استشهد فلسطينيان اثنان، وأصيب أكثر من 20 آخرين، في سلسلة غارات شنتها القوات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة، الجمعة، على الرغم من الهدنة التي أُعلنت بين حماس وإسرائيل.
وذكرت مصادر طبية فلسطينية أن همام أبو قدوس، البالغ من العمر 20 عامًا، توفي مساء الجمعة متأثرًا بجروح، أصيب بها في ضربة جوية مساء الجمعة، بينما كان على دراجته النارية شمال قطاع غزة، وأصيب فلسطينيون آخرون بجروح طفيفة في الغارة نفسها، حسبما ذكرت المصادر.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له إن «سلاح الجو استهدف خلية إرهابية في شمال قطاع غزة، وذلك على الفور بعد قيامها باطلاق صاروخ سقط في المجلس الإقليمي لأشكول، وتم تأكيد إصابة الهدف».
ومساء الجمعة، استشهد فلسطيني، وجُرح آخران، أحدهما إصابته خطيرة، في غارة جوية إسرائيلية على شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة قرب الحدود مع إسرائيل.
وقال أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس، إن «المواطن باسل أحمد استشهد، وأصيب اثنان أحدهما جروحه خطيرة في قصف جوي في مخيم البريج».
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن غارة جوية استهدفت «مجموعة إرهابية خلال استعدادها لإطلاق صاروخ انطلاقًا من قطاع غزة».
وليل «الجمعة السبت»، شنت مقاتلات حربية إسرائيلية ثلاث غارات على أهداف لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، أسفرت عن سقوط عشرين جريحًا.
وأوضح «القدرة» أن الغارات أسفرت عن «إصابة 19 مواطنًا بجروح حالتهم بين المتوسطة والطفيفة».
وتابع: «10 مواطنين أصيبوا في غارة صهيونية شمال القطاع، كما أصيب ثمانية آخرون في غارة أخرى على مجمع السرايا وسط مدينة غزة، إضافة إلى إصابة مواطن في غارة ثالثة وسط قطاع غزة».
واستهدفت الغارة الأولى معسكرًا للتدريب تابعًا لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس في شمال قطاع غزة.
وذكر شاهد عيان أن الطائرات الحربية الإسرائيلية أطلقت صاروخًا واحدًا على الأقل على موقع التدريب، مما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات.
أما الغارة الثانية فاستهدفت موقعًا أمنيًا سابقًا لحماس في وسط مدينة غزة.
وقال شهود عيان إن الغارة استهدفت بقايا مجمع السرايا الأمني الذي تم تدميره خلال الحرب الإسرائيلية على غزة بين نهاية 2008 ومطلع 2009، والواقع في حي الرمال المكتظ وسط المدينة، مما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات غالبيتهم من المارة، بحسب شهود.
وأخيرًا، قصفت طائرة حربية إسرائيلية معسكرا آخر لكتائب القسام في دير البلح وسط الأراضي الفلسطينية، وأشار شهود إلى سقوط جريح في هذا القصف.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن هذه المواقع «استهدفت رداً على إطلاق صواريخ هذا الأسبوع على جنوب إسرائيل»، مضيفًا أنه يعتبر حماس «المسؤولة الوحيدة عن النشاطات الإرهابية التي تنطلق من قطاع غزة».
تأتي هذه الغارات بعدما أعلن الجيش الاسرائيلي أن صاروخين أُطلقا الجمعة على إسرائيل دون أن يتسببا في إصابات أو أضرار، ولم يعرف من أطلق الصاروخين ولا الانتماء السياسي أو العسكري للفلسطينيين اللذين قتلا.
وأُطلق 12 صاروخًا، الخميس، من غزة سقطت في الأراضي الإسرائيلية، ومنذ مطلع الأسبوع أُطلق من قطاع غزة على جنوب إسرائيل أكثر من 140 صاروخًا، أسفرت عن أربعة جرحى وأضرار مادية.
وأكد الجيش الاسرائيلي في بيانه أنه «لن يتهاون مع أي محاولة من قبل الجماعات الإرهابية لاستهداف المدنيين الإسرائيليين وجنود جيش الدفاع الإسرائيلي، وسيواصل عملياته ضد هؤلاء الذين يستخدمون الارهاب ضد دولة إسرائيل».
وكانت كتائب القسام قد أعلنت ليل «الأربعاء – الخميس» التزامها مع الفصائل الفلسطينية بالتهدئة مجددًا مع إسرائيل استجابة لجهود الوساطة المصرية، وذلك بعد موجة تصعيد سقط فيها عشرة قتلى فلسطينيين على الأقل في قطاع غزة منذ الإثنين الماضي.