فى الوقت الذى تركزت فيه الأضواء على طوابير الناخبين وصناديق الاقتراع، لرصد سير جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية، كانت هناك طوابير أخرى بعيدة عن الأنظار، تضم مواطنين ينتمون لمختلف الفئات، قرروا مقاطعة الانتخابات.. «المصرى اليوم» التقت عددا منهم، ليبرروا موقفهم من عدم المشاركة.
إسلام محمد حافظ، طالب بكلية التجارة بجامعة القاهرة، قاطع جولة الإعادة، لعدم قناعته بمرشحى الإعادة، وقال إنه أدلى بصوته فى المرحلة الأولى لحمدين صباحى، لاقتناعه بأنه مرشح الثورة، معتبرا تصويته لأحد المرشحين، سواء الدكتور محمد مرسى أو الفريق أحمد شفيق إجهاضًا للثورة، مبرراً ذلك بقوله: «الاثنان لا يمثلان السواد الأعظم للشعب.. شفيق يهدف لخدمة مصالح فلول النظام السابق، فهو يمثل مبارك الثانى، ومرسى يسعى لخدمة مصالح الإخوان المسلمين».
عصام السيد (25 سنة)، سائق تاكسى، قال: «مرسى مش عارف يقول كلمتين على بعض.. وكل حواراته غير مقنعة ومينفعش يقود الدولة، والإخوان أصدروا قانون العفو الشامل، عشان يعفوا عن الناس بتوعهم، بيخرجوا الإرهابيين علينا ويبقوا مندسين وسط المجتمع، إزاى اللى قتل السادات يتعفى عنه مثلا»، وأضاف السيد: «مرسى كان الاستبن بتاع الإخوان، وشفيق أخطاؤه كتيرة، وكفاية انه كان من نظام مبارك».
أما عيد عبدالعال، بائع فاكهة متجول بمنطقة بين السرايات، فقال إنه لن يضيع وقته وجهده فى الذهاب للتصويت فى صندوق انتخابات لن يجلب له الخير فى الفترة المقبلة، على حد وصفه، مشيرا إلى أنه لا يرى فى الاثنين صورة الرئيس الذى يحلم به.
وأضاف: «فى المرحلة الأولى كنت قعيد الفراش لتعرضى لكسر فى ساقى، لكنى صممت على الذهاب إلى اللجنة بكرسى متحرك، وأعطيت صوتى لسليم العوا، وأنا فخور بذلك، لأن الرجل خسر بشرف، ولم يسقط من نظرى مثل بقية المرشحين».
وقال أحمد على حسن (35 سنة)، بائع عرق سوس وتمر هندى، إنه قرر المقاطعة، بسبب تكلفة السفر مع أولاده وزوجته إلى بلده سوهاج، بالإضافة إلى غياب الأمن فى القاهرة، موضحا: «خايف أسافر واسيب الشقة وارجع ألاقيها مسروقة»، مضيفا: «إيه لازمتها مصاريف السفر طالما عارفين النتيجة من الأول؟!».
كمال الحيظى (47 سنة)، ميكانيكى سيارات، فضل الجلوس تحت «الشمسية» منذ الصباح دون الذهاب للإدلاء بصوته فى انتخابات الإعادة، وعلى الرغم من اشتراكه فى المرحلة الأولى للانتخابات والتصويت لحمدين صباحى، فإنه يرى أن الحكومة والمجلس العسكرى فرضا أحمد شفيق، ولذلك امتنع عن الإدلاء بصوته، بالإضافة إلى عدم ثقته فى مرسى أو جماعة الإخوان المسلمين.
عماد رفاعى (36 سنة)، عامل بكشك، قال إن كلا المرشحين لا يصلح للمنصب، مشيرا إلى أن أحمد شفيق ينتمى للنظام القديم وأخطأ فى تلاوة آية قرانية من سورة الزمر، ووصف مرسى بأنه «شيش» لجماعة الإخوان المسلمين، تختفى وراءه ليحكم المرشد مصر.
محمد سيد (30 سنة)، سائق تاكسى، قال: «الاثنان أسوأ من بعضهما، لذلك تركت العملية الانتخابية وتفرغت لأكل عيشى، فأنا موظف فى وزارة النقل، وراتبى لا يكاد يكفينى، وأعمل على تاكسى لزيادة مواردى، لأن تلك الأيام موسم بالنسبة لنا».