تَحَوُّل عَظْمَة تَطِير في السّماء إلى سَفينة فَضائية تَدور حول الأرض على موسيقى «شتراوس» – هذا المشهد الافتتاحي الرائع من فيلم «أوديسَّا الفضاء» يلخص ببراعة معنى «سينما الخيال العِلمي»: الفارق بين الصورة التي كُنَّا عليها والصورة التي سنكونها.. حَركة في الزّمن تكشف عن المُستقبل وما سيتغيَّر فيه.. وحَركة في المَكان حيث البحث في الفضاء البعيد عن حياةٍ أخرى أو شيء يَصلنا بالكونِ الواسع حَولنا.
بدأت السينما بالخَيال! ورغم ترنُّحات كثيرة في النصفِ الأول من القرن العشرين جعلت الناس أميل للواقع، إلا أن الخيال العلمي كصنف سينمائي عاد بقوة مؤخرا ليصبح الأكثر جذباً للمشاهدين حَولَ العالم.
حتى وقت قريب، كان «ريدلي سكوت» قد أخرج فيلمين فقط في سينما «الخيال العلمي» في بداية مسيرته. ورغم ذلك صار «سكوت» أحد أهم رموز هذا الصنف لكون أفلامه من أهم الأفلام وأكثرها ثورية وتأثيراً في هذا المجال.
اليوم، وبعد ثلاثين عاماً، يعود «سكوت» لسينما الخيال العلمي بفيلمه «بروميثيوس» الذي بدأ عرضه قبل أسبوعين ليصبح واحداً أهم الأفلام التي قُدّمت في تلك الفئة خلال السنوات الأخيرة.
في هذا المَلَف، نتَتَبُّع مسيرة أفلام الخيال العلمي خلال القرنِ الماضي وكيفَ تأثَّرت بما يحدث في الواقع مهما بَدَت بعيدة عنه. نتتبع كذلك إنجاز «سكوت» في فيلميه في نهاية السبعينيات ومطلع الثمانينيات، ثم نتَناول عَودته إلى الفئة بعد ثلاثة عقود بحثاً عن «الفردوسِ المفقود».
سينما الخيال العلمي تَكتب تاريخ العالم
في مَطلعِ القرن العشرين – تحديدًا عام 1902 – لم تَكن لقطة الصاروخ الفضائي الذي يَصطدم بعيني القَمر في فيلم المُعَلّم الفرنسي «جورج ميليه» «رحلة إلى القمر» مُجَرَّد لَقطة مُبهرة، بل كانت الإشارة الأولى إلى ما يَستطيع الفن السينمائي الجديد فِعله.. المزيد
عام 1979، وبعد ثورة «حرب النجوم»، استجمع «سكوت» كل الهواجس التي تَحملها البشرية حول العَدو الذي ينتظرنا في الفضاء، حاملا إياها على مَركبة فضائية عليها عدد من البشر. ذهب «سكوت» إلى هُناك، حيث تدور قصة فيلم «Alien» في كوكبٍ بَعيد، يحاول راكبو المركبة استكشافه، وأثناء ذلك يجدون عددًا كبيرًا من بيضات عملاقة لَزجة وغريبة، يخرج منها كائن مُخيف يلتصق في إحدى المرات بوجه أحدهم. ومع تَطوّر الأحداث يتحَوّل الأمر إلى كابوسٍ مُخيف لا مَهرب منه.. المزيد
كيف تحوَّلت رحلة فضائية إلى ميثولوجيا إغريقيّة؟
عودة «ريدلي سكوت» إلى سينما الخيال العلمي كان من الممكن أن تحدث عام 2002 في جزء خامس من سلسلة «Alien» التي مَرَّت بثلاثة مخرجين آخرين غير «سكوت» خلال عقدين من الزمان. لكن تَطَوُّر أفكار هذا الجزء الخامس على مدى السنوات أنتج لنا في النهاية «بروميثيوس» عام 2012.. المزيد
بروميثيوس لـ«ريدلي سكوت»: أسئلة بلا إجابات
في الميثولوجيا الإغريقية، يَطْلُب «زيوس» كبير الآلهة من «أبيمثيوس» وأخيه «بروميثيوس» بناء الأرض وخلق البشر والحيوانات والأنهار من أجل أن تُقام الحَياة. وفي حين استخدم «أبيمثيوس» كل قدراته من أجل منح الحيوانات صفات مُختلفة عن بعضها البعض، كان البَشَر عند «بروميثيوس» مُتشابهين. لكن «بروميثيوس» أعطى البشر ما هو أهم من التنوع: بعض الصفات الإلهية التي لم تُمْنَح لغيرهم! ورغم أن «زيوس» سخط على «بروميثيوس» بسبب هذا وعاقبه، إلا أن اليونانيين قَدَّسوه واعتبروه أحد أكثر رموزهم خلودًا.. المزيد