كل ما رأيناه من معاناة الصيادين «كوم» والريس رجب كواناه «كوم تانى» بوجهه الذى صارعت ابتسامته تجاعيده يحكى قصته مع 50 سنة فى البحر: «كان لدى مركب كبير أعمل به أنا ومجموعة من الصيادين والكل بيرزق، ولكن البحر بلع المركب وساب الشنشولة تأكل خيرنا».
والشنشولة هى الشباك الصغيرة التى تستخدمها المراكب الضخمة التى تحتكر الصيد فى البحر وتجرفه ولا تترك زريعة لكى تضمن عدم انقراض السمك.
يواصل كواناه: «اليوم لا يوجد فى البحر سوى سمك الأرنب الشرس السام الذى يقضى على الصيادين بتخريب غزلهم»، وحالى حال 12 بيت كانوا مفتوحين من رزق المركب والحكومة اللى سابتنا نغرق وقالتلنا: «يا القوت يا تموت» واستطرد الرجل «مركبى كانت تقدر بـ340 ألف جنيه، وكنت أدفع تأمين إجبارى لكن شركة التأمين ألقت فى وجهى بشوية ملاليم».
بعد 50 سنة خدمة فى البحر يشكو: وأحصل على معاش 259 جنيه، أدفع منها 200 جنيه شهرياً كعلاج للقلب وسيولة الدم بعد أن أجريت بمبلغ التأمين عملية قلب مفتوح؟ يتماسك.
لا يتوقع كواناه خيراً مع تحولات الثورة ويقول: «الريس مش هايسمعنا إحنا عايزين العدالة وحقنا فى البلد لأننا أكتر ناس بنشقى فيها إحنا والفلاحين والعمال، والناس الغلابة اللى اتمص دمهم طول السنين اللى فاتت دى».