x

«المصري اليوم» تخترق حواجز تأمين «مبارك» في «المعادي العسكري»

الخميس 21-06-2012 22:09 | كتب: أسماء محمد السيد |
تصوير : اخبار

تمكنت «المصرى اليوم» من الوصول إلى مقدمة الجناح الذى يقيم فيه الرئيس السابق حسنى مبارك بمستشفى المعادى العسكرى، وتفادى جميع الحواجز الأمنية المشددة على مخارج ومداخل المستشفى، والوقوف على تطورات حالته الصحية من الأطباء الذين تعاملوا معه عن قرب.

وبعد محاولات استمرت 3 ساعات متواصلة، نجحنا فى الوصول إلى الجناح الذى يقيم فيه «مبارك» بالدور الثانى علوى، وبدت حالة المستشفى من الداخل على النقيض تماما من حالتها خارجه، فرغم كثافة التواجد الأمنى من قوات الجيش والشرطة والمدرعات التى تحمى منافذ المستشفى وانتشارها فى كل مكان، كانت الأجواء بالداخل خالية من أى كثافة أمنية.

حركة سير العمل بجميع المبانى لمختلف التخصصات تسير بشكل منتظم وهادئ. دخول وخروج العمال والموظفين والأطباء والزائرين والمرضى من وإلى المستشفى يتم بسهولة، على عكس القيود المشددة التى بدت صارمة على أبواب الدخول للمستشفى.

وسادت حالة من الهدوء بين المرضى وذويهم من الزائرين بمختلف العنابر والأبنية خاصة المبنى الرئيسى، الذى يضم جناح الرئيس السابق، بعد ليلة من القلق والتوتر قضوها فى ترقب وخوف من تداعى الأحداث بالمستشفى فور انتقال «مبارك» إليه، خشية أن تؤثر عليهم خاصة الحالات الحرجة.

وقالت أمل محمود، إحدى قريبات مريض بالمبنى الرئيسى «بالجناح الرابع د»: «أصابتنا حالة من القلق وترقب الأحداث ومتابعتها لحظة بلحظة حتى الساعات الأولى من نهار اليوم التالى، منذ الوقت الذى علمنا فيه بانتقال (مبارك) بشكل مؤكد للمستشفى الذى يضم قريبى، حتى تمكنا من الدخول للاطمئنان عليه بمجرد السماح بالزيارة».

وقال عدد من العاملين بشباك الزيارة إن عدد الزائرين فى هذا اليوم زاد بشكل أكبر عن المعتاد، للاطمئنان على ذويهم من المرضى والاطمئنان على استقرار الأجواء حولهم.

وفى العيادات الخارجية للمستشفى انتظم سير الحركة والعمل بشكل طبيعى منذ اللحظات الأولى حتى غلق أبوابه، حسب تأكيد عدد من العاملين به، الذين اعتقدوا أن العمل سيتوقف فى ذلك اليوم.

فى مكان آخر بالمستشفى وحول المبنى الرئيسى الذى يضم جناح الرئيس السابق بالدور الثانى «الجناح الثانى د» المخصص للشخصيات المهمة(vip) كان مثيرا للدهشة أن بدا خاليا من أى تواجد أمنى سواء حول المبنى أو على البوابة الرئيسية له.

وكان سير الحركة هادئا ومنتظما أكثر من المعتاد، وبدت جميع الطوابق من الأول حتى السادس والأخير بذات المبنى خالية تماما من أى حراسة مشددة عدا كاميرات المراقبة التى تعمل عادة فى الأجواء العادية لحماية المستشفى.

والاستثناء كان الطابق الثانى الذى ظهرت فيه الحراسة المشددة بشكل كبير، وتمت إحاطة الجناح الذى يقيم فيه الرئيس السابق بحاجز خشبى يفصله عن باقى الطوابق ومختلف الأجنحة بذات الطابق، وجرى دعمه بحراسة مشددة على منفذ الجدار الخشبى.

وبدا الحاجز حاجباً للرؤية لما يدور داخل الجناح أكثر منه حاجزا أمنيا، حيث إن سُمك خشب الجدار أضعف بكثير من أن يسمى حاجزا أمنيا، أيضا تم رصد تدعيم الجناح «الثانى د» الخاص بـ«مبارك» والدور بالكامل بعدد أكبر من كاميرات المراقبة، على عكس الأدوار الأخرى، بالإضافة إلى تزويده بغرفة عمليات خاصة متصلة بالكاميرات لرصد أى حركة غير عادية حول الجناح.

وبسؤال أحد أفراد الأمن المتواجدين أمام الحاجز الأمنى لجناح «مبارك» عن سبب وجود الحاجز الخشبى بخلاف باقى الطوابق، لم يرجع السبب إلى وجود الرئيس السابق فى الجناح، وإنما قال إن هناك بعض أعمال الصيانة يجريها المستشفى بهذا الدور.

وكشفت مصادر عسكرية رفيعة المستوى وعدد من العاملين بالمستشفى، على رأسهم الأطباء بالمبنى الرئيسى، لـ«المصرى اليوم» عن أن «مبارك» يرقد بجناحه «بالدور الثانى د» من وقت وصوله وبرفقته زوجته سوزان ثابت وفريق طبى متخصص جاء لمتابعة حالته، فضلا عن فريق مميز من التمريض، وأكدوا أنه لم يتم نقله إلى مكان آخر بالمستشفى.

وحول الحالة الصحية لـ«مبارك» وما ذكرته وسائل الإعلام من أن حالته متدهورة ودخل فى غيبوبة عميقة وصلت إلى وفاته إكلينيكيا أكدت المصادر أن ما تردد ليس صحيحاً، فوفقاً لما أكده عدد من الأطباء والممرضين داخل نفس المبنى الذى يضم جناح الرئيس السابق، فإن «مبارك» دخل المستشفى وحالته مستقرة ولو كانت حالته متدهورة كما يزعم البعض لكان بمجرد وصوله تم نقله لغرفة الإنعاش، وما حدث عكس الواقع تماما، فقد دخل جناحه بمجرد وصوله ولم يتم نقله منه إلى العناية المركزة حتى الآن.

بانتقالنا للطابق الذى يضم غرفة الإنعاش لم نجد أى ملامح أو احتياطات أو تواجد أمنى يوحى بوجود «مبارك» به، عدا ورقة كتب عليها على زجاج باب الغرفة «ممنوع زيارة غرفة الإنعاش اليوم»، مما يوضح أنه تم تجهيزها لتكون على استعداد لاستقبال «مبارك» فى أى لحظة، لكنها لم تستقبله بعد.

وأكد طبيب يعمل بالمبنى الرئيسى بالمستشفى لـ«المصرى اليوم» - طلب عدم نشر اسمه - أنه تمكن من مشاهدة «مبارك» وقال إنه يتحدث بشكل طبيعى بما لا يوحى بتدهور حالته، فيما ذكر طبيب آخر مختص بالأشعة أن الرئيس السابق وقت إجراء الأشعة كان يتحدث بشكل طبيعى ويتجاوب مع الأطباء.

وقال عدد من فريق التمريض الذين شاهدوا «مبارك» حال نقله إلى جناحه، إنه فى حالة طبيعية ولا صحة لما تردد نهائيا عن موته إكلينيكيا أو تدهور حالته.

وقد تأكدنا من صحة هذا الكلام من خلال سماع محادثة جانبية بين أفراد الأمن المختصين بتأمين المستشفى، الذين قالوا إن ما يذاع عن حاله «مبارك» تصريحات ليس لها أساس من الصحة، و«مبارك» حالته مستقرة، وقال أحدهم فى سخرية: «يا عم دول بيضحكوا على الشعب إحنا شايفينه وإحنا بنأمن نقله حالته كويسة وبيتكلم طبيعى».

وأمام المبنى الرئيسى تنامى إلى سمعنا الحديث عن حالة «مبارك» من قبل طبيبين أحدهما متخصص أشعة يقول له الآخر إنه يريد الاطلاع على الأشعة التى أجريت لـ«مبارك»، ويسأله عن مدى إمكانية ذلك، فجاء رده عليه: «يخرب بيتك انت عايز تودينا فى داهية ده التصوير معاه أسهل». وأضاف: «التعتيم على حالته شديد جدا»، فرد عليه زميله: «ليه حالته سيئة فعلا زى ما قالوا؟»، فقال الطبيب الآخر: «سيئة إيه.. ده بيتكلم عادى زيينا».

وعن الأخبار التى ترددت عن نقل سوزان مبارك إلى غرفة العناية الفائقة إثر صدمة تعرضت لها من تدهور حالته ووفاته إكلينيكيا، أكدت المصادر داخل المستشفى عدم صحة هذا الأمر تماما، وقالت إن «سوزان» بصحبة زوجها منذ وصوله إلىالمستشفى، ولم تصب بأى وعكة صحية، ولم تستقبل غرفة العناية المركزة «مبارك» أو زوجته.

وبدا الاستياء واضحا على أحد الأطباء الذى قال لـ«المصرى اليوم»: «أتعجب من الأكاذيب التى يرددها مسؤولون على درجة عالية من الأهمية، والمفترض فيهم الثقة والمصداقية»، مستنكرا «استهانتهم بعقول الشعب المصرى بغرض تبرير نقله من مستشفى سجن طرة إلى المعادى العسكرى».

وفى الوقت الذى بدا فيه المستشفى هادئاً تماماً وخالياً من التواجد الأمنى، ظهر عدد من العمال المنتشرين بأماكن متفرقة بأرجاء المستشفى لا توحى هيئتهم بأنهم عمال نظافة، وحسب مصادر فإنهم رجال أمن تخفوا فى زى عمال.

المشهد نفسه تم رصده أيضا حول أسوار المستشفى، عمال أيضا لكن بملابس مختلفة، تبدو مهترئة قليلا، يقتربون من أى شخص يتجول حول السور ويحدقون فيه.

وقالت المصادر إن الجناح الخاص بـ«مبارك» ظل خاليا تماما حتى نقله إليه، ولم تتم إضافة استعدادات أخرى لاستقباله خلاف التى سبق أن رصدتها «المصرى اليوم» عدا الحاجز الأمنى الذى تم إنشاؤه مؤخرا لتأمين جناح «مبارك» قبل وصوله مباشرة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية