x

صحف بريطانية: فوز مرسي بالرئاسة «مشروط».. والتحدي أمامه كبير

الإثنين 25-06-2012 11:19 | كتب: أ.ش.أ |

 

أعد إيان بلاك، مراسل صحيفة «جارديان» البريطانية، تقريرا حول نتائج جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة، بعنوان «فاز مرسي ولكن سلطة الجيش باقية»، مشيرًا إلى أن التوتر والترقب استمرا لآخر لحظة، قبل إعلان النتيجة.

وأضاف بلاك أن «فوز مرسي علامة بارزة في فترة حافلة أعقبت الثورة، وعلامة فارقة في الربيع العربي».

وأوضح أن فوز ممثل جماعة الإخوان المسلمين، أقدم حركة إسلامية منظمة في العالم، في أول انتخابات حرة ونزيهة في أكبر دول العالم العربي سكانًا، «سيكون نصرًا واسع الصدى في المنطقة المضطربة، ولكنه نصرًا معيبًا ومشروطًا».

ولفت أن مرسي هو أول رئيس مدني لمصر منذ إطاحة جمال عبد الناصر ورفاقه من الضباط الأحرار بالملكية، ولكن «أكبر مشكلة تواجه مرسي هي أن العسكر مازالوا موجودين، وهم السلطة الحقيقية خلف العرش».

ولكنه عاد ليقول إن مصر تغيرت كثيرًا منذ الإطاحة بمبارك في فبراير من العام الماضي، مؤكدًا أن توقعات المصريين أصبحت كبيرة، ومن المستحيل العودة للمربع الأول.

ووصف بلاك حل البرلمان الذي سيطر عليه الإسلاميون، والإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره المجلس العسكري مؤخرًا، بأنه «انقلاب ناعم» يضع «سلطات غير مسبوقة» في يد المجلس العسكري، وبالتالي تصبح سلطة مرسي محدودة للغاية.

وأضاف أن فحوى التفاوض الذي بدأ بين الإخوان والمجلس العسكري خلف الكواليس ليس معلومًا إلى الآن، ولكن «سيكون من المدهش أن يتخلى أعضاء المجلس العسكري عن امتيازاتهم ومخصصاتهم المالية وسلطة شن الحروب وإدارة السياسة الخارجية والسيطرة على الأمن الداخلي».

ليس ثوريًا وليس قوميًا

وفي صحيفة «إندبندنت»، كتب روبرت فيسك افتتاحية الصحيفة بعنوان «مرسي ليس ثوريًا وليس قوميًا وصفوة الجيش نصبوا له بالفعل العديد من الفخاخ».

وقال فيسك «بينما كان المصريون يترقبون نتيجة الانتخابات، كنت أقوم بزيارة لبيت سعد زغلول، لم تكن زيارتي لإجراء مقابلة، حيث توفي سعد زغلول منذ 85 عامًا.. بل لزيارة منزل رجل ربما كان ملائمًا لزعامة مصر الآن».

وأضاف «كان زغلول زعيمًا ثوريًا وقوميًا، وقف حزب الوفد الذي يتزعمه في وجه الاحتلال البريطاني، وكانت زوجته صفية من نصيرات حقوق المرأة العظيمات»، متابعًا «ولكن محمد مرسي ليس ثوريًا، وليس من دعاة حقوق المرأة، وليس قوميًا، وعلى الرغم من هذا فإن المجلس العسكري نصب له الكثير من الفخاخ».

وعاد ليوضح أن «الدولة العميقة» ممثلة في منافسه، أحمد شفيق، تراجعت أمس، لنقطة محدودة على الأقل، في إشارة إلى هزيمة شفيق في انتخابات الرئاسة.

مداواة الانشقاقات

صحيفة فاينانشيال تايمز، البريطانية اهتمت أيضا بنتائج انتخابات الرئاسة المصرية، حيث أعد مراسلاها في القاهرة تقريرًا بعنوان «مرسي يواجه تحدي مداواة الانشقاقات في مصر».

وقال التقرير إن نتيجة الانتخابات تدفع مصر إلى «فترة من عدم الوضوح، يتقاسم فيها السلطة الجيش والإخوان المسلمين».

وأضاف أن محللين ودبلوماسيين يرون أن فوز مرسي يدل على أن التحول الديمقراطي الذي بدأ العام الماضي مازال مستمرًا، على الرغم من مساعي المجلس العسكري لإحكام قبضته على السياسة والحد من السلطات الرئاسية.

وتضيف الصحيفة قائلة إن الكثير، ومن بينهم الأقباط، يخشون من تولي الإخوان زمام الأمور، حيث يخشون من القيود على الحريات الشخصية، أو زيادة التمييز ضدهم، إلا أن مرسي حاول أن يطمئن المتخوفين منه، بتقديم تعهدات في الأسابيع الأخيرة بأن يتولى الأقباط والمرأة وبعض المرشحين الرئاسيين السابقين مناصب مهمة كنواب ومستشارين.

مخاوف الغرب

أما صحيفة «تليجراف»، البريطانية فركزت على مخاوف الغرب من تولي الإخوان المسلمين سدة الحكم في مصر.

وقال ريتشارد سبنسر، مراسل الصحيفة في القاهرة، إنه يجب على مرسي أن يثبت للغرب، بما فيه الولايات المتحدة، التي تدعم وتقدم معونات للجيش المصري، أن «وصول الإسلاميين للسلطة لا يمثل تهديدًا لحقوق الإنسان في الداخل أو الاستقرار والأمن في الخارج».

وأضاف أن مرسي تعهد علنًا بمواصلة المسار الديمقراطي وبالحفاظ على حقوق الأقليات الدينية، ولكن جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها «جماعة تبطن غير ما تعلن».

وأشار إلى أنه على الرغم من أن الإخوان المسلمين تصور نفسها على أنها جماعة سمحة تضم الجميع، يصر الكثيرون من منتقديها على أنه لا يوثق فيها، ويرون أن فوز مرسي يبعث على الخوف والقلق، وبالتالي تصبح تلك أحد أهم الاختبارات التي يواجهها مرسي، أن يفي بوعوده الانتخابية ويصحح المفاهيم عن الإخوان.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية