x

محمد أمين إوعى تعملها تااااانى محمد أمين السبت 13-10-2012 21:41


قعدنا على أعصابنا، أمس.. انتظرنا نتيجة اللقاء بين الرئاسة والنائب العام.. الذين يعرفون مقومات شخصية النائب العام يعرفون أنه لا يلين.. لن يخضع لأى مغريات رئاسية.. لا يهمه توسلات هنا أو هناك.. الرئاسة استمتعت بجردل ماء بارد من جديد.. أذيع الخبر مقتضباً.. أعلنه المتحدث باسم النيابة أولاً.. المتحدث باسم الرئاسة مكسوف.. مدير المكتب الرئاسى هو الآخر مكسوووف (!)

المستشار مكى، نائب الرئيس، عمل متحدثاً رسمياً لدقائق.. اتهم الإعلام بالتضليل.. قال إن هناك سوء نية.. أيضاً هناك سوء تفاهم.. اتهمته صحفية بأنه يرتكب مغالطات.. هل النائب العام هو الذى روّج فكرة العزل؟.. هل هو الذى خرج ليعلن قبوله العمل سفيراً؟.. من الذى جعل مؤسسة الرئاسة مضغة فى الأفواه؟.. من الذى يصدر القرارات ونقيضها؟.. من الذى جعلنا نخاف على اسم الوطن؟!

انتصر النائب العام لنا.. لم ينتصر لنفسه.. انتصر المواطن عبدالمجيد محمود للنائب العام عبدالمجيد محمود.. سينتهى الذين طالبوا بعزله.. سيذهبون إلى الجحيم.. الوطن ليس كرة شراب يلعب بها من يشاء.. فرحة القضاة ببقاء النائب العام لا ينبغى أن تنسيهم أهمية استقلال القضاء.. أشفقت، أمس، على المستشارين مكى والغريانى.. أشفقت أيضاً على نائب رئيس الجمهورية.. كلهم متهمون!

لا عذر للرئيس، ولا عذر لوزير العدل.. لو كان هناك عذر للرئيس مرسى فلا عذر للمستشار أحمد مكى.. تصورت فى البداية أن وجود اثنين من كبار قضاة الاستقلال بجوار الرئيس سيكون مفيداً للوطن.. أحدهما نائب للرئيس، والثانى وزير للعدل.. مفيش بعد كده مستشارين.. اكتشفت أن الدنيا وقعت فجأة.. ماذا جرى؟.. هل الكراسى تعمى أصحابها؟.. هل يرون شيئاً لا نراه؟!

لا أتصور شكل الرئاسة الآن.. خبطتان فى الراس توجع.. خبطة فى الدستورية.. خبطة فى النائب العام.. ماهى مواصفات النائب العام، الذى تريده الرئاسة؟.. لماذا يريدونه إخوانياً؟.. لماذا يريدون الانتقام من المشاغبين؟.. هل يخشى الإخوان من محاكمات قادمة؟.. هل هناك علاقة ما بموقعة الجمل؟.. هل هم الطرف التالت؟.. هل إرهاب النائب العام، بالعزل، يمنعه من تقديمهم للمحاكمة؟!

كان لابد أن يخرج الرئيس معتذراً.. أن يصدر بياناً يتعرض فيه لملابسات القضية.. أن يؤكد أن النائب العام باقٍ، لأن ذلك هو القانون.. الكلام عن إعادة تعيين النائب العام هرتلة.. الأصل أنه لا يصح إقالته.. الأصل أنه محصن.. لو أعيد تعيينه يعنى أن يؤدى اليمين من جديد.. ذلك لم يحدث.. النائب العام قال إنه سيمارس عمله، ولو تم اغتياله.. هل يكون الحل عند الجناح العسكرى اغتيال النائب العام؟!

من أول لحظة، كنت أعرف موقف النائب العام.. توقعت أن يذهب إلى مكتبه فى موعده، وحدث.. لا يعرفون شخصيته.. لا يعرفون تاريخه.. المستشار عبدالمجيد محمود لم يقبل عزومة رئيس الوزراء.. لم يقبل قهوته ولا زيارة منزله.. قال له إن شئت أن تأتى أهلاً وسهلاً.. أصر على حماية منصبه.. لم يرهبه مكى ولا الغريانى.. لم يرهبه مصير السنهورى.. قدم روحه فداء للشعب.. قدم درساً للأجيال!

اغضب فإن الله لم يخلق شعوباً تستكين.. اغضب ستلقىَ الأرض بركاناً، ويغدو صوتك الدامى نشيد المُتعبين.. اغضب، فإنك إن ركعت اليوم سوف تظل تركع بعد آلاف السنين.. لا تقبل اعتذاراً.. أنت الأعلى.. أنت الشعب.. أنت سيادة القانون التى يريدون اغتيالها.. لا عذر للرئيس، ولا عذر لوزير العدل.. سيدى النائب العام تعظيم سلام!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية