x

طارق الغزالي حرب المُتآمرون فى أجهزة الداخلية والحكم المحلى طارق الغزالي حرب الأحد 22-07-2012 21:21


لن أدخل فى تلك المناقشات الفارغة حول نظرية المؤامرة وهل هى محض أوهام أو حقيقة تفسر مايحدث حولنا أحياناً من أحداث غير طبيعية، ولكنى أستطيع الآن بكل الصراحة والوضوح أن أقول: نعم هناك مؤامرة تتم بمنهجية وتخطيط من أجل إفشال د. مرسى كأول رئيس مدنى مُنتخب، وإثبات نظرية «عبيد البيادة» بأنه لا يصلح لحكم مصر إلا النظام العسكرى المستبد القائم على إرهاب القوة والبطش وإذلال الناس.. وللأسف الشديد فقد اصطف مع طابور عبدة البيادة هؤلاء- وكلهم من أذناب النظام الساقط وعملائه وخدمه- آخرون ممن هم محسوبون على التيارات المدنية الليبرالية والاشتراكية بسبب أن هذا المدنى المُنتخب قد خرج من رحم جماعة الإخوان المسلمين التى يكرهونها كراهية التحريم، ويريدون استبعادها تماماً من الحياة السياسية بغباء شديد بدلا من احتوائها كفصيل وطنى ضمن الفصائل الوطنية العديدة التى شاركت فى ثورة يناير المجيدة فى مرحلة من مراحلها. تعتمد المؤامرة بالأساس على دور أجهزة عديدة بوزارة الداخلية وبأجهزة الحكم المحلى لم يطل التغيير الثورى أياً منها، وكان رأيى دائماً أن ذلك سيكون أحد أهم أسباب إخفاقات الثورة.. وأنا هنا لا ألقى الكلام على عواهنه، ولكنى سأسرد وقائع هى مجرد أمثلة- فغيرها كثير- أتمنى أن يدلنى أحد على تفسير لها، وهى وقائع تدور كلها حول ما حدده الرئيس من مهام عاجلة وضعها على رأس أولوياته فى المائة يوم الأولى لحكمه باعتبارها من القضايا المهمة التى تمس حياة الناس بصورة مباشرة ويتوقون إلى الشعور بتحسن ما فيها وهى قضايا الأمن والمرور والنظافة وتوفير الوقود ورغيف الخبز:

(1) يوم الاثنين 16/7 كنت أمر من منطقة كوبرى قصر النيل مروراً بميدان التحرير وحتى ميدان عبدالمنعم رياض، فقطعت هذه المسافة بسيارتى فى حوالى الساعة والنصف، لاحظت أثناءها أنه ليس هناك عسكرى مرور واحد (وليس أمين شرطة أو ضابط) طوال هذا الطريق فى الوقت الذى لا تعمل فيه إشارات المرور، وكان بعض المتطوعين من المشاة وقائدى السيارات الذين تركوا سياراتهم يقومون بمحاولات بائسة لتنظيم حركة السير ولكن دون جدوى، وخرج العديد من سياراتهم المتداخل بعضها فى بعض يفتشون عن أى أثر لوجود الدولة ويتندرون ويسخرون، وبالطبع فقد نال الرئيس مرسى الذى وعد بإصلاح حال المرور والأمن القسط الأكبر من السخرية واللعنات! بالله عليك يا وزير الداخلية والذى تبعد وزارتك عن هذا المكان أمتاراً قليلة، هل يمكن أن تذكر لنا سبباً واحداً للإبقاء على مديرى مرور القاهرة والجيزة فى مواقعهم على الرغم مما نراه ونعايشه يومياً من تراخٍ وإهمال ولامُبالاة شبه مُتعمدة؟!

(2) تحدث الأهالى وكتب الكثيرون عقب حادث انهيار عمارات الإسكندرية الأخير عن تأخر غير معتاد لأجهزة الحماية المدنية والإنقاذ لساعات طويلة عقب الحادث وهو وقت كان كفيلا بإنقاذ حياة العديد من البشر الذين كانوا تحت الأنقاض، وبالطبع فقد صب المواطنون المُتجمهرون جام غضبهم على الرئيس غير القادر على إدارة أجهزة الدولة!

(3) أما عن المحافظين فحدث ولا حرج.. لقد فعلها أحدهم وأعلن استقالته عقب فوز مرسى بالرئاسة بادعاء أنه لا يستطيع العمل مع رئيس إخوانى، وحسناً فعل ولم يستمر فى موقعه كما فعل الآخرون الذين بقوا فى مناصبهم وليس لأحد منهم نية العمل الجاد لتحقيق أهداف المائة يوم الأولى. د.مرسى .. لا يشغلنك أمر إعلاميى العار المتواطئين فى هذا المُخطط القذر، فهؤلاء أمرهم هين لأنهم معروفون بالاسم ومكشوفون ومفضوحون، ولكن لا يشعرون، ولكن عليك بخطوات عملية سريعة حتى يمكن أن تحقق أحلامك للمائة يوم الأولى.. لا تتردد فى إقصاء جميع المحافظين الحاليين فوراً وتطهير أجهزة وزارة داخليتك ومراقبة عملها وتشكيل لجان مستقلة من شخصيات وطنية محترمة لتقييم الأداء على هذين المستويين فى الحكم المحلى وأجهزة وزارة الداخلية.. اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية