لم تنتظر الجالية المصرية في اليونان الإعلان عن النتائج الرسمية لانتخابات الرئاسة، إذ أدت أنباء فوز دكتور محمد مرسي، مرشح الإخوان المسلمين، وفقًا للنتائج الأولية، إلى ردود فعل واسعة بين المصريين في اليونان.
وصرح السفير المصري في أثينا طارق عادل بأنه كمواطن مصري «سعيد جدًا بالتجربة الديمقراطية ككل، والتي جعلت كل منا مشارك في صناعة وصياغه مستقبل الوطن»، وأضاف «بانتهاء انتخابات الرئاسة، تبدأ مصر الحديثه أولى خطوات بناء الدولة المصرية بشكل سريع ومنظم وديمقراطي لتحقق طموحات الشعب المصري والتقدم الاقتصادي».
فيما أبدت مختلف التيارات رضاها عن سير العملية الانتخابية، بغض النظر عن نتائجها التي لم تعلن رسمياً بعد، أكد أحمد زكي، منسق حركة «6 أبريل» في أثينا، أن 6 من أعضاء الحركة في أستراليا وأوروبا، ومنها اليونان، أعلنوا انسحابهم من «6 أبريل» بعد إعلان الحركة في مصر دعم مرسي، وأضاف أنهم أجلوا الانسحاب لحين ظهور النتائج الأولية التي كشفت عن فوز مرسي.
وأضاف زكي، وهو أيضا المتحدث باسم الاتحاد الحر للمصريين في الخارج، إنه في حال ثبوت فوز مرسي «يجب أن يعي جيدًا أنه لم يفز بالانتخابات بمجهود حزب (الحرية والعدالة) فقط، والدليل أن الكتلة التصويتية في المرحلة الأولى كانت 5 ملايين صوت، ووصوله إلى 13 مليونًا في الإعادة جاء بتدعيم من الائتلافات الثورية المختلفة»، على حد قوله.
وفي حديثه لـ«المصري اليوم»، توقع زكي وقوع صدام «عنيف» بين الرئيس والمجلس العسكري، «خاصة بعد الإعلان الدستوري المكمل الذي جعل من الرئيس القادم مجرد مدير مكتب المجلس العسكري».
وأضاف: «أتوقع أيضًا صدامات طائفية، لأن هناك من يستفيد منها، وهو ما سيتم استغلاله في الفترة القادمة»، وعن أمنياته من الرئيس القادم، قال: «أتمني أن يحقق أهداف الثورة، والمساواة بين أبناء الوطن، وعليه أن يعي أنه ليس رئيسًا للإخوان المسلمين فقط»، وأضاف: «بالنسبة لنا كمصريين بالخارج، فأتمنى أن نكون مشاركين ومتساوين في الحقوق والواجبات، ولا ينظر إلينا على أننا ممولون فقط».
وبدوره أشاد محمد الزفزاف، الأمين العام لاتحاد المصريين في اليونان، بالعملية الانتخابية في الخارج والداخل، «لما تمتعت به من شفافية وديمقراطية»، وأشاد بالوضع الأمني في جولة الإعادة رغم توقع الكثيرين بشراسة المعركة، وقال: «علينا أن نعي أن الرئيس منقوص الصلاحيات ويجب أن يعي هو أيضًا أن نصف الشعب لم يوافق عليه، ولم يكن يريده رئيسًا».
وأضاف الزفزاف:«ليس من مصلحة الإخوان الدخول في تصادم مع أحد، دخول البرلمان أو الوصول لكرسي الرئاسة لا يعطي لأي طرف حق استخدام العنف، لأن دساتير العالم تدعو لعدم التمييز بين البشر».
وذكر الأمين العام بوعد مرسي الاستقالة من حزب «الحرية والعدالة»، حال فوزه بالرئاسة،وقال: «علينا نزع النظرة الطائفية من الأمور، الإخوان ليس لهم مشاكل مع الأقباط، بالنظر إلى تاريخهم، إن مشاكل الإخوان مع القوميين فقط»، على حد تعبيره.
من جهته أبدى نعيم الغندور، رئيس رابطة المسلمين باليونان، تفاؤله الحذر، لأن أعضاء المجلس العسكري جميعهم فوق سن السبعين، فهي مسألة وقت لا أكثر، على حد قوله، وأضاف: «كلنا نعلم أن الثورة أنتجت العديد من الأحزاب والتيارات، ويجب على الرئيس التعامل مع ذلك، مع محاولة توحيد التيارات المتقاربة لصالح الوطن»، واعتبر أن: «نحن الآن في مرحلة التحام طائفي، بدليل أن الصعيد الذي به أعلى نسبه أقباط أعطى أصواته لمرسي».