x

الصحافة العربية تفقد «غسان توينى» صاحب «النهار» والسياسى المتميز

الإثنين 11-06-2012 21:35 | كتب: اخبار |
تصوير : other

فقدت الصحافة العربية الأسبوع الماضى واحداً من أبرز روادها وأعلامها، وهو مؤسس ومالك ورئيس التحرير الأسبق لجريدة «النهار» اللبنانية غسان توينى..الصحفى والسياسى والدبلوماسى اللبنانى غسان توينى الملقب بـ«عملاق الصحافة العربية» توفى الخميس الماضى عن 86 عاماً، بعد أكثر من ستين عاما من العطاء الفكرى والسياسى والنضال من أجل الحريات.وتحت عنوان «رحل.. فجر النهار»، أعلنت صحيفة «النهار» التى تملكها عائلة غسان توينى على صفحتها الأولى الجمعة، رحيل «عملاق الصحافة اللبنانية والعربية وعميد النهار ومعلم أجيالها المتعاقبة منذ تولى مبكراً مسؤولياته فيها وبانى مجدها وصانع الكلمة والفكر، النائب والوزير والسفير والدبلوماسى وصانع الرؤساء والعهود والسياسات فى زمن مجد لبنان ومجد الرجال». وقد أقيمت جنازة مهيبة لـ«توينى» يوم السبت الماضى فى كاتدرائية القديس جاورجيوس وسط بيروت، حيث قلده رئيس الوزراء نجيب ميقاتى ممثلاً لرئيس الجمهورية ميشال سليمان وسام «الأرز الوطنى» من رتبة الوشاح الأكبر، وهو وسام يمنح عادة لرؤساء الدول، وذلك بعد أن زار جثمانه محمولاً مبنى «النهار» للمرة الأخيرة، قبل أن ينقل إلى الكاتدرائية.

وغسان توينى يمثل تجربة صحفية مركبة من حيث العلاقة بين الصحفى والسياسى، ومن حيث تولى مناصب سياسية متعددة لكنها لم تؤثر على توجهات صحيفته، حيث حافظت الصحيفة على استقلالها، وحافظت فى الوقت نفسه على توجهها السياسى.

وقد ولد «توينى» عام 1926 وحصل على شهادة البكالوريوس فى الفلسفة من الجامعة الأمريكية فى بيروت عام 1945، وفى عام 1947 حصل على الماجستير فى العلوم السياسية من جامعة هارفارد فى الولايات المتحدة. وعمل محاضراً فى العلوم السياسية فى الجامعة الأمريكية فى بيروت بين عامى 1947 و1948.

وفى عام 1951 انتخب نائباً فى مجلس النواب عن محافظة جبل لبنان. كما انتخب نائباً عن بيروت فى سنة 1953، وانتخب بعد ذلك نائباً لرئيس مجلس النواب، واستمر فى هذا إلى عام 1957. وفى عام 1967 عين سفيراً للبنان لدى الولايات المتحدة.

وفى عام 1970 عين نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للأنباء ووزيراً للتربية الوطنية والفنون الجميلة وذلك فى حكومة الرئيس صائب سلام، فى عهد الرئيس سليمان فرنجيّة، واستمر بالمنصب حتى استقالة الحكومة فى 20 يناير 1971. وحسب شهادة صحفيين كبار فى لبنان فإن «توينى» لعب دوراً رئيسياً فى تأمين الأغلبية الهشة التى ساعدت فرنجية على تولى منصبه، حيث أجريت المباحثات فى مكتبه بجريدة «النهار» حسب شهادة الصحفى اللبنانى الكبير جهاد الخازن.

وفى عام 1975 عين وزيراً للسياحة ووزيراً للصناعة والنفط ووزيراً للعمل والشؤون الاجتماعية، وذلك فى حكومة رشيد كرامى فى عهد الرئيس سليمان فرنجيّة، وبالإضافة لهذه الوزارات فقد عين أيضاً وزيراً للإعلام بتاريخ 15 سبتمبر 1976، وأستمر بهذا المناصب حتى تاريخ استقالة الحكومة بتاريخ 9 ديسمبر 1976.

وفى عام 1977 عين سفيراً للبنان لدى الأمم المتحدة، واستمر به حتى عام 1982، وهذه الفترة شهدت أحداثا لبنانية مهمة، مثل الحرب الأهلية اللبنانية والغزو الإسرائيلى للبنان والذى تبعه التفاوض حول قرارات دولية متعددة خاصة بانسحاب إسرائيل وعلى رأسها القرار 425.

وهو صاحب جريدة «النهار» اللبنانية كما أنه ترأس تحريرها ما بين 1948 ولغاية 1999. ويعد «توينى» مدرسة صحفية لبنانية ميزت جريدة «النهار» خاصة فيما يتعلق بالاهتمام بالخبر وأسلوب تدقيقه، وقد تتلمذ على يديه مئات من أعلام الصحافة اللبنانية، بعضهم أسهم فى تأسيس الصحافة العربية فى أوروبا فى حقبة الثمانينات من القرن الماضى على وجه الخصوص.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية