x

أهداف غزيرة وتعادلات قليلة.. والإسبان ملوك التمرير

الأربعاء 20-06-2012 19:35 | كتب: عمرو عبيد |
تصوير : رويترز

انتهت كل مباريات الدور الأول من بطولة الأمم الأوروبية المقامة حالياً فى كل من بولندا وأوكرانيا، وتأهلت ثمانى منتخبات ليس من بينها أصحاب الأرض، وشهد هذا الدور من البطولة الكبرى بعض المفاجآت، لعل أبرزها هو خروج المنتخب الهولندى صفراليدين بلا أى نقاط، وهو ما لم يتوقعه أحد قط قبل بدء البطولة، وتساوى مع المنتخب الأيرلندى الذى غادر البطولة هو الآخر دون حصد ولو نقطة واحدة

ورغم البداية الجيدة للمنتخب الروسى إلا أنه ترك مقعده طواعية للمنتخب اليونانى فى واحد من تقلبات الكرة المعتادة التى لا تعترف بأى توقعات، وفيما عدا ذلك، بدت أسماء المنتخبات المتأهلة إلى الدور ربع النهائى متوقعة ومنطقية، خاصة العملاقين الألمانى والإسبانى، ليبدأ صراع جديد أكثر قوة فى مواجهات حاسمة لن تقبل سوى بخروج المهزوم واستمرار الفائز نحو حلم اللقب القارى الكبير.

تأهلت خمسة منتخبات ضمن الثمانية الكبار سبق لها الفوز باللقب، يأتى على رأسها «ألمانيا» بثلاث بطولات، يليها كل من إسبانيا حاملة اللقب، وفرنسا ولكل بطولتان، ثم اليونان وإيطاليا ببطولة واحدة، وإذا كانت إنجلترا والبرتغال تسعيان لتحقيق أول بطولة فى تاريخهما، فإن منتخب التشيك يعمل ذكريات تاريخية لبطولة 1976 التى انتزع لقبها منتخب «تشيكوسلوفاكيا» قبل تفكك الدولتين، ويحلم هو الآخر بتحقيق بطولة منفردة باسم دولته الحالية.

إحصائيات الدور الأول لـ «يورو 2012»

وشهد الدور الأول من البطولة هز الشباك 60 مرة خلال 24 مباراة، بواقع أكثر من هدفين فى كل مباراة 2.5، وهو معدل تهديفى جيد جداً، حيث لم تنته أى مباراة بنتيجة سلبية واهتزت الشباك فى كل اللقاءات، كان أغزرها فى مواجهتى «البرتغال أمام الدنمارك» و«إنجلترا أمام السويد» اللتين شهدتا إحراز خمسة أهداف فى كل منهما، ثلاثة أهداف للبرتغال وإنجلترا مقابل هدفين للدنمارك والسويد، وأيضاً فوز روسيا على التشيك (4/1)، بينما حقق المنتخب الإسبانى أكبر فوز على نظيره الأيرلندى بنتيجة 4/صفر.

انتهت 19 مباراة بالفوز، بنسبة تقترب من 80٪ من مباريات الدور الأول، مقابل 5 تعادلات فقط، ما يعكس الحالة الهجومية التى قدمتها الفرق ورغبتها فى إنهاء الأمور مبكراً بلا تحفظات دفاعية مبالغ فيها، وكانت المجموعة الثانية، التى ضمت: ألمانيا، البرتغال، الدنمارك، وهولندا، قد شهدت انتهاء كل المباريات «6» بفوز أحد الطرفين، كما كانت هى المجموعة الأغزر تهديفياً، حيث اهتزت فيها الشباك 16 مرة، بفارق هدف واحد عن المجموعتين الثالثة والرابعة، والأخيرة شهدت خمس مباريات فوز وتعادلاً واحداً فقط، وبفارق هدفين عن المجموعة الأولى. إحصائيات الدور الأول في يورو 2012

وحقق المنتخب الألمانى العلامة كاملة، بالفوز فى المواجهات الثلاث ليواصل تألقه ونجاحه منذ التصفيات حتى الآن، وحصد 9 نقاط كاملة هى الرصيد الأعلى لأى فريق فى الدور الأول، تلاه كل من إسبانيا وإنجلترا برصيد 7 نقاط، ثم التشيك والبرتغال بـ6 نقاط، ولم تخسر أربعة منتخبات تأهلت إلى ربع النهائى حتى الآن وهى: «ألمانيا، إسبانيا، إيطاليا، وإنجلترا»، بينما منيت باقى المنتخبات بهزيمة واحدة لكل منها. كان المنتخب الإسبانى هو صاحب أفضل هجوم ودفاع فى البطولة حتى الآن برصيد 6 أهداف سجلها بأقدام لاعبيه، مقابل هدف وحيد اهتزت به شباكه فى المباريات الثلاث «بفارق تهديفى كبير يبلغ «+ 5»، وبمعدل هدفين/ مباراة تقريباً» ثم تلاه المنتخب الألمانى بفارق تهديفى «+ 3» بعد أن سجل 5 أهداف واهتزت شباكه مرتين، فى حين تأهل المنتخب التشيكى بفارق تهديفى سلبى «- 1»

حيث سجل أربعة أهداف وسكن مرماه خمسة، وهو أكثر الفرق المتأهلة إلى دور الثمانية سلبية فى هذا الأمر، بينما سجلت اليونان ثلاثة أهداف وسكن مرماها العدد نفسه وهو ما تكرر مع فرنسا أيضاً. أما عن أسوأ خط دفاع فى الدور الأول، وتسبب بالتأكيد فى خروج منتخب بلاده مبكرا من البطولة، فجاء منتخب أيرلندا بمعدل سلبى هائل «- 8» بعد أن سجل هدفا واحدا فقط مقابل 9 أهداف هزت شباكه، ثم هولندا «- 3»، التى اهتزت شباكها خمس مرات وهو نفس عدد الأهداف التى مُنى بها مرمى كل من السويد والدنمارك، ويبدو أن على منتخب التشيك التغلب على هذا الأمر أيضاً إذا ما أراد المرور بعيداً فى البطولة حيث اهتزت شباكه هو الآخر، كما ذكرنا، بخمسة أهداف، رغم فوزه فى لقاءين.

إحصائيات الدور الأول لـ «يورو 2012»

وبين 97 بطاقة صفراء وثلاث حمراء حصدتها الفرق فى الدور الأول من البطولة، بواقع 4 بطاقات صفراء/ مباراة تقريبا، أغزرها كان فى لقاء «التشيك وبولندا» والذى شهد إشهار 8 بطاقات صفراء بواقع 3 للأول و5 للثانى... كان نصيب الأسد من البطاقات الملونة لليونان بـ 9 بطاقات صفراء بالإضافة إلى بطاقة حمراء واحدة، وأيضا 9 بطاقات لإيطاليا وكرواتيا، فى حين كانت ألمانيا صاحبة اللعب النظيف فى هذا الدور بعد أن حصد لاعبوها 3 بطاقات صفراء فقط بمعدل «إنذار واحد/ مباراة»، وكان نصيب فرنسا منها 4 بطاقات، وخمس لكل من إنجلترا وإسبانيا والبرتغال، وحصد لاعبو التشيك 6 بطاقات صفراء.

كانت أغلب الفرق قد سجلت 88% من أهدافها فى الدور الأول من داخل منطقة جزاء المنافس «53 هدفاً» فى حين لم تشهد المباريات الأربع والعشرون سوى 7 أهداف فقط من تسديدات من خارج مناطق الجزاء، منها هدفان سجلهما المنتخب الهولندى «هما كل حصاده». 57% من الأهداف جاءت عن طريق الهجوم من العمق «34 هدفاً»، وهو ما عانت منه أغلب الفرق فى هذا الدور حيث شكل قلب الدفاع مشكلة كبرى لأغلبها، فى حين استُغِلَّت الأطراف فى تسجيل 43% من الأهداف «26 هدفاً»، كان النصيب الأكبر فيها للأجنحة اليمنى فى الفرق «19 هدفاً – 3/4 الأهداف من الجناحين».

وسجلت إسبانيا خمسة أهداف من إجمالى ستة عن طريق الهجوم فى العمق مستغلة مهارات لاعبيها الفذة فى التمرير والاختراق وخلخلة أى دفاع منافس، فى حين سجلت البرتغال هدفا وحدا فقط عن طريق العمق بينما استغلت الجناحين بالتساوى فى هز شباك الخصوم، وهو ما سيعانى منه أى منافس خاصة مع إجادة برازيل أوروبا اللعب على الأطراف بشكل مثير للإعجاب. تنوعت الأهداف بشكل كبير فى هذا الدور، وكانت الغلبة لأصحاب القدم اليمنى بشكل ليس كبير «33 هدفاً – 55% من الأهداف»، فى حين اهتزت الشباك من التسديدات الرأسية 17 مرة «28%»، أى ما يقرب من ثلث الأهداف، واستخدم أصحاب القدم اليسرى مهاراتهم فى تسجيل 10 أهداف.

وإذا كانت إسبانيا وألمانيا والبرتغال قد هزت الشباك 4 مرات بواسطة الأقدام اليمنى للاعبيها، فإن حامل اللقب «الماتادور الإسبانى» سجل هدفين باستخدام مهارة القدم اليسرى، مثلما فعل منتخب فرنسا، فى حين يجب على الجميع الاهتمام بإيقاف الكرات العرضية الإنجليزية الخطيرة والتى مكنت منتخب الأسود الثلاثة من هز الشباك بواسطتها ثلاث مرات «أى أن 60% من أهداف إنجلترا فى البطولة حتى الآن جاءت باستخدام رؤوس لاعبيها» وهم الأعلى معدلا فى هذا الأمر مع منتخب الدنمارك القوى الذى غادر البطولة وربما استحق الاستمرار فيها.

إحصائيات الدور الأول لـ «يورو 2012»

82% من الأهداف جاءت من ألعاب متحركة، ولم تتمكن الفرق من استغلال الضربات الثابتة سوى فى إحراز 11 هدفاً فقط من إجمالى 60، استغلت الركلات الركنية فى إحراز ستة أهداف، واهتزت الشباك من ركلات حرة خمس مرات، فى حين لم يسجل أى هدف طوال الدور الأول من ركلة جزاء، وحتى الوحيدة المحتسبة أهدرها منتخب اليونان فى المباراة الافتتاحية، كما شهدت مباريات الدور الأول هدفا ذاتيا واحدا فقط بقدم المدافع الإنجليزى «جلين جونسون» فى مرماه أمام المنتخب السويدى.. وبين كل المتأهلين إلى دور الثمانية، لم تبرز سوى «إيطاليا» فى استغلال الضربات الثابتة، وأحرزت منها ثلاثة أهداف من إجمالى أربعة، هى حصيلتها حتى الآن. سجلت المنتخبات الستة عشر فى الدور الأول 57% من الأهداف فى الأشواط الثانية من المباريات، حيث اهتزت الشباك 34 مرة خلالها مقابل 26 هدفا فى الأشواط الأولى، وكانت الفترة بين الدقيقتين «46 و60» عقب العودة من غرف الملابس بين الشوطين فى أول ربع ساعة من الأشواط الثانية، هى أغزر الفترات التى اهتزت فيها الشباك. 

أغزر الفرق تسديدا على المرمى كان المنتخب الإسبانى بإجمالى 39 تسديدة بين القائمين والعارضة، ثم المنتخب الفرنسى بـ36 محاولة. وبالطبع، برز المنتخب الإسبانى بقوة فى معدل التمرير والاستحواذ على الكرة، حيث مرر لاعبو «الماتادور» 2411 مرة، اكتمل منها 1978 بنسبة دقة فى التمرير بلغت «82%»، فى حين جاء المنتخب الإنجليزى كأقل الفرق تمريرا للكرة «283» تمريرة صحيحة من إجمالى 440 بنسبة دقة 64% فقط». وحلت اليونان فى المركز الأخير من حيث دقة التمرير «63%»، فى حين كان الإنجليز هم الاقل استحواذا على الكرة بنسبة 23% قبل المنتخب السويدى المغادر للبطولة «17% فقط»..

وكان المنتخب الإسبانى قد سيطر على الكرة لمدة بلغت 120 دقيقة فى المباريات الثلاث بمتوسط تحكم فى الكرة لمدة 40 دقيقة كل مباراة، وهو معدل هائل، فى حين استحوذت البرتغال على الكرة فى 74 دقيقة لعب بمتوسط 25 دقيقة/ مباراة، ثم إنجلترا بـمتوسط 23 دقيقة استحواذ على الكرة فى كل مباراة. وعلى مستوى اللاعبين فى الدور الأول، برز نجم بايرن ميونخ ومنتخب ألمانيا «ماريو جوميز» بأهدافه الثلاثة مع استمراره فى البطولة وكل من الإسبانيين «فيرناندو توريس، نجم تشيلسى، ونجم برشلونة سيسك فابريجاس» بهدفين يمكنهما مضاعفتهما خلال ربع النهائى أو مع استمرار الماتادور فى البطولة.

وظهر دور صانع الأهداف الإسبانى «ديفيد سيلفا – نجم مانشستر سيتى» بقوة فى الدور الأول حيث صنع 3 أهداف لصالح منتخب بلاده، وهو ما كرره أيضا النجم الإنجليزى «ستيفين جيرارد» بالعدد نفسه، ثم الفرنسى «كريم بنزيمه» بصناعة هدفين لفريقه. كان النجم البرتغالى «كرستيانو رونالدو» هو الأكثر تسديدا على المرمى «13 محاولة دقيقة و8 خارج القائمين والعارضة»، ثم كريم بنزيمه الفرنسى «12» والنجم الإسبانى «آندريس إنيستا» بــ 10 تسديدات دقيقة.. أما أكثر اللاعبين ارتكابا للأخطاء فكان التشيكى «ميلان باروش – نجم جالاتاسراى التركى» وارتكب 14 خطأ، فى حين أن اليونانى «كاراجونيس» الذى سيغيب عن مباراة فريقه فى دور الثمانية هو أكثر من تعرض لأخطاء ضده «16».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية