«مرسى» و«مبارك»، رئيس حالي ورئيس سابق، لم يجمعهما أبداً مكان أو موقع، غير أن القدر قرر أن يقتربا أخيراً وفي يوم تاريخي في المعادي، وتحديداً على كورنيش النيل.
لأول مرة يقترب الرئيسان، والنظام والزمان، وكأن التاريخ يريد أن يعلن أن الرئيس السابق يسلم الرئيس الحالي الرئاسة، لكن دون مراسم احتفالية.
السبت .. فى لحظة ما، الرئيسان المنتخب والسابق لا يفصل بينهما سوى أمتار قليلة، شارع واحد سوف تنتشر فيه قوات الأمن لحماية «مرسى» وحشود من المواطنين تهتف للرئيس الجديد والمحكمة الأعلى تنتظر قدومه، وبجواره فى مستشفى المعادى العسكري قوات الأمن تحمى «مرقد الرئيس السابق».
المفارقة الأخرى للقسم الجمهوري للرئيس الجديد «مرسي»، أنه يتشارك مع الرئيس محمد نجيب في إلقاء القسم أمام جهة غير منتخبة، لأنهما توليا الرئاسة في غياب المجلس التشريعي، الذي يفترض أن يقسم أمامه، فـ«نجيب» أقسم على الولاء للجمهورية فى الفناء الداخلي للقصر الجمهوري، أمام مجلس قيادة الثورة فى 18 يونيو 1953، عندما قرر المجلس إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية.
«عبدالناصر» نفسه، الذي تولي ذات المنصب عام ١٩٥٦، أدى القسم وقتها أمام «مجلس الأمة»، وخلفه في أداء القسم بالمكان نفسه محمد أنور السادات، وأيضاً الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، الذي تولى الحكم في أكتوبر 1981.
ورغم الجدل المستمر منذ إعلان فوز «مرسي»، حول مكان وزمان أداء اليمين الدستورية، فإن «المحكمة الأعلى» حسمت الموقف، وتمسكت بحضور «مرسى» لمقرها لأدائه.
هكذا يتوجه السبت، الرئيس المنتخب للمحكمة الدستورية العليا ويقسم اليمين، وبعدها يتوجه لجامعة القاهرة، ليعيد القسم ذاته أمام مجموعة من نواب مجلس الشعب السابق وشخصيات عامة وأهالي الشهداء.