«الاستيقاظ من حلم الديمقراطية الذى تدافع عنه الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط بات أمرًا لا مفر منه».. بهذه العبارة رأت مجلة «ناشيونال إنتريست» الأمريكية أنه حان الوقت لكى تتخلى الولايات المتحدة عن فكرتها، الداعية إلى نشر الديمقراطية فى الشرق الأوسط، واستبعدت حدوث ذلك على الأقل فى المستقبل القريب، مستشهدة بالاضطرابات المتتالية التى تشهدها المنطقة. ودللت المجلة على رؤيتها بتسليط الضوء على الأوضاع الراهنة فى عدة بلدان عربية، ففى العراق، التى ادعت الولايات المتحدة أنها ذهبت لترسى قواعد الديمقراطية فيها، راح ضحية الحرب الأمريكية الآلاف من العراقيين والأمريكيين، معتبرة أن العراق أصبح على مشارف ديكتاتورية جديدة، تهيمن عليها هذه المرة الطائفة الشيعية، وهو ما يعزز بشكل ملحوظ النفوذ الإقليمى لإيران المجاورة، والتى ينظر إليها العديد من الأمريكيين، باعتبارها «عدو بلادهم الأول». واعتبرت المجلة أن مصر «التى خطفت قلوب الأمريكيين بثورتها التى قامت بهدف إرساء الديمقراطية وتحقيق التعددية السياسية» أعطتنا درساً بألا نبالغ فى تقدير استعداد القوى التقليدية للتخلى عن امتيازات تتمتع بها لصالح تحقيق الديمقراطية. وتناولت المجلة أيضاً بالذكر الحالة الكويتية، حيث ألغت المحكمة الدستورية العليا نتائج الانتخابات البرلمانية التى أجريت فى فبراير الماضى، وأحرزت فيها قوى المعارضة الإسلامية والقبلية مكاسب كبيرة،. كما رأت المجلة أن البحرين والسعودية تعملان دائمًا على إجهاض أى بوادر للديمقراطية فور ظهورها. واعتبرت المجلة أن ما حدث فى ليبيا من توحد الثوار الليبيين ضد العقيد الليبى الراحل معمر القذافى عكس مؤشرات عن الرغبة فى إرساء الديمقراطية، إلا أن الأوضاع تغيرت، بعد رفض الميليشيات الليبية التخلى عن أسلحتها، وهو ما أدى إلى دخول البلاد فى فوضى.
ورأت «ناشيونال إنتريست» أنه فى ظل هذه الأوضاع يعتقد من وصفتهم بـ«المثاليين الأمريكيين» أن مجرد توفير المساعدة والتوجيه واستخدام القوة العسكرية ضد الطغاة من شأنه أن يجعل المؤسسات الديمقراطية تزدهر فى المنطقة العربية. واعتبرت المجلة أن المشكلة لا تكمن فقط فى افتقار الفكرة الأمريكية إلى الموضوعية، بل فى استخدامها كمبرر للتدخل العسكرى الأمريكى فى الشرق الأوسط.