شهدت الليلة الختامية لمولد السيدة زينب، التى امتدت من عصر الثلاثاء وحتى فجر الأربعاء، اشتباكات وتحرشات جماعية فى الشوارع المحيطة بالمسجد، وانتشر العديد من أعمال البلطجة، فيما أقام بائعو المخدرات مقاهى وسط الشوارع وفى ميدان السيدة لتعاطى الحشيش.
ولوحظ أنه رغم انتشار قوات الشرطة بشكل مكثف إلا أنها أخفقت فى منع التجاوزات والمشاجرات التى كان سببها تحرشات مجموعات منظمة من الصبية والشباب بالفتيات والسيدات.
وعلى الجانب الآخر، انتشرت آلاف السرادقات التى تضم الملايين من مريدى ومحبى الطرق الصوفية للاحتفال بمولد حفيدة الرسول صلى الله عليه وسلم وسط أناشيد المدح وقراءة الأوراد، فيما ارتفعت إيقاعات الطبول والدفوف مع شدو المنشدين.
ونصبت سرادقات «خدم» لتقديم الطعام والشراب لزوار المولد، وعلى باب المسجد وُزعت الحلويات على المغادرين.
وأمام المقام الأخضر التف أبناء العصبة الهاشمية التى تخصصت فى كل الموالد بقراءة قصائد المدح للرسول الكريم وآل بيته وسط بكاء الحاضرين الذين أمسكوا بقضبان الضريح يبتهلون.
الشيخ محمد علاء أبوالعزايم، رئيس المكتب التنفيذى للطرق الصوفية، شيخ الطريقة العزمية، قال: «المظاهر السلبية مرفوضة فى منهج التصوف الإسلامى»، مشدداً على أن المشيخة عانت من المحليات التى تعطى تراخيص لإقامة سرادقات، غير تابعة للمشيخة العامة للطرق الصوفية اضطلعت بتشويه التصوف.
وأضاف: «جاء الانفلات الأمنى ليزيد الطين بلة فى جذب البلطجية والخارجين عن القانون»، وأوضح أن الصوفية لهم احتفالاتهم الخاصة داخل سرادقاتهم التى تحمل شعارات وأعلام طرقهم وتتسم بقراءة الأوراد داخل المسجد والمقام، أما خارج ذلك فعلى الجهات الرسمية أن تقوم بدورها لأننا ليست لدينا سلطة تنفيذية لاجتثاث هذه الموبقات.
وفى سياق متصل، دعا عدد من الائتلافات السلفية إلى التواجد يوم الأربعاء المقبل، خلال احتفالات الطرق الصوفية، بقدوم رأس الحسين، إلى مصر، المعروفة صوفياً بـ«مولد الحسين» لمنع أى شعائر وطقوس شيعية، مما دفع عدداً من الائتلافات الشبابية الصوفية إلى تشكيل لجان شعبية لحماية زوار المولد، فيما أكد شباب الشيعة أنهم حضروا للاحتفال داخل مقام الحسين.
قال مصطفى على زايد، منسق الائتلاف العام للطرق الصوفية، إن شباب الصوفية شكلوا لجاناً شعبية لحماية زوار مولد الحسين من أى اعتداءات سلفية أو إخوانية محتملة، خاصة بعد رصد تواجد سلفى بمولد السيدة زينب.
وأضاف أن الصوفية سيحمون أى إنسان بوذى أو شيعى جاء لزيارة حب لآل البيت، مع الالتزام بآداب وتقاليد وأعراف الصوفية دون إقامة أى طقوس أو شعائر.