x

التوريث يعود مع دراما رمضان

الثلاثاء 26-06-2012 18:25 | كتب: سعيد خالد |
تصوير : other

لاشك أن الصراع العائلى بين النجوم الكبار على المسلسلات هو السمة المميزة للموسم الدرامى المقبل، فنجوم مثل محمود عبدالعزيز وعادل إمام ونور الشريف ويحيى الفخرانى وسمير غانم وفيفى عبده، كل منهم يقف على رأس عمل درامى، وقد أسندوا أدواراً مهمة إلى أبنائهم فى أعمالهم الدرامية المقبلة، فقد أشرك محمود عبدالعزيز ابنه كريم فى بطولة مسلسله «باب الخلق»، بينما يشارك ابنه الثانى «محمد» منتجا فى المسلسل نفسه، وسبقه فى ذلك عادل إمام الذى يقدم ابنيه محمد ممثلا، ورامى مخرجا فى «فرقة ناجى عطالله»، إضافة إلى يحيى الفخرانى الذى يراهن هذا الموسم على ابنه «شادى» مخرجا لمسلسله «الخواجة عبدالقادر» فى أولى تجاربه، وكعادة نور الشريف تشاركه ابنته مى- التى شاركته معظم أعماله الأخيرة- مسلسله «عرفة البحر»، فى حين أعلن سمير غانم استعداده لتصوير مسلسل «قمر لا يغيب» بطولة ابنته دنيا سمير غانم وزوجته دلال عبدالعزيز.

ووصف الناقد مصطفى درويش ظاهرة توريث الفن بالمرضية وغير الموجودة إلا فى مصر فقط، واعتبرها متسببة فى زيادة فجوة الفشل التى يعانيها الفن، وقال: الفن لا يجوز فيه التوريث، لأن الفنان بموهبته، ولا يمكن فرضه «بالواسطة» على الجمهور، وإذا كان عادل إمام ومحمود عبدالعزيز يمتلكان الموهبة فأولادهما لا يمتلكون الموهبة نفسها. وأضاف «درويش»: الوضع فى البداية كان يدار بسرية، والنجوم يتوسطون لأصدقائهم من المخرجين والمنتجين لإسناد أدوار فى أعمالهم، لكن اللعبة انكشفت هذا الموسم مع تراجع الإنتاج وقلة الأعمال، فاضطر الفنانون إلى أن يضموا أولادهم للمسلسلات التى يقومون ببطولتها، ليهربوهم من شبح البطالة، على الرغم من أن معظمهم لا يمتلكون أى موهبة، والاستمرار فى ظهورهم وإقحامهم على الشاشة يؤكد أن النجوم لا يقدرون آراء الجمهور، لافتا إلى ما وصفه بجهاز المناعة لدى صناع الفن فى مصر وكونه ضعيفاً جداً ويكاد يكون معدوما.

ويرى الناقد محمود قاسم أننا نعيش عصر سطوة النجوم لأنهم يملكون كل شىء حتى فرض أبنائهم على المخرجين والمنتجين، مشيرا إلى أن توريث الفن يسيطر بالفعل على المشهد الدرامى هذا الموسم بشكل مستفز، لدرجة تشعرك وكأنك أمام تحدى عائلات الفنانين بين نور الشريف ومحمود عبدالعزيز وسمير غانم وعادل إمام «الأب الروحى للتوريث» على حد وصفه. ويراهن قاسم على عدم اعتراف أى من هؤلاء النجوم بترشيحه لابنه فى دور معين وتأكيدهم أنهم فوجئوا بأن جهة الإنتاج أو المخرج هو الذى رشحه، ولكن الجمهور يعرف جيداً أن هذه الأسماء تملك القرار النهائى فى العمل الفنى وأنهم يختارون طاقم العمل كاملا.

وقال إن فرض أبناء النجوم يؤثر سلباً على الفن، لأن ذلك يمنح الفرصة لمن لا يستحق، وهو شىء ضد مبادئ الصناعة.

ويقول الناقد أحمد رأفت بهجت إن توريث الفن ينتشر بشكل مخيف هذا العام، وهو ما يؤكد انهيار منظومة الإبداع، مشيراً إلى أن التوريث لا يصلح فى الفن لأنه مرتبط بالجمهور، وأضاف: النجوم يقدمون تنازلات كثيرة مقابل مشاركة أبنائهم، ومنها على سبيل المثال تخفيض أجورهم، ووصف الفن الذى يدار بهذه الطريقة بأنه «مغشوش»، ومكتوب له الموت، إلا أن هناك العديد من هذه النماذج نجحت لامتلاكها الموهبة، لكن سبب نجاحهم يبقى نجومية آبائهم.

من جانبه أكد يحيى الفخرانى أنه لم يقحم ابنه لإيمانه بأن الموهبة هى الأساس وبعدها يأتى التعليم الأكاديمى والخبرة، وأن ابنه اختار أن يسلك طريق الإخراج، ومع ذلك فهو لا يجد عيبا فى مساعدته، وقال: أى أب يساعد ابنه فى بداية حياته، ويمنحه الفرصة لإثبات ذاته، مشيراً إلى أنه يمنح ابنه مجرد فرصة وشهادته فيه «مجروحة»، وإن كان يثق فى قدراته لأنه تتلمذ على أيادى مخرجين كبار أمثال شريف عرفة وعاطف الطيب، متمنيا أن يجتاز شادى هذه التجربة الصعبة وأن يخرج بالعمل إلى النور بمستوى عال. وطالب «الفخرانى» النقاد والقائمين على الصناعة بألا يحكموا على أبناء الفنانين بنوع من القسوة، وأن يكون تقييمهم وفق موهبتهم وكفاءتهم ودرجة إجادتهم ومناسبتهم للأدوار المرشحين لها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية