دائماً ما تحظى بطولات كرة القدم العالمية بمتابعة كبيرة واهتمام من جماهير الكرة المصرية العاشقة للعب الجميل والأداء الراقى الذى يقدمه نجوم المنتخبات المختلفة المشاركة فى هذه البطولات على اختلاف المدارس الكروية التى ينتمون إليها. واتفق عدد كبير من خبراء الكرة المصرية واللاعبين القدامى على أن الأوضاع السياسية التى تمر بها البلاد والانتخابات الرئاسية ومصير مصر فى الفترة المقبلة ستشغل الجماهير عن متابعة البطولة باستثناء مجموعة من الجمهور العاشق للكرة الأوروبية والمتابع باستمرار لمنافساتها. وأكد د. طه إسماعيل، المحاضر الدولى فى «فيفا»، أن الأوضاع السياسية التى تمر بها مصر لن تجعل الجمهور يلتفت لمباريات البطولة، رغم قوتها وإثارتها، وقال: «توقف النشاط الكروى فى مصر منذ عام ونصف العام، والظروف الحالية أصابت الشعب بالإحباط وسيركز اهتمامه فى من يحكم مصر خلال الفترة المقبلة».
واتفق حسن الشاذلى، نجم الشواكيش السابق، مع طه إسماعيل، وقال: «الظروف التى نمر بها لن تجعل الناس يلتفتون لأى شىء قبل تحديد مصيرهم، لأن أمور مصر تشغلهم الآن عن أى شىء، ولن تستطيع مباريات البطولة أن تخرجهم مما هم فيه وما يسيطر على تفكيرهم». فيما انتقد فاروق جعفر، نجم الزمالك ومنتخب مصر السابق، عدم شراء التليفزيون المصرى لمباريات البطولة، وقال: «التليفزيون لدينا لا ينقل مباريات الأهلى والزمالك فى البطولة الأفريقية ولا مباريات المنتخب الخارجية، فهل سينقل لنا مباريات كأس الأمم الأوروبية، وكيف ذلك وهو مفلس، والأمور الآن مضطربة وغير واضحة ولا أحد يهتم بالبطولة أو غيرها والكل يفكر فى المستقبل الغامض؟». وعلى صعيد مغاير نسبياً، أكد محسن صالح، المدير الفنى السابق لمنتخب مصر، أن البطولة الأوروبية لها جماهيرها التى تتابعها باستمرار، ولا علاقة لذلك بتوقف النشاط المحلى من استمراره، حيث ينظرون إليها على أنها مباريات توازى كأس العالم إن لم تكن أفضل منه، وأضاف: «كان الله فى عون الشعب المصرى الذى يحتاج إلى أى نوع من أنواع الترفيه، فلا متنزهات ولا مسارح ولا مباريات وكل أنواع الترفيه محروم منها، وأعتقد أن مباريات هذه البطولة سوف تساهم نسبياً فى التخفيف عن الناس فى ظل ماراثون السباق الرئاسى الحالى». وقال زكريا ناصف: «البطولة سوف تحظى باهتمام من الجمهور المصرى الذواق لأنها تذكره بالكرة الجميلة وكرة القدم الحقيقية ويجب أن نتعلم من هذه البطولة على مستوى اللاعبين والمدربين والحكام والجماهير ومدى انضباطها والتنظيم الذى دائماً ما يوجد لدينا قصور فيه فى أى بطولة».