توقع شريف منصور، المدير السابق لبرامج الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا بمنظمة فريدوم هاوس، أحد المتهمين في قضية «التمويل الأجنبي للمنظمات»، أن تكون هناك هجمة حكومية شرسة على منظمات المجتمع المدني في حال صدور أحكام بالإدانة في قضية «التمويل الأجنبي».
وكشف «منصور» خلال تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم» أنه يفكر في تأسيس منظمة مجتمع مدني لنشر الديمقراطية في مصر، مشيراً إلى أنه إذا كان تم اتهامه في قضية التمويل بسبب نشاطه المدني مع منظمة دولية فإنه سيمارس نشاطه من خلال منظمة محلية خاضعة لأحكام القانون المصري ويكون مسؤولاً عنها بالكامل.
وأشار «منصور» إلى أن قضية التمويل الأجنبي للمنظمات هي قضية ملفقة في الأساس، موضحاً أن رفع حظر السفر عن المواطنين الأمريكيين هو بمثابة تأكيد أن القضية ملفقة لأهداف سياسية والترويج لنظرية الطرف الثالث بهدف تخفيف الضغوط عن المسؤولين في مصر.
وأكد «منصور» أن القضية تعد بمثابة خط الدفاع الأول عن حرية المجتمع المدني وحرية التنظيم، ولذلك فإنه إذا صدرت أحكام بالإدانة فإن هذا يعني أنه ستكون هناك هجمة حكومية كاسحة على المنظمات المحلية ولذلك يجب على جميع النشطاء والعاملين بالمجتمع المدني التضامن مع المتهمين بالقضية.
ونبه «منصور» إلى أنه جاء إلى مصر بإرادته الحرة وأنه ليس حقيقياً أن جهات التحقيق وجهت له استدعاء، لأنه كان خارج مصر قبل إثارة القضية ولذلك فإن مصطلح «المتهم الهارب» الذي تم إطلاقه عليه ليس صحيحاً.
وكشف «منصور» عن أن الأسباب الحقيقية وراء استقالته من فريدوم هاوس، هو الخلاف مع إدارة المنظمة الدولية حول إمكانية رجوعه إلى مصر لاستكمال جلسات المحاكمة، حيث فضلت الإدارة ألا يرجع لمصر ويحضر المحاكمة ويعرض نفسه للخطر، بينما كان يفضل هو الرجوع للتمكن من الدفاع عن نفسه حتى لا يسقط حقه في الدفاع، ومن ثم قام بالتقدم بالاستقالة لإعفاء المنظمة من الحرج الذي قد تسببه محاكمة أحد العاملين بها.
من جانب آخر، قالت الدكتورة نانسي عقيل، مديرة مكتب منظمة فريدوم هاوس الأمريكية في القاهرة، إن القاضي قرر إخلاء سبيل شريف منصور، مسؤول برامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على ذمة القضية، مضيفة: «إن (منصور) كان على علم بوجود اسمه على قوائم الانتظار، ولو أراد الهرب ما جاء إلى مصر بإرادته».
وأكدت «نانسي» في تصريح لـ«المصري اليوم» أن العاملين في مكتب المنظمة الأمريكية لم يفعلوا شيئاً مخالفاً للقانون أثناء عملهم في مصر، وأن «شريف» جاء إلى مصر ليمثل بإرادته أمام جهات التحقيق.
وعن التقرير الذي نشرته وكالة «أسوشيتيد برس» الأمريكية مؤخراً عن استقالة عدد من العاملين في منظمات أمريكية مثل المعهد الجمهوري والمعهد الديمقراطي بزعم أن برامج الديمقراطية التابعة لهذه المنظمات لا تساعد المصريين بقدر ما تخدم المصالح الأمريكية.
قالت «نانسي» إن منظمة «فريدوم هاوس» ليس لها علاقة بالمزاعم الخاصة بتحيز المنظمات الأمريكية لتنظيم برامج تدريب سياسي للمجموعات الليبرالية دون جماعة الإخوان المسلمين، مشيرة إلى أن «فريدوم هاوس» تقتصر أنشطتها على دعم المجتمع المدني في مصر ولا يدخل في نشاطها دعم الأحزاب السياسية.
كانت أجهزة الأمن ألقت الأربعاء القبض على شريف منصور «مصري يحمل الجنسية الأمريكية» في القاهرة، بعد عودته إلى مصر قادماً من الولايات المتحدة، لاستئناف محاكمة 43 عضواً في المنظمات الأهلية، من بينهم 16 مصرياً و27 أجنبياً، معظمهم أمريكيون كانوا متهمين في القضية المعروفة إعلامياً بـ«التمويل الأجنبي».
