x

منشأة ناصر: بنحلم بـ«نومة» فى مكان آمن.. وبنطلب من «الريس» العدل

الأحد 10-06-2012 08:10 | كتب: فتحية الدخاخني |
تصوير : أحمد المصري

تحت سفح الجبل، يعيش أبوقاسم وأسرته فى منزل مساحته 30 متراً، معه 5 أسر أخرى، أسفل جرف صخرى قد يسقط فوق رؤوسهم فى أى وقت، ينام أبوقاسم كل ليلة وهو يدعو ألا ينهار الجبل فوق رأسه، كما حدث فى الدويقة.

«أبوالقاسم» يعيش فى منطقة، وضعها صندوق تطوير العشوائيات ضمن مناطق الخطورة الأولى، التى يشكل مجرد البقاء فيها خطراً على حياة سكانها، منذ 3 سنوات، وهو يطالب المحافظة، ومعه بقية السكان، بتوفير سكن بديل ونقله هو وأسرته قبل أن ينهار الجبل فوقهم، لكن لا أحد يسمعهم، ويقول: «نفسى أنام فى أمان فى أى مكان». الموت تحت الصخور المتساقطة ليس الخطر الوحيد فى شارع المعدسة الذى يعيش فيه «أبوالقاسم»، فهناك أخطار صحية أخرى، منها تراكم أكوام القمامة فى أماكن تمت إزالة المنازل منها خوفاً من انهيارات الصخور، ومن أكوام القمامة تنتشر الروائح والعدوى، والثعابين والحشرات، ولا أحد يهتم بإزالتها أو تنظيفها. «إحنا معدومين ومش عايشين، ناقصنا كل حاجة»، كلمات ترددت على لسان كل من التقينا به فى منشأة ناصر، التى لا تعرف شيئاً عن مرشحى الرئاسة سوى مجموعة من البوسترات الدعائية، فلم يفكر أحد منهم فى زيارتهم أو التعرف على مشاكلهم، والكل تركهم يعيشون تحت تهديد الصخور المتساقطة وتلال القمامة. تجولنا فى الشوارع الضيقة، بالكاد تتسع لشخص واحد، وسرنا فوق منحدرات صخرية حادة، أذهلنا مشهد الأطفال وهم يركضون حفاة ويلعبون فوقها بعفوية، بعد أن تعايشوا مع خطر انهيارها تحتهم أو فوق منازلهم، فمدرستهم نفسها فوقها، تقع أسفل أحد هذه المنحدرات، تعلوها أكوام القمامة المشتعلة، ويحوم حولها الذباب وتنبعث منها رائحة نتنة. «كأن الدولة تنتظر كارثة أخرى، حتى تبدأ النظر فى حال سكان المنشأة» يشكو محمد رشاد، منسق اللجنة الشعبية لمنشأة ناصر «الدولة لا تنتبه لنا إلا مع الكوارث، وأهملت سكان المنطقة 30 عاماً، وعندما تأتى الكوارث تكتفى بعمليات الإخلاء القسرى للسكان، دون أن تأخذ رأيهم فى المكان الذى ستنقلهم إليه، ودون مراعاة للبعد الاجتماعى للمنطقة». يضيف رشاد: «المنطقة تنقصها كل الخدمات والمرافق، وكل ما هو موجود فيها عشوائى أيضاً، تم بالجهود الذاتية»، مطالباً الرئيس المقبل بالاهتمام بالمنطقة وتطويرها ومشاركة سكانها فى الرأى حول كيفية حل المشكلة، واصفاً كل خطط التطوير التى تعرض عليهم بأنها ليس لها محل من الإعراب. فالسكان لديهم بدائل لحل المشكلة، فهم رغم مساوئ المنطقة وخطورتها لا يريدون الانتقال منها.. يوضح على، صاحب محل فى منشأة ناصر، أن الحكومة أخلت مناطق قرب الجبل، عليها أن تخطط لتأمينها من تساقط الصخور، وتبنى فيها مساكن جديدة تنقل إليها السكان، ثم تبدأ فى تطوير باقى المناطق بنفس الطريقة وتوصل الخدمات إليها، مشيراً إلى أن كل من نقلوا إلى مساكن فى 6 أكتوبر، وتركوها وعادوا لمنشأة ناصر، لأن عملهم هنا. ويصر سكان منشأة ناصر على نفى اتهامهم بالبلطجة والفساد وتجارة المخدرات، ويستشهد على حمدان بأن منشأة ناصر كانت المنطقة الأكثر أماناً خلال الثورة، ولم يتعرض أى منزل فيها لأعمال بلطجة.

وفى طريق العودة أوقفتنا سيدة عجوز، قالت إنها لا تريد شيئاً من الرئيس المقبل غير العدل، مكتفية بأنها «تعبت من الحياة فى منشأة ناصر».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية