x

«البلتاجي»: لواء مخابرات رفض حماية متظاهري «موقعة الجمل» وطلب إخلاء الميدان

الأربعاء 13-06-2012 13:47 | كتب: شيماء القرنشاوي, إبراهيم قراعة |
تصوير : علي المالكي

 


قال الدكتور محمد البلتاجي، عضو مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة، في شهادته أمام محكمة جنايات القاهرة في «موقعة الجمل» بجلسة الأربعاء، إن لواء بالمخابرات طلب منه إخلاء ميدان التحرير يوم الأحداث من المتظاهرين، وإنه رفض تأمين الميدان بحجة أنه لا يمكنه أن يمنع مواطنين مصريين «راكبي الجمال والخيول»، من التعبير عن رأيهم و«اقتحام الميدان».

وأضاف أنه كان متواجدًا بميدان التحرير يومي الأربعاء والخميس 2 و3 فبراير, وأنه تلقى صباح 2 فبراير اتصالات من أشخاص غير معلومين، تؤكد أن هناك تجمعات وحشود فى مناطق متفرقة بالقاهرة والجيزة، يدعو لها أنصار النظام السابق ورجال أعمال , للتحرك تجاه ميدان التحرير لإخراج المتظاهرين بالقوة.

وقال إنه كان متواجدًا أمام شركة سفير للسياحة بميدان التحرير، والتى تقع بين شارع محمد محمود، وشارع الجامعة الأمريكية، وكان هناك مجموعة من المتظاهرين أمام مداخل ميدان عبد المنعم رياض لحماية الميدان وجمع الأخبار والمعلومات، وفى الساعة الثانية عشرة ظهرًا وقعت اشتباكات بين البلطجية والمتظاهرين من جهة عبد المنعم رياض ناحية المتحف المصرى, وكان بحوزة البلطجية أداوات حديدية.

وتابع:«بعدها وقعت اشتباكات، وأسفرت عن سقوط ضحايا، وقام المتظاهرون بتكسير الكتل الخرسانية لاستخدامها فى الدفاع عن أنفسهم لمنع دخول البلطجية للميدان, وبعدها حضرت مجموعة أخرى, من ناحية عبد المنعم رياض يستقلون الخيول والجمال وكان معهم قطع حديدية واقتحموا الميدان، وحدثت حالة من الهرج والمرج، وتجمع شباب المتظاهرين وقاموا بمطاردتهم وأمسكوا بالبعض, وبعدها حضرت مجموعة أخرى من أعلى كوبري 6 أكتوبر, وحضرت معهم سيارات تابعة لمؤسسات حكومية محملة بقطع سيراميك ورخام , قام البلطجية باستخدامها للاعتداء على المتظاهرين, وطلبنا من سيارات الإسعاف الدخول لنقل المصابين لكن لم يكن هناك استجابة».

وواصل «البلتاجي»: «في الساعة الثانية ظهرًا قام أحد الأشخاص بالنداء عليَّ وطلب مني مقابلة أحد القيادات الأمنية داخل مكتب سفير للسفريات، ودخلت المكتب وتقابلت مع تلك الشخصية، وعرف نفسه بأنه اللواء عبد الفتاح من جهاز المخابرات العامة وكان معي مجموعة من المتظاهرين، وطلب إخلاء ميدان التحرير حقنًا للدماء، وأكد لي أن لديه معلومات مؤكدة بوجود مجموعات من أنصار مبارك سوف تدخل إلى ميدان التحرير, وهى مجهزة للاشتباك مع المتظاهرين، ولابد من إخلاء الميدان وفض التظاهر، وقلت له: (يا سيادة اللواء كيف تسمحون لهؤلاء البلطجية بالدخول إلى ميدان التحرير)، فرد عليَّ قائلًا: (إنهم مواطنون مصريون يريدون التعبير عن رأيهم للرئيس مبارك)، فقلت له: (هل ضاق بهم ميدان مصطفى محمود فلديهم كل ميادين مصر للتظاهر فيها، ومن الممكن أن يتم فتح استاد القاهرة فهو يستوعب الآلاف)، فرد:( هم يريدون التعبير عن رأيهم بميدان التحرير مثلكم ولا أستطيع منعهم)».

وأضاف «البلتاجي» أن الحوار استمر ما يقرب من الساعة، وقبل أن يتنهي اللقاء قلت للواء عبد الفتاح: «ما هو الضمان فى حالة عودة المتظاهرين إلى بيوتهم أن يصلوا سالمين، بعد أن أحاط مؤيدو النظام السابق بالميدان من جميع الجهات»، فرد عليَّ: «نحن مسؤولين عن خروجكم من الميدان سالمين دون أن يتعرض لكم أحد».

وأكمل: «فى الساعة الثامنة مساء يوم الأربعاء 2 فبراير علمت أن وزير الصحة متواجد داخل مستشفى قصر العيني، وأن أكثر من 15 سيارة إسعاف جديدة تحركت إلى شارع قصر العيني، وفى المساء شعرت بأن هناك اعتداءً أكبر سوف يقع على المتظاهرين بعد تجمع سيارات الإسعاف وكأنها تنتظر حدثًا، بالإضافة إلى إجبار كاميرات التصوير، والإعلاميين على الخروج من الميدان بالقوة لعدم تصوير ما سوف يحدث داخل الميدان».

وواصل: «استمر إطلاق الرصاص من الساعة الثامنة مساء يوم 2 فبراير, على فترات متقطعة، وعلمت أن مصدرها أعلى كوبري 6 أكتوبر, وترددت أقاويل أن هناك مجموعات مسلحة متواجدة أعلى مبنى فندق هيلتون رمسيس، وأنها مصدر الإصابات بالمتظاهرين المتواجدين داخل الميدان, وفى صباح يوم 3 فبراير اتصلت بقناة الجزيرة بالدوحة، وقلت إن الظواهر الموجودة أمامنا الآن, وسيارات الإسعاف الموجودة بشارع قصر العيني، وإخلاء الميدان من الإعلاميين يؤكد أن هناك مجزرة يعد لها من قبل النظام السابق».

واستمر «البلتاجي» في سرده للأحداث قائلا: «وفى الساعة السادسة فجرًا سمعت أصوات إطلاق نار كثيف، وتوجهت إلى مصدر الصوت فوجدت المتظاهرين حاملين المصابين، وشاهدت أحدهم متوفيًا بطلق ناري، وأكد المتظاهرون لي أن المتوفى قُتل بواسطة قناصة مدربين من خلال أسلحة بها أشعة ليزر».

وتابع: «فى يوم الخميس 3 فبراير حضر إليَّ رجل مسن وملتح, وأخبرني أن اللواء حسن الرويني، قائد المنطقة العسكرية المركزية، يريد مقابلتي أمام بوابة المتحف المصري, وكان معي الدكتور عبد الجليل مصطفى، والدكتور محمد أبو الغار، ومحمد درار وأبو العز الحريرى وتوجهنا للقاء اللواء الروينى, وفوجئت به يقول: (ما الذي جاء بكم)، فقلت له: (حضرتك طلبت مقابلتنا)، فرد قائلًا: (أنا طلبت مقابلة محمد البلتاجى فقط)، وأصر اللواء الرويني على الحديث معي منفردًا، ورفضت وانصرفت مع المجموعة التى كانت تصاحبني لكنهم استشعروا الحرج وهم رموز سياسية كبيرة، وطلبوا مني أن ألتقي به، وأخبرهم بعدها بما تم».

واستطرد: «وبعدها اصطحبني اللواء حسن الرويني إلى داخل المتحف المصري , وقال لي بضرورة عودة شباب المتظاهرين إلى الميدان وترك كوبري 6 أكتوبر، وإنزالهم من أعلى أسطح العقارات الموجودة أمام المتحف المصري، فقلت له: (أنا لا أستطيع أوغيري السيطرة على هؤلاء الشباب لأنهم شاهدوا القتل بأعينهم ولم يجدوا أحدًا من القوات المسلحة يحميهم، وبالتالي هم مضطرون أن يؤمنوا ظهورهم من أي اعتداء جديد, وأنهم اعتلوا الأماكن العالية لمشاهدة البلطجية القادمين فرد اللواء الروينى قائلًا: «اللي حصل إمبارح مش هيحصل تاني».

إلى ذلك، تقدم محامى الدكتور صفوت حجازي باعتذار يفيد إصابته بوعكة صحية كبيرة وطلبت المحكمة من الدفاع تقديم شهادة تفيد بذلك، كما غاب الإعلامي توفيق عكاشة عن الجلسة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية