x

ليلة الأربعاء.. شائعات وحرب نفسية قبل إعلان اسم الرئيس

الأربعاء 20-06-2012 18:15 | كتب: معتز نادي |

دخلت مصر أجواء حرب نفسية، عقب انتهاء جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية، التي تنافس فيها الدكتور محمد مرسي، مرشح حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، والفريق أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، الذي أطاحت به ثورة 25 يناير.

حيث سعت كل حملة رئاسية، للتأكيد على فوز مرشحها، بينما تتواتر أنباء عن فوز مرشح بعينه، وأن حظر تجول سيفرض، تحسبًا لمواجهة «اضطرابات» ستشهدها البلاد، عقب الإعلان الرسمي للنتائج.

عقدت حملة «مرسي» مؤتمرًا صحفيًا، الثلاثاء، للتأكيد على فوز مرشحها، وقامت بطبع كتيب، وزعته على الصحفيين والإعلاميين يحتوي على محاضر فرز جميع اللجان اللانتخابية في جولة الإعادة، موقعة من جانب القضاة المشرفين على العملية الانتخابية.

كتيب الانتخابات الرئاسية 2012

حملة «مرسي»، أكدت على حصول مرشحها على صلاحيات كاملة مع توليه منصب الرئاسة، رغم ما تم إصداره من إعلان دستوري مكمل، من جانب المجلس العسكري.

في الوقت نفسه، أكدت حملة الفريق «شفيق» فوز مرشحها، «مرة واتنين وتلاتة»، بحسب تعبيرها، مشيرة إلى أن الكتيب الذي توزعه حملة «مرسي»، على الصحفيين والإعلاميين «يبلوه ويشربوا ميته»، بحسب قولها.

 

سباق الصراع على تحديد هوية الفائز بمنصب الرئاسة، ظل مشتعلاً بين حملة «مرسي»، وحملة «شفيق»، فحملة مرشح حزب الحرية والعدالة، تدعو زوارها على موقع «فيس بوك» لمشاهدة كتيب نتائج الانتخابات، بينما حملة آخر رئيس وزراء في عهد «مبارك» تشكك فيه، دون إبداء أي أرقام في المقابل، وتعلن انتظارها قرار اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية.

واتجهت حملة «شفيق»، إلى الاستعانة بصورة بها أعضاء لجماعة الإخوان المسلمين، وهي المعروفة إعلاميًا، بـ«ميليشيات الإخوان»، إبان أحداث جامعة الأزهر، كما استعانت فوقها بتعليق نسبته للدكتور محمد البرادعي، يقول: «جماعة الإخوان هي مهندس إجهاض الثورة.. وأتوقع فوز شفيق».

حساب أحمد شفيق على تويتر

المتابع لمشهد الصراع القائم بين حملتي «شفيق ومرسي»، يرى محاولة كل منهما فرض أمر واقع على الأرض قبل إعلان النتيجة، حملة مرسي بما تعلنه من نتائج موثقة بصور محاضر الفرز، وحملة شفيق بما تبثه من أخبار عن ثقتها من الفوز وأن الطعون ستغير النتيجة.


يأتي هذا في الوقت الذي تظاهر فيه الآلاف، معظمهم من كوادر الإخوان المسلمين وأنصارهم، بميدان التحرير بالقاهرة وأمام المنطقة الشمالية العسكرية بالإسكندرية، احتجاجًا على الإعلان الدستوري المكمل وحل البرلمان، وفيما بدا أيضًا كاستعراض لما يمكن أن يحدث حال شعور المتظاهرون بأن «تلاعبًا ما» بنتائج الانتخابات يحدث.

وسط كل هذا أشار بورزو دراجاي، مراسل صحيفة الفايننشيال تايمز، بالقاهرة، عبر حسابه على «تويتر»، الثلاثاء، إلى أن «مصدرًا أمنيًا أبلغه أن النتيجة ستعلن في النهاية بفوز الفريق أحمد شفيق، بالانتخابات الرئاسية بفارق 260 ألف صوت»، رغم أن الطعون لن تحسم قبل الليلة، وبالتالي يصعب تحديد فارق الفوز بين مرسي وشفيق.

تويتر

وأضاف «دراجاي» أن المصدر أشار إلى «استعدادات أمنية لمواجهة اضطرابات كبيرة عقب إعلان نتائج الانتخابات»، كما لفت إلى أن صديقًا مقربًا له أكد أنه سيتم إعلان حظر تجول يوم الخميس المقبل.

تويتر

الطرح السابق، اتفقت معه المدونة « Zeinobia»، حيث أشارت عبر حسابها على موقع التدوين القصير «تويتر»، إلى أن أصدقاء موثوق بهم أخبروها أن عائلات لضباط من القوات المسلحة طُلب منهم مغادرة القاهرة، بحلول إجازة نهاية الأسبوع الجاري، نظرًا لتوقع حدوث ما وصفته بـ«حمامات دم»، مشيرة إلى أن مصدرها «صديق موثوق فيه»، عندما تم سؤالها عن هويته.

تويتر

« Zeinobia» تراجعت عن طرحها السابق، بإشارتها إلى أن أقارب وأصدقاء لها يعملون بالقوات المسلحة، أخبروها بعدم صحة ما أشارت إليه، كما تلقت أكثر من نفي من متابعين لها على «تويتر» أكدوا أن لهم أقارب بالجيش وأن شيئًا من هذا لم يحدث.

تويتر

الطريق إلى فرض «حظر التجول»، ودخول مصر لأجواء أحداث ثورة 25 يناير، بسبب الإعلان الرسمي والنهائي، عن المرشح الفائز في الانتخابات الرئاسية، دارت حوله تكهنات عدة، خاصة مع نشر بوابة الأهرام الإلكترونية خبرا يشير إلى أن طريق «القاهرة- الإسكندرية» الزراعي، شهد تواجدًا مكثفًا لعدد من الآليات العسكرية، المتمركزة بمدخل القاهرة بالقرب من الطريق الدائري، متابعة بقولها: «مما آثار تساؤلات وحيرة المواطنين لاسيما وأن هذا المشهد لم يحدث سوي خلال أحداث ثورة 25 يناير، حيث كان يتم استخدامه خلال الـ 18 يومًا الأولى من الثورة، لمنع مرور السيارات القادمة من المحافظات للقاهرة للمشاركة في الاحتجاجات وقتها، بحسب ما جاء في الخبر.

خبر عن الآليات العسكرية بموقع الأهرام

تفاصيل ليلة أمس بكل ما حلمته من تحركات على الأرض، وسيناريوهات مبنية على تسريبات من هنا أو هناك، لا يعلم أحد إلى أي درجة تعكس حقائق ووقائع، دلت هذه الليلة على حجم الصراع الذي تخوضه القوى الرئيسية في الساحة السياسية في مصر الآن.

فهي ليست مجرد شائعات، فخلف كل شائعة ماكينة ما أنتجتها ونشرتها، خاصة مع إمكانية خلق سياق واحد لكل «الشائعات».

ويبقي كل شيء معلقًا بما سيعلنه  المستشار فاروق سلطان غدًا الخميس، والذي أكد أنه بمجرد الانتهاء من الطعون التي يقدمها كل مرشح، سيعقد مؤتمرًا صحفيًا عالميًا، أيًا كان موعده، لتحديد اسم رئيس مصر القادم.


 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية