يرى البعض إعلان نتائج انتخابات رئاسة الجمهورية الخميس نهاية المرحلة الانتقالية، وبداية مرحلة جديدة لبناء مؤسسات الدولة وإعادة هيكلتها، أما بالنسبة لشباب الثورة فهى ربما تعنى بداية ثورة جديدة فى حالة نجاح الفريق أحمد شفيق، أو انتظاراً وترقباً لثورة جديدة بعد نجاح الدكتور محمد مرسى إذا فشل فى الوفاء بوعوده التى قطعها على نفسه فى حملته الانتخابية.
«المصرى اليوم» ترصد مواقف عدد من الحركات الشبابية الثورية التى ظهر بعضها قبل الثورة وبعضها من رحم الثورة، وسألتهم: «ماذا ستفعلون مع الرئيس الجديد؟».
أحمد ماهر، مؤسس حركة شباب 6 إبريل، صاحبة الدعوة الأولى لمظاهرات 25 يناير التى تحولت إلى ثورة، قال إن الحركة تنتظر فى حالة نجاح «مرسى» أن يعلن فوراً ما وعد به بانتخاب نواب لرئيس الجمهورية من خارج جماعة الإخوان المسلمين، وكذلك رئيس مجلس الوزراء، وتشكيل حكومة تكنوقراط، وكذلك فهو مطالب بتغيير منظومة الفساد وإعادة محاكمات رموز النظام السابق، ومحاكمة المسؤولين عن قتلة الشهداء والمصابين.
وتابع: «سنتركه يأخذ فرصة ليعمل وستظهر نيته الحقيقية فى تشكيل الحكومة الجديدة، وإذا لم ينفذ ما وعد به سننزل إلى الشارع من اليوم الأول للضغط عليه».
أما فى حالة نجاح الفريق أحمد شفيق فقال «ماهر»: «لن ننتظر وسنخرج ضده من اللحظة الأولى، ومحدش يقول له شرعية». وأضاف أن خوض شفيق انتخابات الرئاسة غير شرعى، وفوزه أيضاً سيكون غير شرعى، و«هنعمل معاه زى ما عملنا مع مبارك الكبير بتاعه».
من جهة أخرى قال خالد تليمة، عضو المكتب التنفيذى بائتلاف شباب الثورة، إن كلا المرشحين ضد الثورة، ولن يحقق أى منهما أهدافها، فالصراع بينهما هو صراع بين مصالح رجال أعمال النظام القديم ورجال أعمال جماعة الإخوان المسلمين، لذلك فلن يحقق المرشحان العدالة الاجتماعية التى طالبت بها الثورة ولا الكرامة الإنسانية ولا الحرية، لذلك يرى «تليمة» أن الثورة ستستمر ضد الاثنين، حتى لو أراد أى منهما أن يتاجر باسم الثورة ودماء الشهداء فلن يستطيع أن يحقق أهداف الثورة بسبب انتماءاته ومصالح المجموعات التى تقف وراءه، وسيتحدث مرسى أو شفيق كما كان يتحدث «مبارك» من قبل عن حقوق محدودى الدخل فى حين كان محدودو الدخل «مطحونين»، وكذلك تحدث المرشحان عن تحقيق مطالب الثورة والعدالة الاجتماعية ولن يحققا منها شيئاً، فبرنامج جماعة الإخوان المسلمين ليس له علاقة بالعدالة الاجتماعية.
وأضاف أن شباب الثورة سيواصل نضاله بالفضح الإعلامى والتظاهر حتى يعلم الشعب من يتاجر بشعارت الثورة ولا يحقق منها شيئاً.
أما عمرو حامد، عضو المكتب التنفيذى لاتحاد شباب الثورة، فيرى أنه فى حالة نجاح الدكتور محمد مرسى سيتم التعامل معه باعتباره رئيساً منتخباً، وبالتالى فدور الحركة سيكون الرقابة على أدائه ومتابعة تحقيق أهداف الثورة وبرنامجه الذى وعد به قبل الانتخابات، خاصة فى مجال الحريات العامة، ومتابعة ما وعد به من مشاركة الثورة فى الحكم، وتعيين رئيس وزراء وطنى مثل البرادعي- وتعيين نواب للرئيس من الثورة.
ولفت «حامد» إلى أن القضية الأهم لمرسى ستكون الحصول على صلاحياته كرئيس من المجلس الأعلى للقوات المسلحة وكيف سيتعامل مع المجلس العسكرى فى ظل سطوته على كل الصلاحيات، وننتظر من مرسى ألا يصبح رئيساً كرتونياً أو «على الورق» فإذا كان أداؤه ضعيفاً سيكون تقصيراً منه فهو رئيس منتخب من الشعب، وستخوض معه الحركات الشبابية معركة الحصول على صلاحياته، وإذا اختار أن يسير عكس الاتجاه سيضع نفسه فى الخطر ولن نسكت عليه. أما فى حالة نجاح شفيق فأكد «حامد» أنهم لن ينتظروا وسينزلون للميادين مرة أخرى، فمن الصعب القبول بشفيق رئيساً، وأن شباب الثورة سيعملون على إسقاطه مع بداية إعلان النتيجة.
محمد عطية، المنسق الإعلامى لائتلاف ثوار مصر، قال إنه فى حالة نجاح مرسى سينتظرون ماذا سيحقق من وعوده، وسيتم الاتفاق على بنود يجب أن يبدأ بها، وسبق أن أعلنها فى برنامجه، وهى: تشكيل جمعية تأسيسية جديدة، والقصاص من قتلة الشهداء، وإعادة محاكمة رموز النظام السابق، والإفراج عن المعتقلين من شباب الثورة فى السجون الحربية، وتشكيل مجلس قيادة ثورة لإنهاء الحكم العسكرى وعودة الجيش إلى ثكناته، لافتاً إلى أنه فى حالة عدم التزام «مرسى» بهذه الوعود فالثورة ستكون ضده.
أما فى حالة نجاح شفيق فقال «عطية»: لسنا فى حاجة إلى الانتظار، وستكون ثورة جديدة من يوم 21 يونيو لإسقاطه، فلن نقبل برئيس من نظام مبارك حتى لو جاء بإرادة الشعب.
ياسر الهوارى، عضو حركة شباب من أجل العدالة والحرية، قال إنهم سيحترمون الصندوق، ففى حالة نجاح «مرسى» سيعارضونه فقط، رغم أن أداء الإخوان فى البرلمان كان سيئاً وفى الرئاسة لن يختلف كثيراً، ولكن ستظل الحركة فى صف المعارضة بالوسائل القانونية، وإذا لم تتوفر هذه الوسائل سيكون النزول إلى الشارع «ولن نخاف لا من الإخوان ولا من العسكر»، فالشارع والميدان هم الوسيلة الأولى للتعبير عن مطالب الثورة من الرئيس الجديد.
أما فى حالة نجاح «شفيق» فلفت «الهوارى» إلى أن التعامل معه سيكون أسوأ لأنه مرشح المجلس العسكرى والنظام السابق، وضده اتهامات كثيرة يجب أن يتم التحقيق معه فيها حتى لو أصبح رئيساً.
وأضاف «الهوارى» أن شفيق إذا نجح فى انتخابات نزيهة باعتراف جميع المنظمات الحقوقية والدولية فلن نسعى لإسقاطه من أول يوم، وسننتظر ماذا سيحقق من مطالب الثورة، مع الإصرار على التحقيق معه فى البلاغات المقدمة ضده فى قضايا فساد، وهو يعنى ما أنه غير شرعى.