تصدر خطاب الرئيس المنتخب، الدكتور محمد مرسى، لمناصريه الذين احتشدوا بميدان التحرير، الجمعة الأول، اهتمامات الصحف الأجنبية الصادرة السبت، واصفة الخطاب بـ«الجرىء»، مؤكدة أن أداءه اليمين الدستورية بالميدان به «تحد» لجنرالات المجلس العسكرى.
قالت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية إن الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى يواجه تحديات خطيرة على رأسها استعادة صلاحياته من الجنرالات المهيمنين على السلطة فى مصر، والذين انتزعوا الكثير من سلطاته بما يفرغ منصب الرئيس من مضمونه، مؤكدة أن أداء مرسى صلاة الجمعة فى الأزهر، يمثل انتصاراً للاتجاه الإسلامى المعتدل، ويمثل خطوة فى سعيه لتحقيق أكبر قدر من التوافق الوطنى قبيل أن يبدأ مهمته المليئة بالصعاب والتحديات.
وأضافت أن الرئيس مرسى أيقظ الجماهير لاستئناف القتال من أجل السلطة، حيث تعهدت الجماهير بمواصلة القتال وتحدى الجنرالات الحاكمين من خلال أدائه القسم فى الموقع الذى شهد ولادة ثورة 25 يناير، مشيرة إلى أن وعده بالسعى للإفراج عن الدكتور عمر عبدالرحمن يعكس لهجة الخطاب الشعبوى.
وقالت صحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية إن فوز الدكتور محمد مرسى برئاسة مصر يمثل تحديًا لإدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، نظرًا لأن نظرته للعالم الخارجى كانت دائمًا محل خلاف مع واشنطن.
ورأت الصحيفة أن مرسى سيتولى الرئاسة فى الوقت الذى جرده فيه المجلس العسكرى إلى حد كبير من سلطاته، معتبرة أن أمامه صراعا كبيرا مع المجلس، الحاكم الفعلى للبلاد منذ تنحى مبارك، لإعادة سلطاته مرة أخرى.
ومن جانبها، رجحت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية، فى معرض تعليقها على خطاب الرئيس، أن يقتصر التغيير فى سياسات مصر الخارجية على لهجة دبلوماسية أكثر صرامة وحزماً وليس فى المضمون أو الجوهر.
وأوضحت الصحيفة أن مصر، وتحت لواء أول رئيس إسلامى منتخب يواجه العديد من التحديات، لن تقدر على تحمل ضرر قد يلحق بعلاقاتها سواء مع أمريكا أو التخلى عن معاهدة السلام الموقعة مع إسرائيل عام 1979، على المدى القريب على الأقل.
واهتمت صحيفة «جارديان» البريطانية بالخطاب، واصفة إياه بـ«الجرىء»، مشيرة إلى أنه استهدف به جنرالات المجلس العسكرى، قائلة إن «مرسى، الذى كان هادئا وشخصية غير مثيرة للجدل أثناء حملته الانتخابية تحول إلى شخص حماسى، بعد أن أصبح رئيسا منتخباً».
وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية إن أداء الرئيس المنتخب للقسم الدستورى أثار الآمال بأنه بإمكان أنياب الديمقراطية أن تتحدى قوى الدولة العميقة، مضيفة فى افتتاحيتها أن تنصيب مرسى رئيساً غير كفيل بضمان مستقبل مصر، حيث وافق جنرالات المجلس العسكرى على تنصيبه بصلاحيات محدودة للغاية وهو ما أدخل البلاد فى مأزق دستورى.
وفى السياق ذاته، اعتبرت مجلة «إيكونوميست» البريطانية أن الرئيس المنتخب سعى من خلال خطابه أن يهدئ من روع خصومه ويمد لهم جسور التواصل.
ورأت المجلة أن فوز مرسى بعد منافسة شرسة مع منافسه الخاسر الفريق أحمد شفيق بعث بالأمل والشعور بالارتياح بعض الشىء، حتى إلى منتقديه الذين رأوا فى فوز شفيق تمكينا لما يعتبره كثير من المصريين «أنياب الثورة المضادة» كى تدير شؤون البلاد وتحكم قبضتها.