x

أندريا بيرلو.. الفنان العجوز الذي زعزع ثقة الإنجليز

الإثنين 25-06-2012 12:35 | كتب: الألمانية د.ب.أ |
تصوير : other


بمظهره الأنيق وخطواته الواثقة.. تقدم صاحب القميص رقم 21 لتسديد ركلة ترجيح لإيطاليا أمام إنجلترا في ربع النهائي وهو يدرك أن الإهدار قد يعني انحسار« أمواج الأتزوري» بعيدا عن حلم التتويج الأوروبي الثاني .


شاهد «بيرلو» قبل تقدمه زميله ريكاردو مونتوليفو وهو يهدر الركلة الثانية، وسمع حارس إنجلترا جو هارت في مؤتمر صحفي وهو يؤكد أنه درس كل الزوايا المفضلة للاعبي إيطاليا، وأنه واثق من قدرته على إنهاء لعنة بلاده مع ركلات الترجيح .


بكل هدوء وثقة تقدم «بيرلو» ليضع الكرة بأناقة في منتصف المرمى بعيدا عن هارت الذي ارتمى يمينا ليعيد ذكرى الركلة التاريخية للتشيكي أنتونين بانينكا أمام ألمانيا في نهائي 1976.


لعبت ركلة  «بيرلو» دوراً حاسماً في تغيير مسار ركلات الترجيح لصالح إيطاليا، فقلبت معنويات الإنجليز المرتفعة بعد إهدار «مونتوليفو» لركلته إلى خوف من الثقة البالغة للأتزوري التي عبر عنها مايسترو الوسط حين تحلى ببرودة دم السفاحين ليهز الشباك بسهولة.


وقال «بيرلو» بنفسه عقب المباراة إن سر اختياره لهذه الطريقة هو رغبته في وضع الإنجليز تحت الضغط، ولكنه لم يكن يدرك أنه بهذه اللعبة سيحصل على تقدير كثيرا ما استحقه ولكنه لم ينله في ظل نجوم آخرين.


وأهدر أشلي يونج وأشلي كول ركلتين لإنجلترا ، فيما حافظ الطليان على أعصابهم ليفوزوا بالمواجهة ويبلغوا الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ عام 2000 بفريق أدرك أن نجما فذا يأتي على رأسه، وإن كان في الثالثة والثلاثين من العمر.


يحمل «بيرلو»  في سجلاته إنجازات وألقابا متفرقة، فهو بطل العالم في ظل أليساندرو ديل بييرو وفرانشيسكو توتي عام 2006.


 وبطل الدوري الإيطالي مع ميلان بقيادة أندري شيفتشنكو في 2004 ومتوج بدوري الأبطال مرتين مع ميلان دون أن ينفرد وحده بالضوء.


ومنذ رحيله عن ميلان الصيف الماضي، عرف بيرلو موقعه المستحق كقائد من الطراز الأول لخط الوسط فإليه يدين يوفنتوس باستعادة لقب الدوري الإيطالي بعد مواسم مخيبة، وفيه وجد مدرب المنتخب تشيزاري برانديلي ضالته بعد أن أدى ابتعاد ديل بييرو وتوتي إلى اختفاء النجم الملهم في صفوف المنتخب الأزرق .


«بيرلو» بمركزه الغريب في وسط الملعب كصانع ألعاب متأخر بعيد عن المهاجمين ينجح في بناء الهجمات، واختراق دفاع الخصم بتمريرات طويلة ويجيد التسديد من بعيد سواء من وضع الحركة أو من الركلات الثابتة كما فعل أمام كرواتيا في الدور الأول ليورو 2012 ، وهو ما يجعل أغلب المراقبين يعترفون بأنه كلمة السر في المنتخب الإيطالي .


وحدها إبداعات «بيرلو» الخيالية قد تكون معقد الآمال الإيطالية في إحباط واقعية الألمان في نصف النهائي، بطريقة مشابهة لما فعله نفس اللاعب ورفاقه قبل ست سنوات حين فازوا على ألمانيا بهدفين في دورتموند خلال نصف نهائي كأس العالم.


يدرك الإيطاليون أن منتخبهم يضم لاعبا فنانا، هو تماماً كالمخرج فيدريكو فيليني الذي أبهر السينما العالمية قبل أكثر من نصف قرن بفيلمه الخالد لا دولتشي فيتا أو الحياة الحلوة وهي التي يعيشها لاعبو الأتزوري حاليا بعد أن تجاوزوا فضائح المراهنات وصاروا على بعد فوزين فقط من اللقب القاري الغائب منذ إنجاز 1968.

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية