اليوم اختيار الرئيس، طوابير في الشوارع، بسمة فوق الوجوه، أمل في المستقبل، ربما تكون هذه المشاهد علامة على إقامة أي انتخابات رئاسية في العالم، لكن هل الحال هو ذاته في القاهرة.
الإجابة دون أي التباس هي بالتأكيد (لا)، حيث يخشى كثيرون من أن الانتخابات الرئاسية الحالية، لن توفر أي درب واضح للخروج من الأزمة السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد، وسط شعور دفين أن المباراة بين المجلس العسكري وجماعة الإخوان المسلمين وذراعها الحزبي (حزب الحرية والعدالة) بدأت للتو.
ومع دقات العاشرة مساء الأحد يكون السباق الانتخابي بين المرشح أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد المخلوع حسني مبارك، ونظيره محمد مرسي قد أسدل ستائره.
فيما تكون قد مرت 15 دقيقة من الشوط الثاني لمباريات الجولة الثالثة والأخيرة من مباريات المجموعة الثانية أو كما يطلق «مجموعة الموت» بالدور الأول لبطولة كأس الأمم الأوروبية «يورو 2012» المقامة حالياً ببولندا وأوكرانيا، حيث تقام مباراتي الدانمارك وألمانيا والبرتغال وهولندا.
ورغم أن كرة القدم كثيراً ما مثلت الملاذ الأمن لكثير من المصريين بعيداً عن السياسة وأجوائها الملتهبة قبل الثورة من خلال منتخب البلاد، بطل أفريقيا السابق، والذي فاز بثلاث بطولات متتالية لكأس الأمم الأفريقية أعوام (2006،2008،2010) إلا أن الموقف، الأحد، مختلف مع اختيار أول رئيس للبلاد بعد ثورة 25 يناير.
وبالنسبة للكثيرمن المصريين لا يمثل أي من الجانبين الخيار الأمثل للثورة المصرية.
وانقلب المشهد الرئاسي في مصر رأساً على عقب، الخميس، وذلك بعد حكم المحكمة الدستورية العليا بحل البرلمان (الذي كانت تسيطر عليه القوى الإسلامية)، وعدم دستورية قانون العزل ما يعني استمرار أحمد شفيق في السباق الرئاسي.
ويقول طارق خليل، (35 عاماً)، صاحب البشرة السمراء والمحامي أنه لم يصوت لأحدهما في الانتخابات، مشيراً إلى أنه عبر عن رأيه في الصندوق بإبطال صوته.
ويرى «طارق» أن هذا الخيار أفضل من التصويت لمرشح غير مقتنع به.
ولم يخف «طارق» اعتراضه على الاختيار بين مرشحين لا يمثلون الثورة من وجهه نظره، إضافة إلى إخفاق الأحزاب والتيارات السياسية في التوافق على كتابة دستور جديد للبلاد، علماً بأن أول مجلس منتخب بعد الثورة تم حله على يد القضاء.
وكما مثل الوضع السياسي أزمة لطارق، مثل وضع فريقه المفضل في البطولة (منتخب هولندا) وضعاً أسوأ، حيث خسر أولى لقاءاته أمام منتخب الدنمارك بهدف دون رد في الجولة الأولى، قبل أن تخسر ثاني جولة أمام المنتخب الألماني، بنتيجة (2-1).
ويحتاج المنتخب الهولندي إلى الفوز على نظيره البرتغالي بفارق هدفين وأن تتغلب ألمانيا على الدنمارك، لكي يواصل مشواره في البطولة.
ويحارب طارق على القهوة لإقناع متابعين منتخب الماكينات الألمانية لتغيير مؤشر القناة إلى مباراة هولندا والبرتغال.
من جهته، يعترف بيشوي كمال، الذي يعتنق الديانة المسيحية، بأنه أعطى صوته لأحمد شفيق، موضحاً: «شفيق سيتمكن من تحقيق الأمن المفقود في البلاد».
وأضاف الشاب الذي يبلغ من العمر الخامسة والعشرين: «لا نثق في وعود مرشح جماعة الإخوان المسلمين، فوعدوهم دائماً ما لا يتم تنفيذها».
وتصدر «مرسي» المرتبة الأولى في الجولة الأولى للانتخابات بنتيجة 24.7 % من الأصوات.
ويشجع «بيشوي» المنتخب الألمانى، حيث يرى أن هذا الجيل من اللاعبين يستحق تحقيق بطولة تحت قيادة المدير الفني الوطني يواخيم لوف، تعويضاً عن كأس العالم الماضية التي قدموا فيها أداءاً ممتازاً، قبل أن يصطدموا بالماتادور الإسباني في نصف نهائي البطولة ويخرجوا على يديه بهدف دون رد.
أما ياسر عبد السلام، صاحب شركة خاصة، فقد اتخذ مبدأ مغايرًا، فكما قال الفرزدق للأمام الحسين عن أهل المدينة (قلوبهم معك وسيوفهم عليك)، فإن ياسر يحب المرشح محمد مرسي، لكنه قام بانتخاب الجنرال السابق أحمد شفيق، ويقول ياسر عن ذلك: «نظرياً محمد مرسي هو الأفضل، لكن لمعرفتي أن أحمد شفيق هو الذي سينتصر في النهاية قررت ترشيحه».
ورغم انقياد «ياسر» لتشجيع «شفيق»، إلا أن الابتسامة التي ظهرت على وجهه فور تسجيل البرتغالي رونالدو للهدف الثاني أمام هولندا أنسته هم الانتخابات، حيث نجح الجناح البرتغالي في تحويل تأخره بالهدف الذي تقدم به رافاييل فان دير فارت للمنتخب الهولندي في الدقيقة 11 ورد بهدفين حاسمين، عن طريق الساحر رونالدو الذي سجل هدف التعادل للفريق البرتغالي في الدقيقة 28، ثم أضاف الهدف الثاني له في الدقيقة 74.
ورفع المنتخب البرتغالي رصيده إلى ست نقاط ليحتل المركز الثاني في المجموعة الثانية ليتأهل إلى دور الثمانية بصحبة ألمانيا التي يشجعها «بيشوي» والتي فازت على الدنمارك 2/1 في المباراة الأخرى بالمجموعة.
في النهاية، اختلفت أحوال الجميع، ارتسمت البهجة على وجه «بيشوي»، ولمعت عيون «ياسر» مع خطف البرتغال لبطاقة المجموعة الثانية، وخسر طارق الرهان على هولندا، لكن اتفق الجميع على انتظار نتيجة صندوق اليانصيب الذي سيخرج منه اسم الرئيس المقبل.