فقد فن السينما فى العاشر من يناير إريك رومير، المولود فى 4 أبريل عام 1920، وهو أحد كبار شعراء ومفكرى السينما الفرنسية. درس رومير الآداب وعمل مدرساً للأدب وناقداً للسينما ورأس تحرير مجلة «كراسات السينما»، التى بشرت وعبرت عن الموجة الجديدة الفرنسية نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن الميلادى الماضى.
وقد وصف رومير أسلوبه بأنه "من الأساليب التى تقوم على الأفكار أكثر من الأحداث: ليس عما يقوم به الناس من أفعال، وإنما عن كيف يفكرون وهم يقومون بها"
أصدر الرئيس الفرنسى نيكولاس ساركوزى بياناً رسمياً جاء فيه أن رومير كان "مؤلفاً عظيماً سوف يظل معنا عبر أفلامه ويلهمنا سنوات طويلة مقبلة"
وقال إنه «كلاسيكى ورومانسى، حكيم وثائر، خفيف وجاد، عاطفى وأخلاقى. لقد ابتدع أسلوب «رومير» الذى خلده. كان وراء مجلة (كراسات السينما) ومغامرة (الموجة الجديدة)، ولكن أفلامه متفردة وهى أيضاً أدب ورسم ومسرح وموسيقى".
وقال وزير الثقافة الفرنسى فردريك ميتران «إن رومير من عظماء صناع الأفلام فى فرنسا، وقد ابتدع أسلوبه بلغة سينمائية مستمدة من جذور اللغة الفرنسية، وأفلامه رغم خصوصيتها تجذب هواة السينما والجمهور العادى فى الوقت نفسه"
وقال الناقد الفرنسى الكبير سيرج توبيانا، الذى يرأس السينماتيك الفرنسى «عمل رومير بتعاون وثيق مع الفنيين والممثلين. لقد أدرك أنه فى حاجة إليهم للتعبير عن نفسه رغم أنه مؤلف، وأنه لابد من أن يحبهم ويحبوه"
وقال: «كل فيلم من أفلام رومير كان لعبة لها قواعدها الخاصة، وعلى كل لاعب أن يقوم بدوره»، وقال تيرى غيرمو، مدير مهرجان كان، أفلام رومير لها طبيعة التقاء عبر الزمن، وقد أثبت أن من الممكن صنع «أفلام عظيمة بميزانيات قليلة، ومن المهم أن نتذكر ذلك فى زماننا"
ولد رومير باسم جان - مارى موريس شيرير، وأطلق على نفسه إريك رومير مستلهماً نطق وإيقاع الاسمين الأول والأخير من اسمه الحقيقى.
كما أصدر رواية «إليزابيث» عام 1964 باسم مستعار «جيلبرت كوردير»، لم يتم رومير فيلمه الروائى الطويل الأول «فتيات الموديل» عام 1952، وظل الفيلم ناقصاً، وأخرج جزءاً من الفيلم الطويل «باريس» عام 1965، وفاز بالأسد الذهبى فى مهرجان فينسيا 1986 عن فيلمه «الشعاع الأخضر"
أخرج رومير 8 أفلام روائية قصيرة منذ عام 1950، و16 فيلماً تسجيلياً قصيراً منذ عام 1964 وفيلماً تسجيلياً طويلاً عن المخرج كارل دراير، و23 فيلماً روائياً طويلاً منذ عام 1959 آخرها «غراميات أسترى وسيلادون» عام 2007، وكان يقسم أفلامه إلى مجموعات مثل مجموعة «حكايات أخلاقية» ومجموعة «فصول السنة"