x

رسائل أهل مصر: رسالة سكان العشوائيات (ملف خاص)

الأحد 10-06-2012 07:16 | كتب: فتحية الدخاخني |
تصوير : أحمد المصري

مناطق شاسعة وآخذة فى الاتساع، وكثيراً ما تتسم بالخطورة، وقد يوصم أهلها بالبلطجة، لهذا تعاملت السلطات مع سكانها على مر السنين بازدراء بلغ ذروته مع «إخلاء قسرى»، فقدوا معه مصادر رزقهم الشحيح، وممتلكاتهم القليلة، يتفاوت توصيفها ما بين العشش والعشوائيات، ومهددة دائماً إما بالحريق أو السيول أو الانهيارات الصخرية.

قدرت دراسة حديثة بالجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء عدد المناطق العشوائية بـ 1221 منطقة، 20 منها تقرر إزالتها «لأنها لا تقبل التطوير»، و1130 منطقة قابلة للتطوير، منها 71 فى السويس والإسماعيلية ومرسى مطروح وشمال سيناء وبورسعيد، لكنها لم تدخل خطة التطوير الحكومية حتى عام 2007، وتستأثر القاهرة الكبرى وحدها بـ76 عشوائية.

ورغم أن الحكومات المتعاقبة كثيراً ما أعلنت الانتهاء من تطوير بعضها، فإن سكانها مازالوا لا يشعرون بهذا التطوير، لأنه فى معظمه تطوير فى الشكل وتهجير للسكان بدلاً من تنمية البشر وتطوير مساكنهم بالتشاور معهم.

وتواصل دراسة جهاز التعبئة والإحصاء: هناك 14 مليون مصرى يعيشون بالمقابر والعشش والمساجد، خاصة فى مقابر البساتين والإمام الشافعى وباب الوزير والغفير والمجاورين والإمام الليثى وعين شمس ومدينة نصر، بينما يرفع آخرون رقم سكانها إلى 15 مليوناً، يعيش أكثر من نصفهم فى القاهرة الكبرى، اضطرتهم الظروف الاقتصادية إلى اللجوء إلى هذه المناطق ليسكنوا مساكن غير ملائمة للبشر، ويعيشوا معرضين لخطر الانهيارات الصخرية أو السيول أو الحرائق.

«المصرى اليوم» حاولت الاقتراب من بعضها، فى مختلف محافظات مصر، ورصدت أوجاع سكانها ومطالبهم، لتكشف أن الجميع لم تعد لديه مطالب، وكل همه أن يبقى فى بيته الحالى، بعد أن ملوا من وعود التطوير وما وصفوه بـ«الاستغلال الإعلامى لقضاياهم».

العدد السنوي: المواطنون في العشوئيات

«تل العقارب»: إحنا عايشين تحت الأرض

«نحن مثل الوردة الذابلة وسط القاهرة»، هكذا وصف شفيق سيد حسين، أحد سكان تل العقارب المنطقة الواقعة على طريق القادمين من وإلى القاهرة، تنتظر مشاريع تطوير تحدثت عنها الحكومة طويلاً، لكن لم ينفذ منها شىء.

سكان تل العقاربملوا من الإعلام، ومن التصوير على شاشات التليفزيون، ولم يعد لديهم رغبة فى الحديث. فور دخولنا للمنطقة هرعت فتاة صغيرة تنادى «أم ريكو» باعتبار والدتها من أقدم سكان المنطقة والمتحدث الرسمى باسمها، دخلنا منزل والدة «أم ريكو» لنلتقى بكريمة على «65 عاماً»، لديها 7 أولاد، وتعيش فى المنطقة منذ تأسيسها وتنفق على أسرتها من بيع مواد غذائية من داخل منزلها الصغير الآيل للسقوط. صدمتنا كريمة: «تعبنا من التصوير والكلامالمزيد  » .

العدد السنوي: المواطنون في العشوئيات

منشأة ناصر: بنحلم بـ«نومة» فى مكان آمن.. وبنطلب من «الريس» العدل

تحت سفح الجبل، يعيش أبوقاسم وأسرته فى منزل مساحته 30 متراً، معه 5 أسر أخرى، أسفل جرف صخرى قد يسقط فوق رؤوسهم فى أى وقت، ينام أبوقاسم كل ليلة وهو يدعو ألا ينهار الجبل فوق رأسه، كما حدث فى الدويق.

«أبوالقاسم» يعيش فى منطقة، وضعها صندوق تطوير العشوائيات ضمن مناطق الخطورة الأولى، التى يشكل مجرد البقاء فيها خطراً على حياة سكانها، منذ 3 سنوات، وهو يطالب المحافظة، ومعه بقية السكان، بتوفير سكن بديل ونقله هو وأسرته قبل أن ينهار الجبل فوقهم، لكن لا أحد يسمعهم، ويقول: «نفسى أنام فى أمان فى أى مكان». الموت تحت الصخور المتساقطة ليس الخطر الوحيد فى شارع المعدسة الذى يعيش فيه «أبوالقاسم»، فهناك أخطار صحية أخرى، منها تراكم أكوام القمامة فى أماكن تمت إزالة المنازل منها خوفاً من انهيارات الصخور، ومن أكوام القمامة تنتشر الروائح والعدوى، والثعابين والحشرات المزيد

العدد السنوي: المواطنون في العشوئيات

مليوناً ينتظرون «الإخلاء القسرى» أو انهيار المنازل 15 

تضاربت البيانات حول تقدير عدد سكان العشوائيات فى مصر، فمنها ما يقدرهم بـ12 مليون مواطن، ومنها ما يرفع الرقم إلى 15 مليونا، لكن الجميع يتفق على وجود المشكلة، وعلى فشل الحكومات المتعاقبة فى معالجتها. وصحيح أن مصر ليست استثناء فى العشوائيات

، فثلاثة أرباع سكان أفريقيا جنوب الصحراء يعيشون فى عشوائيات، وفق إيروين فان دير بورت، مدير قسم أفريقيا بمنظمة العفو الدولية، لكن الأصح أن مصر لا يفترض أن توضع فى مثل هذا التصنيف من الأساس، فهى لم تكن تعرف هذه العشوائيات وبظروفها الحالية حتى  السبعينيات المزيد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية