x

120 دقيقة مع أسرة «قسمتها السياسة» لحظة إعلان نتيجة «الرئاسة»

الإثنين 25-06-2012 22:21 | كتب: كريمة حسن |
تصوير : اخبار

على مدى 120 دقيقة، عاشت «المصرى اليوم» مع أسرة مصرية قسمتها السياسة، ومتابعتها أهم لحظة تاريخية مرت على البلاد، والمتمثلة فى إعلان الفائز بمنصب رئيس الجمهورية، وذلك للمرة الأولى منذ ثورة 25 يناير 2011.

الأسرة مكونة من أب وأم وابنتين.. الزوج (نصرالدين عبدالمعطى) والزوجة (فاطمة سليمان) هما مدرسان بالمعاش، ومن أنصار الفريق أحمد شفيق.. والابنتان (ندى «مهندسة»، ونهاد «طبيبة علاج طبيعى») تدعمان الدكتور محمد مرسى. الوقت مر ببطء شديد قبل بدء المؤتمر الصحفى للجنة العليا للانتخابات الرئاسية، الذى تأخر عن موعده قرابة 45 دقيقة. المناخ السائد داخل الأسرة توزع بين القلق والتوتر والدعاء.. كل فرد من الأسرة يتمنى فوز مرشحه وتتويجه بالمنصب الأرفع فى البلاد.

يدافع الأب عن اختياره لشفيق ويقول: «لا أؤيد شفيق لشخصه وإنما لمعارضتى للإخوان المسلمين، حيث أرفض سياستهم في الاستئثار بالسلطة وبكل مفاصل الدولة بدءا من البرلمان حتى الشورى واللجنة التأسيسية للدستور، وأخيراً الاستماتة على كرسى الرئاسة».

الأم من جهتها قالت: «لا ينكر أحد أن البلد به فوضى وانفلات أمني منذ قيام الثورة، وهناك حالة انقسام وانهيار وصراع ومظاهرات على الفاضي والمليان، وأرى شفيق الأقدر والأجدر بقيادة البلد».

في المقابل لم «تهضم» الابنتان هذا الحديث، وردتا عليه بالقول: «نرفض شفيق فهو فلول وينتمي لنظام قامت ضده ثورة أطاحت به، ولا يمكن انتخابه بأى حال». وتابعتا: «لو هناك خيال مآتة مقابل شفيق في الانتخابات الرئاسية سنقوم بانتخابه».

النقاش تواصل في إطار ديمقراطي.. كل فرد عبر عن رأيه بحرية مطلقة دون محاولة فرض وجهة نظره على الآخر.. حوار يغيب بدأ فى هدوء ثم زادت سخونته مع مرور الوقت.

تقول الابنة «نهاد»: «في حالة فوز شفيق سيكون النسر الموجود على علم مصر عليه حذاء»، فرد الأب: «ولاّ يكون عليه استبن»، فقالت الابنة «استبن استبن». وتشترك أختها «ندى» في الحوار قائلة: «راح انتخب معزز مكرم، وليس معه بودى جارد لحراسته»، تتابع «نهاد»: «أخذتم زمنكم، نريد مرشحاً للثورة». فيرد الأب: «نترككم في أيد أمينة».

فجأة يبدأ المستشار فاروق سلطان، رئيس لجنة الانتخابات الرئاسية، مؤتمره الصحفي للإعلان عن النتائج، ثم يطول الوقت حتى زاد توتر الجميع وقلقهم.. يقول الأب «زي انتظار بيانات مبارك»، فيما تقول الابنة «نهاد»: «النظام لم يختلف، العسكرى هو مبارك، ما حدش مصدق». ويقول الأب متهكماً «كان مريحنا مبارك»، فتعلق «نهاد»: «النتيجة معروفة.. لا نضع أصابعنا فى الحبر ولا نختلف مع بعض».

يرتفع أذان العصر في عنان السماء، تدعو الأم: «ربنا يولي من يصلح، اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً»، وتعلق ندى «فرج ربنا قريب».

لحظات ملل قاتلة تعيشها الأسرة أثناء كلمة «سلطان»، ويعلق الجميع «بجد الموضوع بقى ممل، مش ممكن حرب الأعصاب دي، خلاص سلطان هيطلع معاش ولا يضمن إلقاء خطاب وأجهزة إعلام تتابعه مرة أخرى».

يتناول «سلطان» الطعون المقدمة، وذهاب الأصوات الخطأ للمرشح المنافس، وهو ما يسبب حالة من القلق القاتل لدى الابنتين في حالة ذهاب الأصوات لشفيق فتقوم إحداهما بالضرب على المنضدة، بينما تقوم الأخرى بإحكام قبضة يدها.

تأتى اللحظة الفاصلة في تاريخ مصر، ليتم الإعلان عن فوز «مرسي» برئاسة الجمهورية، لتقفز الابنتان فرحاً، بينما يبدو وجه الأم جامداً بلا أى تعبيرات، وترتسم ابتسامة باهتة على شفتي الأب.

تهتف الابنتان «يسقط حكم العسكر» تنفعل الأم غاضبة: «يعيش حكم العسكر.. في قلوبنا العسكر.. نحن لسنا متحيزين لأحد إنما تهمنا مصلحة واستقرار البلد، وأنتم متعصبون لآرائكم، إما أن يفوز مرسي وإما الانتخابات مزيفة، تصرفاتكم استفزازية، ولماذا لا تشيدون بالعسكر الذين جاءوا بمرسي رئيساً»، ويعلق الأب: «النتيجة وسام على صدر العسكر، الذين طالما اتهموهم وتوقعوا منهم التزوير، ولا تعليق سوى أن النتيجة وسام على صدر العسكرى والقضاء المصرى».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية