قبل الطوفان ما ييجى، خلينا نخاف عليكى يا مصر، ونحكيلك على المكنون، مين اللى مدبوح من الألم، مين اللى محنيلك عمار.. عمالك الطيابة.. هؤلاء أصحاب السواعد السمراء الذين يعزفون بأصوات «المكن» أروع ملاحم الإنتاج، ومقطوعات الخير.. يقضون أروع أيام حياتهم تحت الشمس الحارقة، ليصنعوا لنا ضوء المصباح، ودفء الملابس.. يصنعون لنا الحذاء فندوس به عليهم.. ويقدمون لنا الدراجة والسيارة والطائرة، لكننا نتركهم يذهبون إلى مصانعهم فى حافلات غير آدمية.. ينتجون لنا الدواء والغذاء، فنتركهم مرضى وجوعى.. لكن حان الوقت الآن ليسمع الرئيس القادم لمصر الجديدة أنينهم، ويعرف مطالبهم وأوجاعهم ليداويها حتى يضعوا أيديهم فى يده لإعادة بناء مصر.
«كفر الدوار»: إمتى الحياة ترجع لـ«المكن»؟
تشبه شركة مصر للغزل والنسيج بكفر الدوار فى البحيرة، قلعة منيعة، إذ لم نتمكن من دخول الشركة للقاء العمال، رغم لجوئنا إلى الطرق الرسمية، ذهبنا إلى مكتب فتحى سيف النصر، مدير أمن الشركة، الذى أجرى اتصالات تليفونية لأكثر من ربع ساعة، حتى وصل إلى المهندس خيرى زغلول، رئيس مجلس الإدارة، ثم قال بعدها: «إحنا آسفين.. لازم موافقة كتابية من الشركة القابضة للغزل والنسيج»، شكرناه وانصرفنا بعد أن نصحنا بـ«يجب التعامل مع العمال بحذر هذه الأيام لأن شكاواهم كثيرة»، ثم اكتشفنا بعد انصرافنا أنه أرسل خلفنا من يتابعنا حتى خروجنا من البوابة الرئيسية للشركة. وعلى بعد 10 أمتار من بوابة المصنع، التقينا عددا من العمال فى طريقهم إلى منازلهم بعد انتهاء الوردية ..المزيد
«السويس»: العدل والكرامة والمعاشات
عندما اندلعت ثورة 25 يناير كان عمال السويس فى مقدمة الصفوف وشاركوا بفاعلية فى المظاهرات من أجل الخبز والحرية والمساواة والديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية وتحرير البلاد من النهب والاستبداد والقهر لصالح فئة قليلة من رجال الأعمال، ورغم أن السويس من المحافظات الصناعية بالدرجة الأولى وتحتوى على العديد من المصانع والشركات فإنها تحظى بمركز متقدم فى نسبة البطالة إذ تحتل المرتبة الرابعة على مستوى الجمهورية فى نسبة العاطلين، وفقا لتقارير التنمية البشرية.المزيد...
«غزل المحلة»: إعادة قلعة الصناعة إلى عرشها
لا تزال معاناة عمال مدينة المحلة الكبرى بالغربية، مستمرة، فالمنطقة المعروفة بـ «قلعة الصناعة المصرية»، لم تتحقق فيها حتى الآن شعارات ثورة 25 يناير المتمثلة فى «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية»، لذا اقتصرت مطالب العمال من الرئيس القادم على إنقاذ صناعة الغزل من الركود، المساواة بين القطاعات، وإعادة الشركات التى تمت خصخصتها إلى الدولة، وتحسين ظروف العمل.المزيد..
«نجع حمادى»: نظرة للثروات المعدنية
لا يريد العمال سوى «الستر» رغم أنهم شاركوا فى الثورة ودفعوا فيها ثمناً باهظاً بسبب الركود الاقتصادى، يقول المهندس عيد الراوى، مدير عام البحوث الفنية بمصنع الألومنيوم بمدينة نجع حمادى: «نطالب الرئيس بإعادة الأمن، إذ إن الانفلات الأمنى أدى لتعرض المصنع لخسائر فادحة بعد السطو على عدد من السيارات المحملة بالألومنيوم الخام، وتوفير فرص عمل جادة للشباب، ورفع المستوى التعليمى للطلاب الذى تدهور بصورة كبيرة»..المزيد