x

«الخرطوم»: نطلب انحيازًا للسودان من رئيس مصر القادم

الخميس 21-06-2012 14:37 | كتب: محمد الخاتم |

 


طالب رئيس قطاع العلاقات الخارجية بالحزب الحاكم في السودان بروفيسور إبراهيم غندور، مصر بأن تتحول من الوساطة في الصراع بين دولتي السودان إلى موقف داعم للسودان في المنظمات الدولية لما تملكه من نفوذ.

وأضاف غندور في حواره مع «المصري اليوم» أن الأزمة الداخلية والمرحلة الانتقالية في مصر تؤثر في دورها في الملف السوداني، ونبه إلى أن دور الجامعة العربية تاريخيًا ضعيف في القضايا الأقليمية، وأن تدخلها في الملف السوداني كان محصورًا وخجولًا، باعتبار أن دولة الجنوب ليست دولة عربية وأن الجامعة متخوفة من تصوير الصراع على أنه عربي أفريقي، وإلى نص الحوار..

·         الحكومة السودانية رفضت مشروع القرار الأممي 2046 الخاص بإنهاء المواجهات بين دولتي السودان وقبلته بعد إجازته وسط تناقض تصريحات بعض القادة الحكوميين ونواب البرلمان إلى ما تعزي ذلك التناقض؟

-          لا يوجد تناقض والقرار جائر رغمًا عن الإيجابيات الكثيرة التي احتواها، لأن فيه كثيرًا من نقاط الانحياز لدولة الجنوب وتمهيدًا لوضع السودان في مواجهة مع المجتمع الدولي عند رفضه للقرار، وزارة الخارجية بعد التشاور مع القيادة قررت قبول القرار وهذا لا يمنع تحفظاتنا على بعض فقراته التي تتعارض مع المواثيق الدولية وسيادة الدول والبرلمان.

·         تقولون إن هناك دولًا نافذة في مجلس الأمن منحازة للجنوب، أليس للسودان أصدقاء نافذين كالصين مثلا.. لماذا لم يتدخلوا لإجراء تعديلات جوهرية على مشروع القرار تراعي تحفظاتكم؟

-          هناك تعديلات تمت، أولها إيقاف العقوبات في القرار لأنه كانت هناك محاولات لفرض عقوبات مباشرة، روسيا والصين موقفهما لايزال متوازنًا، وأكدا وقوفهما مع السودان في ظل أي محاولات لاستهدافه، بالمقابل أكدت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس، في آخر مخاطباتها للوبيات الضغط المعادية للسودان، أنها ستعمل على فرض المزيد من العقوبات على السودان، نحن نرى أن جزءًا من هذا الموقف شخصي ويمثل الإدارة الأمريكية، ويعكس ما تمارسه مجموعات الضغط على صانع القرار الأمريكي.

·         الملاحظ ضعف الدور العربي في الملف السوداني مقارنة بالدور الأفريقي.. إلى ما تعزو ذلك؟

-          للأسف الجامعة العربية في تاريخها الطويل ظلت أدوارها الأقليمية ضعيفة، وهي الآن مشغولة بملفات عربية بحتة، على رأسها الملف السوري، وبعض الملفات الأخرى القابلة للانفجار، هناك حساسية في ملف السودان لأن دولة الجنوب تعتبر هويتها أفريقية وليست عربية، ويبدو أن هذه الحساسية جعلت دور الجامعة محصورًا وخجولًا حتى لا يصور الصراع وكأنه صراع عربي- أفريقي.

·         مصر وإثيوبيا نسقا على هامش اجتماع السلم الأفريقي الأخير وكانا يرتبان لاجتماع يضم دولتي السودان بالتنسيق مع ثابو امبيكي، إلا أن قرار مجلس الأمن وتفويضه للآلية الأفريقية أوقف تلك الخطوات، ما تقييمك لدور البلدين في الملف خصوصًا أن هناك رأيًا بأن مصالحهما متضاربة في السودان؟

-          ليس هناك تضاربًا بين مصالحهما، كلتا الدولتين لهما علاقات متينة، لكنني أتمنى أن يتحول الدور المصري بدلًا من الوساطة إلى عمل داعم في المنظمات الإقليمية والدولية، خاصة مجلس الأمن، لما تملكه مصر من ثقل واضح جدًا، والوساطة الثنائية لا أظن أنها ستنجح في ظل وساطة الاتحاد الأفريقي، وأي وساطة يجب أن تكون داعمة لجهود الاتحاد الأفريقي، مصر وإثيوبيا بإمكانهما أن يلعبا دورًا في هذا الإطار ولكن الدور المباشر لا أعتقد أنه سينجح.

·         أنت تطالب مصر بموقف داعم للسودان بدلًا عن الوساطة، أي تطالبها بموقف منحاز لكم بينما مصالحها في السودان والجنوب تكاد تكون متطابقة وهو ما يتطلب حيادها!

-          أنا لا أطلب انحيازًا يضر بالمصالح المصرية في الجنوب، لكن أطلب انحيازًا يقف مع السودان في قضاياه العادلة وعلى رأسها الاعتداء عليه واحتلال جزء من أراضيه، هذا الموقف لا أطلبه من مصر فقط، إنما كل الدول العربية والأفريقية التي ظلت تتابع موقف السودان في تطبيق اتفاقية السلام الشامل.

·         الظروف الداخلية لمصر الآن بالضرورة تقلل من تأثيرها، هل ترى أن وصول رئيس منتخب سيعزز دورها ؟

-          مصر الآن في حالة تحوُّل، وأنا أرى أن مصر الديمقراطية المستقرة هي الداعم الأساسي للدول العربية والأفريقية في قضاياها وعلى رأسها السودان بالنظر إلى العلاقات التاريخية بينهما، الآن مصر تمر باختيار صعب لرئيس منتخب وقطعًا وجود مرحلة انتقالية ربما يؤثر على مواقف الدول، أنا أثق في اختيار الشعب المصري وأن مصر ستكون أكثر قوة في المرحلة القادمة ونتمنى لها الاستقرار لأنه الكلمة السحرية في قوة الدول، مصر تملك مقومات بشرية وإمكانيات تقنية وبنية تحتية وتاريخ وحضارة يؤهلانها لأن تكون دولة قائدة ليس في المنطقة بل على مستوى العالم.

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية