يتأهب المنتخب الألمانى لخوض مواجهة لا تقتصر أهميتها فقط على انتزاع بطاقة التأهل للدور النهائى والتقدم خطوة كبيرة نحو التتويج بلقب كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2012)، وإنما يمكنه من خلالها كتابة فصل جديد فى تاريخه والتخلص من «لعنة» الآزورى. ويستعد المنتخب الألمانى للقاء نظيره الإيطالى (الآزورى) غداً الخميس فى الدور قبل النهائى للبطولة التى يعد الفريق الألمانى من أبرز المرشحين للتتويج بلقبها. ورغم أن المنتخب الألمانى ربما يتمتع بأفضلية، نظراً لأن فترة الاستعداد التى أتيحت أمامه أطول بيومين من الفترة التى أتيحت أمام منافسه، فإن المنتخب الإيطالى يتفوق فى سجلات التاريخ، حيث لم ينجح المنتخب الألمانى فى التغلب عليه فى أى من المباريات السبع السابقة التى جمعت الفريقين من قبل فى البطولات الرسمية. وكانت آخر مرة أخفق فيها المنتخب الألمانى فى التخلص من «لعنة» الآزورى، فى بطولة كأس العالم 2006 بألمانيا، عندما تغلب المنتخب الإيطالى على أصحاب الأرض 2/صفر فى الدور قبل النهائى. وتأهل المنتخب الألمانى إلى الدور قبل النهائى بالبطولة الأوروبية إثر فوزه على نظيره اليونانى 4/2 فى دور الثمانية يوم الجمعة الماضى.
أما منافسه الإيطالى، فقد حسم بطاقة التأهل للمربع الذهبى بالفوز على نظيره الإنجليزى 4/2 بضربات الجزاء الترجيحية، وبذلك لم يكن أمامه سوى ثلاثة أيام للاستعداد قبل مواجهة الفريق الألمانى الذى أتيحت أمامه خمسة أيام. والآن يتطلع المنتخب الألمانى، الذى يدربه المدير الفنى يواخيم لوف، ويقوده المدافع المخضرم فيليب لام، إلى التخلص من لعنة الآزورى فى ظل وجود جيل يعتبره الكثير هو الأفضل فى تاريخ المنتخب الألمانى. كانت بداية نجاح الألمان على الساحة الدولية فى عام 1972 الذى توجت خلاله ألمانيا بأول ألقابها الأوروبية الثلاثة، وذلك بمنتخب ألمانيا الغربية. ويمكن للاعبى المنتخب الألمانى الحالى كتابة أسمائهم بحروف من ذهب فى سجلات التاريخ فى حالة التخلص من العقدة الإيطالية والفوز على الآزورى للمرة الأولى فى بطولة رسمية.
وقال «لام»: «عندما نتذكر عام 2006، نجد أنه كان قد شهد آخر مباراة مهمة لنا أمام إيطاليا، ولم نكن قد وصلنا إلى هذه المرحلة (من التطور) التى نظهر عليها الآن. هدفنا الرئيسى هو التأهل للنهائى». ووصف هانسى فليك، المدرب المساعد للمنتخب الألمانى، المباراة بأنها «مهمة ومثيرة» والتقى المنتخب الألمانى نظيره الإيطالى 30 مرة سابقة، حقق المنتخب الإيطالى خلالها 14 انتصاراً مقابل سبعة لألمانيا وتسعة تعادلات. وكان آخر فوز لألمانيا على إيطاليا فى مباراة ودية جمعت بينهما فى عام 1995 .
وفى سجل مشاركاتهما فى بطولات كأس العالم، تعادل الفريقان سلبيا فى دور المجموعات ببطولة 1962، وكذلك فى بطولة 1978، بينما حقق المنتخب الإيطالى الفوز فيما وصفت باسم «مباراة القرن» أمام المنتخب الألمانى 4/3 فى الدور قبل النهائى لمونديال 1970، كما فاز عليه 3/1 فى نهائى مونديال 1982 و2/صفر فى الدور قبل النهائى لمونديال 2006 بألمانيا. وفى المباراتين السابقتين بين المنتخبين فى سجلات مشاركاتهما بالبطولات الأوروبية، تعادل الفريقان 1/1 فى دور المجموعات بيورو 1988، وتعادلا سلبيا فى دور المجموعات أيضا بيورو 1996. وذكرت صحيفة «بيلد» الألمانية: «الآن سنصفى الحسابات.. فى هذه المرة سنتأهل، بخلاف ما حدث فى الدور قبل النهائى لكأس العالم 2006». وتشهد المباراة مواجهة بين مسعود أوزيل وأندريا بيرلو وبين حارس المرمى الإيطالى جيانلويجى بوفون والحارس الألمانى مانويل نيوير وربما بين نجم الهجوم الإيطالى الشاب ماريو بالوتيللى والمهاجم الألمانى المخضرم ميروسلاف كلوزه. ونجح لوف خلال الأعوام الأخيرة فى تجديد دماء المنتخب الألمانى وحوله إلى فريق يضم أساتذة المهارة فى كرة القدم الحديثة. ويتبع تشيزارى برانديللى، المدير الفنى للمنتخب الإيطالى، نهجاً مشابهاً، ولكن يبدو أنه لا يزال فى المرحلة الانتقالية. ولن يكون من المفاجئ أن يتأهل المنتخبان الإيطالى والإسبانى إلى النهائى أو يتأهل المنتخبان البرتغالى والألمانى إلى النهائى.