هناك طريقان يربطان قرية العدوة، مسقط رأس الدكتور محمد مرسى، بمدينة الزقازيق التى تبعد عنها 6 كيلومترات، الأول يسمى طريق قرية رزنة القديم، وهى قرية الزعيم أحمد عرابى، وهو طريق ملىء بالعشوائيات الملاصقة لمدينة الزقازيق، والثانى تقع عليه القرية مباشرة وهو الطريق الرئيسى لمدن ومراكز فاقوس، والحسينية، وأبوكبير، وكفر صقر، ويتميز بأنه طريق مرصوف بحالة جديدة ولا يقل عرضه عن 8 أمتار. أهم ما يميز مدخل وشوارع القرية، هو جحافل مركبات «توك توك»، شأنها شأن السواد الأعظم من قرى مصر، وبعض المحال والورش الخدمية على جانبى الطريق، والشىء الأبرز هو ملصقات دعاية مرسى، التى تكسو حوائطها وأعمدة إنارتها ومنشآتها العامة والخاصة، وإدراك أهالى القرية أن هناك الكثير من وسائل الإعلام تحوم حول القرية. أحمد خضر، مدير أحد المعاهد الأزهرية، يقع منزله فى مدخل القرية، يشرح خريطة التصويت: «أصوات أغلبية أهل القرية لمرسى، وأنا منحته صوتى فى الجولة الأولى، وسأمنحه له فى الإعادة». اصطحبنا خضر إلى منزل مرسى نفسه، وكان فى استقبالنا شقيقته الصغرى عزة، الحاصلة على الثانوية العامة ومتزوجة من خطيب مسجد يعمل بالسعودية: «لم أكمل تعليمى بسبب وفاة والدى، وتكفلنى شقيقى فى منزله حتى تزوجت، وحاول مساعدتى على استكمال تعليمى، لكن ظروف سفره وعمله فى ليبيا حالت دون ذلك». تحاول عزة إظهار شعبية شقيقها بقولها: «زياراته للبلد فى آخر 4 سنوات كانت تتم ليلاً، لأنه عندما كان يأتى كانت ناس كتيرة بتجيله، وماكناش بنعرف نقعد معاه، وآخر مرة جاء فيها كانت بعد إعلان ترشيح المهندس خيرت الشاطر، فى انتخابات الرئاسة». تعتبر عزة أن كل المشكلات التى تواجهها القرية، سياسية بالدرجة الأولى ولها علاقة بالنظام السابق، وتقارن بين رجاله وأعضاء جماعة شقيقها: «لا توجد مشكلة مزعجة لدينا سوى بقايا الحزب الوطنى المنحل، لأن كل سلوكيات أعضائه نفاق، ويقولون كلاما، وعند التنفيذ يختلف الأمر، ولا وجه أو مجال للمقارنة بين أغلبية الوطنى فى البرلمان، وأغلبية الحرية والعدالة، هناك فرق كبير فى كل حاجة، وشوف الوطنى عمل فينا إيه، وبكرة هاتشوف الحرية والعدالة هيعمل إيه». تحاول نجاح منصور، صديقة عزة، التأكيد على أن قناعتها بمرسى كمرشح للرئاسة لا علاقة لها بصداقتها لشقيقته: «رجل مقنع، ليس مجاملة لأسرته، أو باعتباره بلدياتى، لكن لخبراته المتنوعة التى اكتسبها طوال الفترة الماضية، وهو لم يطلب الإمارة، بل هى التى سعت إليه، ولا نتمنى له إلا العون من الله». سعيد، الشقيق الأصغر لمرسى، يبلغ من العمر 51 سنة، كان فى الحقل يرعى شؤون أرضه، وفى يده الأخرى هاتفه المحمول يتابع من خلاله الأحداث، وبمجرد بدء الحديث معه، لم يستطع إخفاء عدائه للإعلام: «بعض وسائل الإعلام سواء الصحف أو الفضائيات (قابضة) لترويج شائعات مغرضة هدفها الإساءة لشقيقى، وللإخوان، وأداؤها يمثل انفلاتاً إعلامياً، و90% من القنوات الفضائية الخاصة، على الأقل، تضلل المشاهدين، ونحن لا نطالبها إلا بالحياد والنزاهة فى نقل الأخبار». انتقل سعيد إلى فضل شقيقه عليه: «محمد عمل المستحيل معايا عشان أكمل تعليمى وأعمل معادلة بعد دبلوم الصنايع وأكمل فى الكلية، لكن أنا اللى ماكملتش، وده كان قرارى، وأعمل مشرفاً فنياً بمديرية الإسكان، ولكننى منتدباً بإحدى الوحدات المحلية فى مركز ههيا». إعلان سعيد عن وظيفته جعل الحديث يتطرق إلى ما تردد حول أن شقيقه يسكن برجاً مخالفاً بمدينة الزقازيق: «البرج ليس ملكه، وقد شيد بمعرفة اتحاد ملاك، وأخى مجرد مساهم لديه شقة، والدكتور أحمد فهمى، رئيس مجلس الشورى، له شقتان، لكن المشكلة أن الرخصة باسمه، بينما البرج مملوك لاتحاد الملاك». حاول سعيد أن يكون ديمقراطياً لأقصى درجة وهو يجيب عن سؤال ماذا لو خسر شقيقه: «لو شفيق كسب فى انتخابات حرة نزيهة هنشيله على راسنا، وهاروح أهنى أهالى بلده، ونحن لا نريد إقصاء أحد، ولا ننشد إلا ديمقراطية حقيقية كاملة، لأننا أكثر من عانى من غيابها، لكن المشكلة أن هناك تزويراً سياسياً بـ(الفلوس)، وليس تزويراً فى الصندوق، وهذا يحتاج وعى الشعب، والإخوان المسلمون يوزعون معونات لـ(الغلابة) منذ 30 سنة، والآن يتهمونهم بالرشوة، ونحن نعلم أن حملة شفيق وزعت (فلوس) وهذه رشوة، صحيح أنه لم يقدمها بنفسه لكنه أكيد يعلم بها». سعيد قدم فى نهاية الحديث ما يشبه إقرار الذمة المالية بقوله: «كل اللى حيلتنا 3 فدادين من أراضى الإصلاح الزراعى، نصيب محمد منها نصف فدان، لكنه لا يهتم به ويتركه لنا، وكل الحيوانات التى نملكها هى فى الأصل بتاعته، ولا يهتم إلا بما يتم ذبحه فى عيد الأضحى».