x

«الطائرة التركية» تفتح مجال «التدخل العسكرى» فى سوريا

الأحد 24-06-2012 18:16 | كتب: عنتر فرحات, وكالات |
تصوير : أ.ف.ب

 

اشتعلت أزمة «الطائرة الحربية التركية» التى أسقطتها سوريا الجمعة الماضى، حيث كشف وزير الخارجية التركى أحمد داوود أوجلو، الأحد، أن الطائرة أسقطت فى المجال الجوى الدولى وليس فوق الأجواء السورية، بما يعزز التكهنات حول إمكانية أن تقوم تركيا بالرد، وحذرت أنقرة دمشق من تحدى الجيش التركى، وطلبت فى الوقت نفسه قمة طارئة لحلف شمال الأطلنطى «الناتو» لبحث الحادث، ولبى الحلف الدعوة للانعقاد غدا فى بروكسل، فيما اعتبرت وسائل الإعلام العالمية أن إسقاط الطائرة التركية ربما يكون بوابة التدخل العسكرى فى الأزمة السورية، رغم المواقف الروسية والصينية والدولية التى تطالب جميع الأطراف بضبط النفس.

وقال وزير الخارجية التركى أحمد داود أوجلو إن المقاتلة التركية التى أسقطتها سوريا كانت فى المجال الجوى الدولى وليس فى المجال السورى، موضحا أن الطائرة كانت تقوم بطلعة تدريبية بدون أسلحة ولاختبار نظام رادار. وقال أوجلو: «حسب استنتاجاتنا طائرتنا أسقطت فى المجال الجوى الدولى على بعد 13 ميلا بحريا عن سوريا»، مؤكدا أن دمشق كانت تعلم هوية الطائرة من شكلها والعلامات التى عليها ومسارها، مبينا أن الطائرة كانت تحلق بمفردها ولم تكن تقوم بأى مهمة ولا جمع المعلومات فوق سوريا، لكنه أوضح أنه تم تحذير الطائرة من السلطات التركية أنها دخلت المجال السورى لفترة وجيزة فعادت أدراجها وتم إسقاطها فى المجال الدولى، موضحا أن سوريا لم تحذر الطائرة ولم تتصل بنا لتحذيرنا قبل إسقاطها. وهدد «أوجلو» سوريا قائلا: «لا ينبغى لأحد أن يسمح لنفسه بأن يتحدى القدرات العسكرية لتركيا»، وأضاف: «لا يمكن لأحد أن يهدد أمن تركيا».

وعلى صعيد الأزمة، قالت وانا لونجيسكو، المتحدثة باسم الناتو: «إن مبعوثين من دول الحلف سيجتمعون غدا الثلاثاء بعد أن طلبت أنقرة التشاور عقب الحادث»، وأضافت: «طلبت تركيا التشاور، بموجب المادة الرابعة من معاهدة واشنطن لإنشاء الحلف يستطيع أى حليف أن يطلب التشاور فى أى وقت فى حالة إذا ما تعرض من وجهة نظر أى من الدول وحدة أراضيه أو استقلاله السياسى أو أمنها للتهديد»، وبحسب تصريحات أوجلو بإسقاط الطائرة فوق الأجواء الدولية فإن الحادث يعتبر اعتداء على سيادة أنقرة ويحق للحلف التدخل للدفاع عنها، بينما أفاد مسؤول رفيع فى الناتو بأنهم «يتابعون المستجدات فى المنطقة عن كثب».

وأجرى أوجلو اتصالات بقادة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا وإيران ومسؤولة السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى كاثرين آشتون لإبلاغهم بالتقييم التركى لما حدث.

وبعد القمة الأمنية الثانية التى عقدت برئاسة رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان، السبت ، قال وزير العمل والضمان الاجتماعى التركى فاروق شيليك إن بلاده قد تتخذ شكلا دبلوماسيا أو أشكالا أخرى للرد، واعتبر كمال كيليكدار، رئيس حزب الشعب الجمهورى المعارض، إسقاط الطائرة أمرا غير مقبول، لكنه دعا لضبط النفس، فى حين اتهمت أحزاب أخرى الحكومة بأنها السبب فيما جرى لـ«تدخلها» فى الشأن السورى، وقالت صحيفة «الوطن» التركية إن السوريين سيدفعون الثمن، كما قالت صحيفة «حريت» التركية إن الأسد «سيدفع الثمن».

وفى المقابل، أكد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية السورية جهاد المقدسى عدم وجود أى نوايا عدوانية سورية تجاه تركيا، وقال إنه لم يصدر أى تصريح بنفى أو بعدم نفى صدور اعتذار دمشق عن الحادث وأضاف: «إن الدفاعات الجوية السورية كانت على الأراضى السورية لحماية الأراضى السورية عندما أسقطت الطائرة التركية».

ووجهت إيران والعراق وألمانيا والأمم المتحدة دعوات لتركيا وسوريا لضبط النفس بعد الحادث، بعد أن هددت أنقرة برد لكنها لم تحدد طبيعة هذا الرد إلا بعد استكمال التحقيقات، وحذر وزير الخارجية العراقى هوشيار زيبارى من تداعيات النزاع وإمكانية أن ينتقل إلى دول الجوار وبينها العراق ولبنان والأردن، وتركيا نفسها بينما أدان وزير الخارجية البريطانى وليام هيج الحادث، وقال «إن بلاده تشعر بالقلق البالغ جراء هذا التصرف المشين لسوريا بإسقاط الطائرة التركية»، وأكد أن «بلاده مستعدة لإجراء قوى من مجلس الأمن ضد سوريا»

وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية بأن المستجدات الأخيرة قد تؤثر كثيرا على العلاقات بين تركيا وسوريا، وأضافت: «تركيا أعلنت أنها ستقوم بالخطوات اللازمة»، بينما قالت صحيفة «جارديان» البريطانية «إن إسقاط الطائرة التركية سيعجل مسيرة حمل الأزمة السورية إلى المحفل الدولى»، وقالت صحيفة «فزجلاد» الروسية: «إن إسقاط طائرة تركية فى فترة يتم فيها الحديث عن خيار التدخل الخارجى فى سوريا لفت أنظار العالم إلى الحدود التركية – السورية».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية