x

محمد أمين جمهورية المرشد «بنت النظام» محمد أمين السبت 06-10-2012 21:03


بعد يومين من انطلاق الثورة المصرية كتبت «الجمهورية الثانية تبدأ الآن».. كان البعض يراها مظاهرات قد تنتهى بإقالة الحكومة والسلام.. لم يكن كثيرون يتصورون الحكم بدون مبارك.. بعضهم بكى لأنه خطب فى الشعب، وقال كلاماً عاطفياً.. آخرون ارتضوا بأن يدير البلاد عمر سليمان، حتى تأتى الانتخابات.. الفكرة كانت تكريم مبارك بطل أكتوبر.. هذه الفكرة تتجدد الآن، لتكريم رئيس خلعناه (!)

أختلف مع سير نيوتن فى فكرة التكريم.. أتحدث عن الكاتب نيوتن، زميلى فى «المصرى اليوم».. الكلام بهذه الأريحية لا يأتى بعد ثورة.. لا يأتى بعد دماء.. لا أختلف حول نقله إلى مستشفى عسكرى.. الحبس تحقق للرئيس المخلوع، ولو كان فى قصر الرئاسة.. قبل أى شىء ينبغى أن يسدد الفواتير.. يرد الأموال المنهوبة.. أظن أنه كان يراهن على هذه اللحظة، فأنكر الاتهامات!

تكريم مبارك يعنى أننا لم نكن فى ثورة.. يعنى أننا انتقلنا من حكم مبارك إلى حكم مرسى دون قتال.. يعنى أن الحكاية تمت عبر انتخابات.. يعنى أيضاً أننا نعيش الجمهورية الخامسة، وليس «الثانية».. شالوا حسنى جابوا مرسى.. شالوا الحزب الوطنى جابوا الوطنى بشرطة.. ربما يكون ذلك صحيحاً فى بعض النواحى.. لا غرابة أن الوطنى الجديد يستأثر بذكرى النصر فى استاد القاهرة (!)

الرئيس مرسى فى كثير من تصرفاته جعل الناس تتذكر مبارك.. تقارن بينهما.. تتندر على الثورة.. طريقة مرسى توحى بأنه لا يسعى إلى جمهورية ثانية.. يواصل ما سبق بالكيفية نفسها.. كأنه ابن نظام يوليو.. سليل عبدالناصر والسادات ومبارك.. طريقته فى توزيع قلادة النيل شجعت فكرة الصفح والتصالح.. لا تصالح ولو منحوك الذهب.. هناك دماء وشهداء، واغتيال لاسم مصر!

هل يعقل فى الوقت الذى نطالب فيه بإعادة المحاكمات، أن نتنازل من جانبنا، دون مبادرة منهم برد الأموال، أو حتى بالاعتذار؟.. هل يعقل أن يكون أكتوبر مناسبة لتكريم المخلوع، ومنحه قلادة النيل؟.. هل يعقل أن نتسامح ونعفو ونصفح بهذه السهولة؟.. هل نقدم لـ«مرسى» ورقة تكون سبباً لهذا العفو، بحجة أن الناس أكلت وشنا؟.. تذكروا أننا كنا فى ثورة.. وتذكروا دماء الشهداء!

لا أظن أن مبادرة تكريم مبارك، أو الإفراج عنه، مبادرة من «المصرى اليوم».. تبقى فكرة فردية ومبادرة كاتب.. يمكن أن نتفق أو نختلف بشأنها.. سوف ننتظر ماذا يفعل الإخوان؟.. سوف ننتظر ماذا يفعل الرئيس؟.. ماذا يفعل قادة الحزب الوطنى الجديد؟.. من منهم يدير ملف المصالحة مع بعض رموز النظام السابق؟.. من تولى الملف فى قطر وتركيا؟.. من التقى الهاربين فى الخارج؟!

الناس مازالت مجروحة فعلاً.. بالأمس كان هناك إنذار على يد محضر لـ«مرسى» لوقف التصالح مع رموز مبارك.. أنا مع هؤلاء المنذرين.. أشجع مساعيهم بكل قوة.. لا يمكن أن نتصالح مجاناً.. لا يمكن أن نتصالح فوق جثث الشهداء.. كيف نتصالح وقد عاثوا فى الأرض الفساد؟.. لا أدرى كيف يتبنى هذه الدعوة قيادات الإخوان أنفسهم؟.. باسم من يتفاوضون على التصالح؟!

لا تصالح مع الفاسدين، ولا تكريم للمخلوع.. لا يمكن أن يعود إلى بيته مجاناً، لأنه كان من أبطال أكتوبر.. أو لأنه صاحب الضربة الجوية.. الأصل أن نحدد ما كان فى «يناير».. هل كان ثورة؟.. هل كان تمثيلية؟.. هل كنا نذهب إلى «مصر جديدة»، وجمهورية ثانية؟.. هل نحن نعيش الجمهورية الخامسة، بنت «نظام يوليو»؟!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية