x

ليلة «الاستقبال الكبير» لـ«مرسي» في «التحرير»: منصة رئاسية.. واحتفالات أسطورية

الجمعة 29-06-2012 20:56 | كتب: وليد مجدي الهواري, وائل محمد |
تصوير : أحمد طرانة

عشية مليونية «تسليم السلطة» فى ميدان التحرير وسط القاهرة، التي شارك فيها الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي، جرت استعدادات كبيرة لاستقبال الحدث الفريد فى تاريخ البلاد، حيث تزين «التحرير» لاستقبال الرئيس الجديد، وانتشر رجال الأمن فى كل أرجاء الميدان، وهم يرتدون زياً مدنياً، وقاموا بإبعاد الباعة الجائلين.


رصدت «المصرى اليوم» تفاصيل هذه الليلة الفريدة فى تاريخ الميدان، حضرت في تمام الساعة 2 ليلاً سيارتان تابعتان لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، وتم إعداد منصة كبيرة فى منتصف الميدان.


وانتشر العديد من رجال الأمن يرتدون زياً مدنياً، وقاموا ومعهم عدد من شباب الإخوان بتطهير الميدان من الباعة الجائلين، وتركوا عدداً قليلاً منهم، بعد الحصول على بطاقتهم الشخصية، وعمل كارنيهات خاصة بهم، مع عدم السماح لمن لا يحمل الكارنيه بالبيع فى الميدان.


وعلق أصحاب المحال «الزينة»، وعدد من الأعلام، تعبيراً عن فرحتهم بقدوم الرئيس، بعد إعلان المنصة، قدوم الرئيس «مرسى» ليلقى كلمة فى السادسة من مساء، الجمعة، عبر المعتصمون عن سعادتهم بالحدث الفريد، وهو مشاهدة أول رئيس مدنى يخطب فى الناس وسط ميدان التحرير.


وتظاهر المئات من المنتقبات، أمام المنصة الرئيسية ورددنى هتاف: «عيش حرية، عدالة اجتماعية، والمرسى وراه رجالة» وأعد بعض شباب الإخوان كردوناً حول الإخوان لمنع التحرش بهن.


وعلى الجانب الآخر، رفع أنصار حازم أبوإسماعيل، لافتة كتبوا عليها: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا».. سمعتم عنا ولا تسمعوا منا فنحن منكم وأنتم منا ليبرالى، علمانى، ونصرانى، وسلفى، وإخوانى، الشعب على إيد واحدة ثوار أحرار هنكمل المشوار».


وانضمت عدد من المسيرات القادمة من محافظات القناة، وهم يرددون هتافات: «جينالكم من بورسعيد جينا نحط الإيد فى الإيد.. إرادة وعزيمة حديد فى حديد علشان نبنى عهد يطبق شريعة جينالكم من القناة جينا نقول للمجلس لا، عدينا على الإسماعيلية شمينا نسيم الحرية، جينالكم من السويس شعب مرابط دم حسيس»، وعلقوا لافتة مكتوباً عليها «الغضب مثل شعلة النار التى تشعل أطراف الهشيم فتحرق النيران كل الزرع.. رسالة إلى العسكرى احذر».


واستقبل المعتصمون فى «التحرير» الدكتور حسن البرنس، عضو مجلس الشعب المنحل، ورفعوه فوق على الأعناق ورددوا: «اهتف اهتف يا ميدان.. لا لحل البرلمان» و«أهم أهم أهم ثوار الشعب أهم»، و«مصر يا أم.. ولادك أهم» «نواب الشعب أهم».


وطافت سيارة نصف نقل تحمل مكبرات الصوت و«بانر» كبيراً لرئيس الجمهورية، مكتوباً عليه «محمد مرسى مرشح الثورة.. قوتنا فى وحدتنا»، وبثت الأغانى الوطنية، والتف المئات من المتظاهرين حولها، فى مسيرة طافت أرجاء الميدان ومنه إلى كوبرى قصر النيل، للتأكيد على مطالبهم بإسقاط الإعلان الدستورى المكمل، وإلغاء قرار حل البرلمان.


ورددوا هتافات «يا جمال قول لسوزان مرسى خلاص بقى الريس»، «مطالبنا واحدة تسليم السلطة»، «يسقط يسقط حكم العسكر»، و«الإعلان الدستورى باطل» و«حل البرلمان باطل» و«ارفع راسك فوق أنت مصرى.. لا للفلول رئيسنا مرسى»، وحمل المشاركون في المسيرة الأعلام.


واستقبل المستشفى الميداني فى ميدان التحرير عدداً من المعتصمين بالميدان، الذين أصيبوا بعد الاشتباكات التى نشبت مع الباعة الجائلين فى الميدان، والتي أدت إلى إصابة العشرات من الجانبين بجروح طفيفة، وتم إسعافهم داخل المستشفى الميداني.


ولليوم الثانى على التوالى فوجئ المعتصمون بزيارة عروسين هما أحمد وأسماء للاحتفال بزواجهما، وقال العريس إنه لم يشارك فى المظاهرات خلال الفترة الماضية نظراً لانشغاله بترتيب حفل الزواج، ولفت إلى أنه جاء إلى الميدان لمشاركة المعتصمين والتأكيد على المطالب التى ينادون بها، ومنها إلغاء الإعلان الدستورى المكمل، وتسليم السلطة، ورفض قرار حل مجلس الشعب، والإبقاء على الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور بتشكيلها الحالى.


ووجه «أحمد» رسالة إلى رئيس الجمهورية قائلاً: «أذكرك برسول الروم عندما بعثه ملكه إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فوجده نائماً تحت شجرة فقال: حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر، وهذا ما نتمناه من الرئيس الجديد.


ودعا المتظاهرون للعروسين «بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى خير»، كما مازحهما المتظاهرون بهتافات: «الشعب يريد أن يتزوج»، «شد حيلك يا عريس الثورة رجعت من تانى».


وفى الساعة الثالثة صباحاً وصلت سيارة محملة بالألواح الخشبية لاستكمال المنصة، وأقام الحرس الجمهورى المنصة وسط فرحة عارمة من المتظاهرين ورددوا هتاف: «واحد اتنين تلاتة ميدان التحرير مستنيك ياريس»، وأطلقوا الشماريخ والألعاب النارية ابتهاجاً وفرحاً بقدومه.


ونظم عدد من المعتصمين حلقة قرآنية بعد صلاة الفجر، لتعليم أحكام تلاوة القرآن الكريم بعد قضاء يوم شاق من الهتافات، فيما انخرط البعض فى النوم وسط انتشار كبير للباعة الجائلين.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية