عمد المنتخبان إلى تضييق مساحات الملعب، مما أدى إلى كثرة الاحتكاك الذى وصل إلى حد العنف، وبالتالى زادت أعداد الإنذارات، فضاعت متعة اللعب باستثناء المساحات التى كان يخلقها إنييستا ورونالدو، ولذا خرجت المباراة فى وقتيها الأصلى والإضافى دون أهداف. أثبتت المباراة قدرة اللاعبين المحترفين على اللعب تحت الضغط العصبى والجماهيرى لأن كلاً منهم يريد أن يصل إلى المحطة النهائية فى البطولة.
دل بوسكى، مدرب إسبانيا، مازال يلعب بفريق من الأبطال وبأسلوب جديد لا يعتمد فيه على المهاجم الصريح، فلم يبدأ المباراة بفرناندو توريس أو فابريجاس، لكنه بدأ بالفارو نيجريدو ليثبت نظريته التى بدأ بها البطولة حتى الآن وهى اللعب ضاغطاً على دفاعات الفريق المنافس بالكرات القصيرة السريعة والتحرك كمجموعة واحدة وليس اعتماداً على مهارة لاعب واحد فقط، وهو ما نجح فيه بالضغط على بيبى وألفيس قلبى دفاع البرتغال ومنع تقدمهما خلف المهاجمين.
فى المقابل اعتمد الفريق البرتغالى على اللعب هجومياً، ولكن عن طريق الكرات الطويلة الأمامية من أطراف الملعب معتمداً على نانى فى الجانب الأيمن وكريستيانو رونالدو فى اليسار مع تحركات الميدا كلاعب عمق بين الوسط والهجوم. وبالرغم من أن الفريق الإسبانى وصل إلى نهائى البطولة إلا أننا مازلنا نشاهد الكرة الإسبانية كأنها انحصرت فقط فى فريق برشلونة لكن دون ميسى، فهل يستمر الإسبان على هذا الأسلوب فى مباراتهم النهائية؟
الفريق الإسبانى مازال يعتمد على أسلوب «سرقة المراكز» أى اللعب بأسلوب الكرات القصيرة السريعة مع أخذ المساحات الخالية غير المتوقعة عند المنافس، فهو الفريق الوحيد فى العالم الذى لديه قدرات خارقة فى التحكم فى الكرة وتطويعها إلى مساحات داخل الملعب بأسلوب سريع ورشيق.
حكم المباراة التركى جنيد شاكر أدار اللقاء بكفاءة عالية جداً ولم يخش الجماهير الغفيرة ولا النجوم أصحاب الأسماء الرنانة فى المنتخبين.
مازال كاسياس يثبت أنه أحد العظام فى لعبة كرة القدم، فهو يتمتع بمرونة فائقة وسرعة توقع كبيرة مكنته من الوصول بفريقه إلى هذه المرحلة، والملاحظ أن الفريق الإسبانى يبدأ هجماته من كاسياس.