x

قضايا أمنية ملحّة في انتظار السعودية بعد وفاة ولي العهد

الثلاثاء 19-06-2012 04:45 | كتب: رويترز |
تصوير : رويترز

خلف الراحل الأمير نايف بن عبد العزيز، الذي كان وريثًا للعرش ووزيرًا للداخلية، إرثًا ثقيلاً في وقت تواجه فيه المملكة خصومات واضطرابات في منطقة الشرق الأوسط.

وأشرف الأمير نايف الذي توفي، السبت، على الأوضاع الأمنية طوال 37 عامًا، وأقام جهازًا قويًا تمكن من القضاء على وجود تنظيم القاعدة داخل المملكة العربية السعودية.

وانتهج الأمير نايف سياسة تضمنت اعتقال آلاف المشتبه بهم من المتشددين وإقامة شبكة مخابرات اخترقت خلايا الإسلاميين، وعدم التغاضي عن نشاط المعارضين السياسيين. ومن المعتقد على نطاق واسع أن يستمر ذلك النهج.

وقال نيل باتريك، خبير الشؤون الأمنية لمنطقة الخليج في كلية لندن للاقتصاد «أعتقد أنه أيًا كان من يشغل رسميًا منصب وزير الداخلية، فإن تقسيم المسؤوليات، فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والأمن الداخلي على نطاق أوسع سيظل كما هو».

والأمير أحمد الذي تولى وزارة الداخلية هو أخو الأمير نايف، وهو نائب مخضرم لوزير الداخلية يتعامل مع القضايا الأمنية بمفهومها الأوسع نطاقا، بما في ذلك جهاز الشرطة.

أما ولي العهد الجديد فسيتعين عليه التعامل مع تحديات داخلية وخارجية كبيرة، بما في ذلك الملف الأمني الذي يمثل أهمية خاصة.

وتخشى المملكة من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، المتمركز في اليمن المجاور، كما أنها تعتبر إيران قوة مزعزعة للاستقرار من خلال تحريض الأقلية الشيعية في البلاد على إحداث اضطرابات. كما أن الأزمة السورية من أسباب الخلاف القائم بين طهران والرياض.

ورغم أن المملكة العربية السعودية لم تشهد انتفاضة، على غرار انتفاضات الربيع العربي التي اجتاحت المنطقة العام الماضي، فإن هذه الانتفاضات زعزعت استقرار اليمن والبحرين المجاورين، وجعلت مصر الحليفة على وشك أن يقودها الإخوان المسلمون، وهي جماعة تتسم علاقتها بالرياض بعدم الارتياح.

كما سيواجه ولي العهد الجديد عددًا من التحديات الأخرى، منها البطالة على المدى الطويل.

وبموجب القانون السعودي، كان يمكن للملك عبد الله بن عبد العزيز انتظار 30 يومًا قبل إعلان ولي العهد الجديد.

ووريث العرش الجديد، الأمير سلمان يبلغ، من العمر 76 عامًا، وهو أخ غير شقيق للملك عبد الله، (89 عاما)، وشقيق للأمير نايف.

وقال أسعد الشملان، أستاذ العلوم السياسية في الرياض، «أعتقد أنه لن تكون هناك أي تغييرات عميقة. الاستمرارية ستكون هي السمة الغالبة».

ورجح محللون أن يواصل الأمير سلمان إصلاحات اجتماعية واقتصادية حذرة.

ويرى مايكل ستيفنز، الباحث في فرع المعهد الملكي للدراسات الدفاعية والأمنية في قطر، أن ما يتعين على الأمير سلمان القيام به هو «محاولة إحداث قدر من التأثير في قطاع من المؤسسة الدينية في البلاد».

وأضاف: «سيتعين عليه البدء في التعليق على قضايا الأمن الإقليمي، وكذلك مبادرات السياسة الخارجية».

ولا تنتقل الخلافة من الأب إلى الابن الأكبر، لكنها تتم بين الإخوة من أبناء مؤسس المملكة عبد العزيز بن سعود الذي توفي عام 1953.

وما زال نحو 20 من الإخوة على قيد الحياة، لكن عددًا محدودًا منهم فقط ربما يعتبرون منافسين على قيادة أكبر مصدر للنفط في العالم.

ورغم أن الأمير سلمان ينظر له منذ زمن طويل على أنه الاختيار الأكثر وضوحا للملك عبد الله، فليس من الواضح الشخصية المرجح أن تأتي بعده في ولاية العهد.

ورغم أن بعض أبناء بن سعود، مثل نائب وزير الداخلية، الأمير أحمد بن عبد العزيز، وأمير منطقة الرياض، الأمير سطام بن عبد العزيز، ومدير المخابرات، الأمير مقرن بن عبد العزيز، لديهم خبرة طويلة في شؤون الحكم، فربما تفضل الأسرة الحاكمة اختيار أحد أحفاد مؤسس المملكة.

وقال روبرت ليسي مؤلف كتاب «داخل المملكة»: «رأينا عبد الله وهو يتخذ قرارات تتسم بقدر معقول من الطابع العملي.. قرارات غير عاطفية إزاء المناصب العائلية. اختار نايف مفضلاً إياه على ثمانية أمراء على قيد الحياة. أظهر أن الكفاءة والاستعداد للمنصب يتغلبان على السن والأقدمية».

وربما يشير ذلك إلى الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة، وهو من أبناء العاهل الراحل الملك فيصل أو إلى الأمير محمد بن نايف، أحد أبناء ولي العهد الراحل والمسؤول الأمني في المملكة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية