x

«أردوجان» أمام البرلمان: الجيش سيرد على أي انتهاك سوري

الثلاثاء 26-06-2012 19:15 | كتب: غادة حمدي, وكالات |
تصوير : أ.ف.ب

صعّدت تركيا من لهجتها، الثلاثاء، على خلفية إسقاط الدفاعات الجوية السورية طائرة حربية تابعة لها فوق شرق المتوسط، حيث حذر رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان من أن بلاده سترد على أى انتهاك لحدودها من قبل سوريا، معتبراً أن نظام الرئيس السورى بشار الأسد بات يشكل «تهديداً مفتوحاً وقريباً لأمن تركيا وكذلك لشعبه». وبينما أدان أعضاء حلف شمال الأطلنطى (الناتو) أمس، إسقاط الطائرة التركية، ووصفوه بالعمل «غير المقبول»، مؤكدين تضامنهم مع أنقرة، أكدت الولايات المتحدة أنها ستعمل مع حليفتها تركيا، لتحميل سوريا المسؤولية عما يعتقد مسؤولون أمريكيون أنه «عمل متعمد».

ورغم إقراره بأن الطائرة التركية انتهكت المجال الجوى السورى «لفترة قصيرة» و«عن غير قصد»، قال «أردوجان»، فى كلمة أمام نواب حزبه الحاكم «العدالة والتنمية» فى البرلمان أمس، إن «قواعد الاشتباك بالنسبة للقوات المسلحة التركية تغيرت، فأى عنصر عسكرى قادم من سوريا يشكل تهديداً أو خطراً أمنياً على الحدود التركية سيعتبر هدفاً عسكرياً». وأضاف أن تركيا لن تدق طبول الحرب، لكنه أوضح أن بلاده سترد «فى الوقت المناسب وبحزم» على إسقاط طائرتها، معتبراً أن الهجوم «كان متعمداً، ولن يمر مرور الكرام». وأشار «أردوجان» إلى أن «رد تركيا المتعقل على إسقاط الطائرة يجب ألا يساء فهمه على أنه ضعف.. ويجب أن يعلم الجميع أن غضب تركيا قوى ومدمر»، مؤكداً فى الوقت ذاته أن بلاده «ستدعم الشعب السورى» حتى سقوط نظام الأسد، واصفاً الأخير بـ«الديكتاتور الدموى».

وقبيل ساعات من عقد اجتماع طارئ للناتو أمس، بدعوة من تركيا لمناقشة الأزمة، نددت أنقرة بـ«عمل عدائى» قامت به دمشق، فى رسالة وجهتها إلى مجلس الأمن الدولى والأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، إثر إسقاط الطائرة التركية الجمعة الماضى، وأضافت الرسالة أن هذا الهجوم، الذى قد يكون أدى إلى مقتل طيارين تركيين، «يشكل تهديداً خطيراً للسلام والأمن فى المنطقة»، موضحة أن «تركيا تحتفظ بإمكان الدفاع عن حقوقها، استناداً إلى القوانين الدولية». وأكدت الرسالة أن «تسجيلات الرادار والتسجيلات الصوتية التركية تؤكد أن طائرتنا أسقطت فى المجال الجوى الدولى»، موضحة أن المقاتلة لم تقم بأى مناورة عدائية، وأن «إطلاق النار لم يسبقه أى تحذير»، مشيرة إلى حادث آخر تعرضت فيه طائرة تركية أخرى لنيران سورية، فيما كانت تقوم بأعمال بحث لإنقاذ الطيارين.

من ناحيته، وصف نائب رئيس الوزراء التركى، المتحدث باسم الحكومة بولند ارينج، أمس الأول، حادث إسقاط الطائرة التركية بأنه «عمل عدوانى إلى أقصى درجة»، رغم تأكيدات سوريا أنه كان «دفاعاً عن النفس»، وأوضح أن بلاده ستقرر فى الأيام المقبلة، ما إذا كانت ستوقف صادراتها من الكهرباء إلى سوريا أم لا.

وفى بروكسل، أعلن الأمين العام لحلف «الناتو» أندرس فوج راسموسين، فى أعقاب جلسة طارئة للحلف، أمس، أن إسقاط الطائرة التركية عمل «غير مقبول»، وأكد أن الحلف يقدم «دعمه وتضامنه» مع أنقرة، موضحاً أن «الناتو» لا يزال «يدرس» الملف، لكنه لم يتطرق إلى الخيار العسكرى.

على صعيد الموقف الأمريكى، أكدت واشنطن أنها ستعمل مع تركيا على محاسبة سوريا، ورغم تجنب المتحدث باسم البيت الأبيض جاى كارنى أسئلة بشأن ما الذى يمكن أن يكون رداً مناسباً على واقعة إسقاط الطائرة، فإن مسؤولين أمريكيين قالوا فى وزارة الدفاع (البنتاجون) إن الحادث كان «متعمداً»، وقال المتحدث باسم البنتاجون جورج ليتل: «إن النظام السورى ينبغى الرد عليه، فهذا يظهر مجدداً عدم مشروعية نظام الأسد، وأن ما يفعله يبعث على القلق الشديد».وفى المقابل، اعتبرت صحيفة «الثورة» الحكومية السورية أن «الغرب وأمريكا يدفعان بأنقرة إلى ارتكاب حماقات سياسية كبيرة»، بينما اعتبرت «طهران»، أمس، أن أى تدخل عسكرى فى سوريا سيؤدى إلى زعزعة الأمن والاستقرار فى المنطقة، وعرضت استخدام علاقاتها الجيدة مع دمشق وأنقرة، للمساعدة على حل الخلاف بين الدولتين.

وفى الداخل السورى، دارت أمس، اشتباكات عنيفة فى ضواحى العاصمة دمشق حول مقار الحرس الجمهورى، فيما وصفها نشطاء بأنها أشرس قتال منذ اندلاع الانتفاضة على حكم الأسد قبل 15 شهراً. وقال مدير المرصد السورى لحقوق الإنسان رامى عبدالرحمن: «إن اشتباكات عنيفة تدور فى قدسيا والهامة ودمر فى ريف دمشق حول مراكز الحرس الجمهورى ومنازل ضباط الحرس، على بعد نحو 8 كيلومترات من ساحة الأمويين وسط العاصمة»، وأضاف «عبدالرحمن»: «إن هذه هى المرة الأولى التى تستخدم فيها القوات النظامية المدفعية فى مناطق قريبة إلى هذا الحد من قلب العاصمة، ما يدل على عنف الاشتباكات»، مشيراً إلى سقوط قتيل وتفجير دبابة للقوات النظامية عند مدخل قدسيا، وأوضح «عبدالرحمن» أن «وصول الاشتباكات إلى دمر يعنى أنها اقتربت من قلب العاصمة دمشق».

ولفت المرصد فى بيان لاحق إلى أن القوات النظامية ترافقها آليات عسكرية ثقيلة اقتحمت حى برزة فى دمشق، أحد معاقل المعارضة. وفى إدلب «شمال غرب» أعلن المرصد أن مدينة سراقب تتعرض للقصف، كما تعرضت أحياء متفرقة بحمص أيضاً لقصف عنيف، وأفاد ناشطون سقوط 45 قتيلاً أمس فى أنحاء متفرقة، كما أوضحوا أن الجيش الحر «المعارض» دمر 6 دبابات وأسقط مروحية تابعة للجيش النظامى فى أدلب، وذلك بعد يوم من سقوط 95 قتيلاً فى أنحاء سوريا.

وفى تلك الأثناء، كشف تقييم نشرته «البنتاجون» النقاب عن أن القوات الثورية السورية باتت أقوى وطأة، عبر توطيد العمل المشترك فيما بينها، بينما أظهرت قوات الأسد تراجعاً كبيراً فى صفوفها.

من ناحيتها، نددت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس، أمس الأول، بـ«الفشل الذريع» للأمم المتحدة فى سوريا، مجددة الدعوة إلى فرض عقوبات، لممارسة الضغط على دمشق.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية