رأت مجلة «ناشيونال إنتريست» الأمريكية أن كل الشواهد تؤكد دخول العالم العربى فى موجة من «الربيع الثانى»، رغم وصف بعض المحللين ما تشهده الدول العربية خاصة تلك الدول التى اندلعت بها ثورات العام الماضى، من أحداث خلال الفترة الأخيرة بـ«نهاية الربيع العربى».
وقالت المجلة إن «الربيع الثانى» يدخل حتى الدول التى حاولت اتباع إصلاحات مثل المغرب، وأضافت أن الدول التى شهدت ثورات بالفعل ليست بعيدة عنه، حيث تشهد مصر احتجاجات مستمرة وحراكا سياسيا، ومازالت تونس تشهد احتجاجات فى نفس المكان الذى شهد الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن على.
واعتبرت المجلة أن الربيع الثانى يفتقر إلى الالتفاف حول هدف واحد والجاذبية التى أحدثتها ثورات 2011، مشيرة إلى أن الاحتجاجات لم تعد تملأ الميادين مع الهتافات ضد الحاكم، بقدر ما أصبحت احتجاجات فئوية لمجموعات صغيرة، مثل تلك التى أقدمت على الاعتصام داخل المصانع احتجاجا على الأجور، وأشارت المجلة إلى أن هذه الاحتجاجات أكدت أن الربيع العربى لم يقم فقط لتغيير النظام، بقدر ما تحول إلى تحدى قوى للنظم التى تحكم اقتصادياً وسياسياً، ورأت المجلة أن الاحتجاجات، التى ربما يكون لها مقاييس مختلفة هذا العام، هى منطقية ولا مفر منها، مشيرة إلى أن أبطالها هم من أمثال «خلفاء ميدان التحرير» الذين شاهدوا فاعلية الاحتجاج العام الماضى، وأقدموا على تطبيق الاستراتيجيات ذاتها محلياً.
وقالت المجلة إن تزايد نطاق الاحتجاجات الصغيرة سلاح ذو حدين، من شأنه ممارسة الضغوط على الحكومات المتعنتة لتقديم مزيد من الإصلاحات التى تستهدف فى الواقع اهتمامات شعوبهم، ولكنه أيضا يمكن أن يعوق جهود حسنة النية من الحكومات التى تحاول تخفيف الضغوط على اقتصاديات البلاد. وأضافت أن الضغط الشعبى المستمر قد يكون مناسبا فى بعض الدول التى لم تعرف الإصلاح طريقها بعد، إلا أنه قد يكون مدمراً فى بلدان أخرى تحاول بصدق معالجة المخاوف الاقتصادية، وأكدت المجلة أن المطالب التى خرجت ثورات تونس ومصر واليمن العام الماضى لتحقيقها لا يمكن حلها بين عشية وضحاها عن طريق إجراء انتخابات، وإنما هى مطالب طويلة الأجل تحتاج لفترة زمنية لمعالجة عدم المساواة وأزمة البطالة المتفاقمة، والفساد المستشرى وحرمان المرأة من الحقوق الأساسية.
وحذرت المجلة من تحول الاحتجاجات، خصوصا فى تونس ومصر، إلى مناهضة الحكومة بدلا من مكافحة قضايا الفقر، مشيرة إلى أن النتيجة قد تكون مزيدا من زعزعة الاستقرار.