رغم محاولات المدرب سلفاين بيليتش المدير الفنى للمنتخب الكرواتى لكرة القدم من أجل إثارة روح التفاؤل بشأن قدرة فريقه على المنافسة فى بطولة كأس الأمم الأوروبية «يورو 2012»، لم تكن الأجواء والمعنويات فى كرواتيا بهذا السوء قبل أي بطولة كبيرة منذ استقلالها عن يوغسلافيا السابقة فى عام 1991، مثلما هى الآن.
وقال «بيليتش» إن المنتخب الكرواتى يمكنه «التقدم حتى نهاية الطريق» فى يورو 2012، ولكن هذه التصريحات لم تترك أى صدى وسط الشكوك المتزايدة حول مستواه التدريبى ومستوى اللاعبين الذين يختارهم والأكثر من ذلك حول نزاهة الاتحاد الكرواتى للعبة.
وأوضح «بيليتش»، فى مقابلة مع صحيفة «سبورتسكى نوفوستى» الكرواتية، «إذا ظللنا بحالة جيدة.. فمن المنطق أن نتوقع اجتيازنا دور المجموعات، وبعدها سيكون كل شىء ممكنا، وقد نتقدم إلى نهاية الطريق».
وعندما تولى بيليتش مسؤولية تدريب الفريق فى عام 2006، رأى كثيرون أنه يعمل جاهدا على تغيير الأجيال فى المنتخب الكرواتى حيث لجأ للاستعانة بنجوم جدد فى صفوف الفريق مثل لوكا مودريتش وإدواردو دا سيلفا وفيدر أن كورلوكا. ولكن كثيرين يرونه الآن مدربا ضعيف الشخصية يعانى من الضغوط الواقعة عليه من قبل اللاعبين وكذلك من قبل المدرب القوى زدرافكوماميتش، المدير التنفيذى لنادى دينامو زغرب الكرواتى.
ولا يشغل ماميتش منصبا رسميا فى المنتخب الكرواتى لكنه أشار إلى أن «بيليتش» سيرحل من تدريب الفريق بعد يورو 2012 ويحل مكانه المدرب ميروسلاف بلازيفيتش أو زلاتكو كرانيكار.
وصرح ماميتش، إلى المراسلين فى الفترة الماضية، قائلا: «بلازيفتيش وكرانيكار هما أقوى المرشحين لهذا المنصب»، وسبق لكل من المدربين أن تولى منصب المدير الفنى للمنتخب الكرواتى وبذل كل منهما جهدا كبيرا فى الفترة الماضية لتمهيد الطريق مع الاتحاد الكرواتى أملا فى العودة لقيادة الفريق.
وكان كل ذلك سببا فى إقناع العامة بأن الاتحاد الكرواتى للعبة لا يسير طبقا لقواعد واضحة، وأن المصالح الشخصية تفرض نفسها على أعمال الاتحاد.
وقال مشجع يدعى دينيس بينوفيتش، فى تعليقه على أنباء إمكانية عودة كرانيكار أو بلازيفيتش لقيادة المنتخب، «الآن، سيختار ماميتش المدرب ثم يختار المدرب الجديد لاعبين لماميتش من أجل بيعهم فى الخارج».
ولطخ الجدل عن تغيير المدرب صورة الاتحاد الكرواتى بعد فترة عصيبة لهذا الاتحاد أيضا حيث شهدت الفترة الماضية القبض على عدد من الحكام ومسؤولى بعض الأندية للاشتباه فى تلاعبهم بنتائج المباريات، كما شهدت الفترة الماضية إيقاف ثلاثة أندية غارقة فى الديون منها نادى هايدوك سبليت، ثانى أكبر الأندية فى كرواتيا.
وكسر زفونومير بوبان، الذى كان أحد النجوم الذين فازوا لكرواتيا بالمركز الثالث فى كأس العام 1998 بفرنسا، مؤخراً تعهده بالصمت، وقال: الوضع فى كرة القدم الكرواتية مخز.. ليست هناك كرة للقدم فى كرواتيا، وإنما توجد الجريمة والفساد.
وكانت نتيجة هذه المشاكل واضحة بشكل جلى أمام الجميع بعد الهزيمة 3/1 أمام المنتخب السويدى فى المباراة الودية التى أقيمت بين الفريقين فى العاصمة الكرواتية زغرب فى مارس الماضى.
ولم تكن الهزيمة هى الشىء الوحيد المزعج فى هذه المباراة وإنما كانت المدرجات الخاوية فى استاد «ماكسيمير» والهتافات المعادية من الجماهير القليلة الحاضرة منذ الدقيقة الأولى وحتى الأخيرة هو الأمر الأكثر إزعاجا.
كما نال اللاعبون نصيبهم من الانتقادات السلبية من قبل الجماهير الحاضرة ووسائل الإعلام وكان فى مقدمتهم مودريتش الذى تعرض لانتقادات حادة واتهامات بالجشع إثر صراعه العنيد مع فريقه توتنهام على المقابل المالى أكثر من كفاحه فى الملعب مع المنتخب الكرواتى.
وخيمت هذه الأمور بظلالها على حقيقة مهمة وهى أن المنتخب الكرواتى يمتلك فريقا قويا يضم عددا من اللاعبين المحترفين بالدورى الإنجليزى والدورى الألمانى «بوندزليجا» وعددا من الأندية الأخرى التى تشارك فى البطولات الأوروبية مثل شاختار دونيتسك الأوكرانى.
ويلعب إلى جانب مودريتش فى صفوف توتنهام اثنان آخران من لاعبى المنتخب الكرواتى وهما فيدران كورلوكا ونيكوكرانيكار.
ويلعب إواردو دا سيلفا، البرازيلى الأصل، حاليا فى صفوف شاختار دونيتسك بعدما أفسدت الإصابات مسيرته فى الدورى الإنجليزى. ويلعب إلى جواره فى صفوف شاختار المدافع داريو سرنا. وربما يكون ماريو ماندزوكيتش، مهاجم فولفسبورج الألمانى، هو أفضل لاعبى المنتخب الكرواتى حالياً.
كما يضم المنتخب الكرواتى عددا من المحترفين بالبوندزليجا مثل إيفيكا أولتش، نجم بايرن ميونيخ الألمانى، الذى تعافى مؤخراً من الإصابة فى الظهر وملادن بيتريتش لاعب هامبورج.
ولكن المنتخب الكرواتى لا يضم حالياً نجوما بنفس قدرات المنتخب الصربى، الذى يمتلك لاعبين بارزين مثل نيمانيا فيديتش وديان ستانكوفتيش. ويرى المتفائلون لبيليتش وفريقه أن الفريق أدى ما عليه فى الفترة الماضية وبلغ نهائيات يورو 2012 على عكس المنتخب الصربى الذى بدأ التصفيات وهو مرشح قوى من الناحية النظرية لبلوغ النهائيات.