x

«اليورو» تتجمل بأقدام أفريقية..!

الأحد 24-06-2012 21:03 | كتب: هشام محيسن |
تصوير : رويترز

شهدت بطولة كأس الأمم الأوروبية المقامة حالياً ببولندا وأوكرانيا بالتنظيم المشترك تواجد عدد كبير من اللاعبين ذوى الأصول الأفريقية.. لعبت ظروفهم الأسرية دوراً كبيراً فى انتقالهم للعيش داخل الدول الأوروبية، وذلك بحثاً عن لقمة العيش أو لإيجاد فرص اهتمام أكبر بأبنائهم وذويهم من الفقر الذى يعيشونه داخل قارة أفريقيا، خاصة أن القارة الأفريقية كانت تمر فى الفترة التى انتقل فيها هؤلاء اللاعبون بأزمات متعددة فى جميع المجالات، كما أن البعض لم يجد فرصة للعب بدوريات أفريقيا فاكتشفه «كشافو» أوروبا وأصبح نجماً هناك. ويضم منتخب فرنسا خمسة لاعبين من أصول أفريقية تم تجنيسهم منذ فترة طويلة، قام لوران بلان، المدير الفنى «للديوك» بضمهم للاستفادة من خبراتهم الفنية والبدنية خلال بطولة «اليورو».

ومن هؤلاء اللاعبين باتريس إيفرا، الذى ولد فى العاصمة السنغالية داكار، لأب سنغالى من أصل غينى وأم تنتمى إلى دولة الرأس الأخضر، وانتقل بصحبة والده إلى بلجيكا للعمل بالسفارة السنغالية هناك، وبعدها شد الرحال إلى فرنسا ليستقر هناك، ويحصل اللاعب على الجنسية الفرنسية قبل أن يظهر فى الدورى الفرنسى عن طريق ناديى نيس وموناكو إلى أن وصل به المطاف إلى محطته الحالية مع مانشستر يونايتد، الذى بقى فيه ما يقارب السنوات السبع حتى الآن.

ويعتبر يان مفيلا، لاعب رين الفرنسى، إحدى الركائز التى يعتمد عليها الجهاز الفنى لمنتخب فرنسا، حيث شارك اللاعب أساسياً فى مباريات البطولة التى خاضها الفريق حتى الآن، وولد «مفيلا» فى مدينة إميان التى تقع فى مدينة بيكاردى الفرنسية، وكان والده جان مفيلا، صاحب الجنسية الكونغولية، يعمل ظابط شرطة ثم سافر إلى فرنسا واشتغل فى صناعة المعادن، وحصل «مفيلا» على الجنسية ورأى موهبة نجله فى كرة القدم منذ الصغر فاهتم به وصقل موهبته إلى أن لعب فى عدة أندية فى دورى الدرجة الثانية واستقر به المطاف فى نادى رين.

وبعدما تأكد لوران بلان، المدير الفنى للديوك، أن مكان باتريك فييرا، اللاعب السابق بالمنتخب الفرنسى، لم يشغله أحد حتى الآن ولكن يقاربه فى البنية الجسمانية «ألو ديارا»، لاعب الوسط المدافع بنادى مارسيليا الفرنسى، لذلك قام بضمه. وولد ديارا فى مدينة «كومين»، إحدى ضواحى العاصمة الفرنسية باريس، لأبوين من مالى وله ثلاثة أشقاء أصغر منه وشقيقة واحدة، ويلعب أحد أشقائه ويدعى «زانكى» فى نادى «كوافيلى» أحد أندية دورى الدرجة الثالثة الفرنسى.

وُلد بلاز ماتويدى، لاعب وسط منتخب فرنسا، فى مدينة تولوز لأب أنجولى وأم فرنسية، وخلال طفولته كان مثله الأعلى النجم النيجيرى جاى جاى أوكوشا، وقد حلم بتكرار بطولاته يوماً ما مع باريس سان جيرمان.

واقتربت أحلام «ماتويدى» من الحقيقة، حيث انضم لباريس سان جيرمان فى الموسم الماضى، وأصبح أحد أعمدة الفريق الذى يقوده الإيطالى كارلو أنشيلوتى مقدماً أداء مميزاً أسبوعاً ليضمه بلان على الفور لصفوف المنتخب بعد وقت قصير جداً من انضمامه لسان جيرمان. «أوكوشا الجديد» يتميز بتركيزه وتدخلاته العنيفة، وأداؤه داخل المستطيل الأخضر يشابه أداء الأسطورة الفرنسية كلود ماكيليلى، لذا يعد «ماتويدى» أحد العناصر الأساسية الأفريقية داخل منتخب «الديوك الزرقاء».

وبالرغم من وجود «مانداندا»، حارس المرمى، احتياطياً جاهزاً للقائد هوجو لوريس، إلا أن بعض النقاد يعتبرون حارس مارسيليا الأفضل بين الاثنين، ونشأ «مانداندا» فى بلدة نورماندى فى إيفرو ومثّل منتخب شباب الديوك قبل أن يلعب مباراته الدولية الأولى مع الفريق الأول عام 2008. «مانداندا» ذو الشخصية القوية وردات الفعل الممتازة كان قد ارتبط بالانتقال إلى مانشستر يونايتد الموسم الماضى بعد اعتزال إيدوين فان در سار، غير أن الشياطين الحمر فضلوا فى نهاية الأمر جلب دافيد دى خيا.

و«مانداندا» من أصل كونغولى ولد لأب وأم من الكونغو، ولم يسعفه الحظ العثور على فرصة للعب هناك ليجد ضالته مع أحد الكشافين الفرنسيين ليسطر اسمه بأحرف من الذهب فى فرنسا. وفى منتخب التشيك ظهر الإثيوبى الأصل جيرى سلاسى لأول مرة فى بطولة اليورو، بعدما ضمه ميشيل بليك، المدير الفنى لأسود تشيكيا.

«سيلاسى» ولد لأب إثيوبى، وهو أحد الوجوه الجديدة فى المنتخب التشيكى، حيث لا يزال يلعب فى الدورى المحلى فى صفوف سلوفان ليبيريتش. وبطبيعة الحال فهو ما زال مغموراً بالنسبة للجماهير الأوروبية، لكن «اليورو» قد تشكل فرصته الذهبية للبروز، وكان أحد اللاعبين البارزين فى صول المنتخب إلى الدور ربع النهائى.

وفى منتخب البرتغال يظهر النجم لويس نانى، لاعب فريق مانشستر يونايتد الإنجليزى، الذى ولد فى الرأس الأخضر واسمه الحقيقى لويس كارلوس ألميدا من مواليد 17 نوفمبر 1986 لأب وأم من الرأس الأخضر، وانتقل منذ الصغر إلى مدينة لشبونة البرتغالية بحثاً عن فرصة عمل، وتشاء الأقدار أن ينضم لفريق سبورتنج لشبونة الذى صقل موهبته، وهو ما أهله للانضمام إلى مانشستر يونايتد.

فى مارس 2011، وتحديداً فى ويمبلى، بدأ «الغانى الأصل» دانى ويلبيك، مهاجم منتخب إنجلترا، مسيرته الدولية مع «الأسود الثلاثة» ضد غانا. وعلى غير العادة فى المباريات الدولية تلقى صافرات استهجان من الجماهير الغانية التى حضرت اللقاء بعد دخوله بديلاً فى الدقيقة 81.

وفهم هذا التصرف من الجماهير الغانية، وولد «ويلبيك» لأبوين غانيين، وقد خيب أمل الكثيرين فى غانا بعد تفضيله المنتخب الإنجليزى بعد ما عرض الأمر عليه من قبل الكشافين الإنجليز عام 2008، واستنكر أبواه قراره باستكمال مسيرته مع منتخب إنجلترا خوفاً من أن تذهب موهبته مبكراً، خاصة أن الفرصة كانت أمامه للعب لمنتخب النجوم السوداء، وتألق ويلبيك مع منتخبه فى اليورو، وتحديداً فى مباراة السويد بعدما أحرز هدف الفوز الثالث.

حاولت ألمانيا أن تبحث عن مدافعين أقوياء بالاستعانة بـ«جيروم بواتينج» ذى الأصول الغانية والطريف أن جيروم له شقيق أكبر هو كيفن برنس بواتينج، لاعب المنتخب الغانى ونادى ميلان الإيطالى، وهى ظاهرة غريبة أن يلعب شقيقان لبلدين مختلفين، وقد تواجه اللاعبان وكل يمثل منتخب بلاده وذلك فى دور المجموعات بكأس العالم الماضى بجنوب أفريقيا 2010.

وولد جيروم بواتينج فى برلين لأب غانى وأم ألمانية وشقيقه «كيفن» فضل تمثيل المنتخب الغانى، لكن الأخ الأصغر «جيروم» أبدى إعجابه بالالتحاق بمنتخب الماكينات الألمانية وكانت مواجهة الشقيقين حديث العالم.

استعان برانديللى، المدير الفنى للمنتخب الإيطالى، بـ«الغانى» ماريو بالوتيللى فى خط الهجوم قبل بداية بطولة اليورو ليصبح أول لاعب أسمر يمثل المنتخب الإيطالى.

ولد ماريو بالوتيللى، لاعب مانشستر سيتى الإنجليزى، فى مدينة باليرمو الإيطالية، وذلك بعد أن هاجر والده توماس وأمه روز باروه من غانا إلى إيطاليا فى محاولة لتحسين ظروفهما المعيشية، وكان الحظ السيئ ملازماً لـ«ماريو» فى طفولته، حيث اكتشف الأطباء وجود مشكلة كبيرة فى أمعائه استدعت التدخل الجراحى أكثر من مرة لإنقاذ حياته وهو صغير واضطرت العائلة لصرف الكثير من الأموال لعلاج ابنها بالرغم من الظروف المالية الصعبة التى تعيشها فى إيطاليا، ورفض بالوتيللى نداء كلود لوروا، المدير الفنى الأسبق للمنتخب الغانى، عندما استدعاه فى عام 2007 لكنه رفض، مؤكداً أنه ينتظر حلم اللعب بقميص المنتخب الإيطالى، وهو ما تحقق للاعب الذى أحرز هدفاً ولا أروع لفريقه أمام أيرلندا وبات أحد الأهداف المرشحة بقوة للفوز بأجمل أهداف اليورو.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية