الموظفين.. لا يستخدم سيارات القطاع الخاص فى تعبئة الأنصار.. لا يستخدم الحبر السرى ولا يلعب فى المطابع الأميرية.. رئيس أونطة حين تبدأ الانتخابات.. لا يهش ولا ينش.. يمكن أن يعلن قرار الحرب، ولا يمكن أن يعبث بالانتخابات.. هذا نجاح آخر قبل أن تبدأ الانتخابات الرئاسية!

من يختار «رومنى» آاامن حتى لو نجح «أوباما».. انتقاد أداء الرئيس لا يعنى أنه عدو.. لا يعنى أنه حرامى.. يعنى أنه فاااااشل فقط.. لا يستحق البقاء.. «هوجان» يستطيع أن يقول ذلك لـ«أوباما» ثم يعود إلى بيته.. لا يتعرض له أحد.. لا يسبه أحد، ولا يشتمه أحد.. أيضاً مادونا وأوبرا وينفرى وبينوسيه، يمكن أن يشجعن «أوباما»، ولا يستطيع «رومنى» أن يفعل شيئاً، لو أصبح الرئيس!

هجوم «رومنى» على «أوباما» لا يعرضه للسجن.. نزاهة الانتخابات شرف أمريكا.. بعد الانتخابات لا يدفع الرئيس فواتير لأحد.. لا يطالبه أحد بالفواتير.. لا يستبق أحد إعلان النتيجة فيعلنها.. لا يذهب أنصاره إلى الميادين للتهديد بحرق البلاد.. فمن يفوز اليوم؟.. «أوباما» ونجوم هوليوود أم «رومنى» ونجوم مصارعة المحترفين؟!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية