x

الفنانون والمشاهير على «تيك توك».. «سلوك قطيع» أم «إثبات وجود»؟ (تقرير)

الخميس 09-04-2020 12:33 | كتب: مادونا عماد |
تصوير : آخرون

حُب الشهرة والفن، تدفع بالفنانين والمشاهير إلى البحث الدؤوب بلا انقطاع عن سماع كلمات الشكر والإعجاب، فيصبح شعور الراحة والاطمئنان المهني والحياتي، متوقفًا على التصفيق الجماهيري والإشادات حتى إن جاءت عبر «السوشيال ميديا».

وهو ما دفع الفنانين للإتجاه إلى استخدام تطبيق «تيك توك» والمنصات الإلكترونية بكثافة، تحديدًا في زمن حظر التجول، حسب كلمات استشاري الطب النفسي، وليد هندي.

وأوضح «هندي» أسباب إتجاه الفنانين إلى مواقع التواصل الاجتماعي، قائلًا لـ«المصري اليوم»: «الاعتياد على الأضواء والكاميرا، جعل الفنانين عاجزين عن تحمّل أوقات البعد عن الجماهير فلجأول لاستعمال التطبيق».

ولفت الاستشاري النفسي إلى أن الانتقال من إنسان «محور لإهتمام الآخرين» إلى العزلة، يتسبب بارتباك يقود هؤلاء نحو البحث عن تطبيق جديد وفيديوهات تساهم في الترويج لذواتهم وإنعاش ذاكرة الجمهور، وتابع: «الإنسان الذي تسيطر النجومية عليه تجده يربط سعادته ونجاحه بتعقب الأشخاص لخطواته الفنية والحياتية».

«الفنان سمير غانم يجد السعادة في ضحك الجمهور على إحدى نكاته وليس المال.. إذا أشاد الأشخاص وتفاعلوا مع المزحة، يعود إلى منزله فرحًا»، يقدم الاستشاري النفسي، صديقه الفنان «غانم» مثالًا توضيحيًا، لإثبات مدى تأثير تفاعل الجمهور في حالته النفسية.. ويجد «هندي» تقليد الفنانين بعضهم والتردد على التطبيق هذه الأيام: «محاكاة وتقليد أعمى يعرف في علم النفس بسلوك القطيع.. وهو يأخذ فترة وينتهي».

أستاذ الطب النفسي في جامعة عين شمس، الدكتورة هبه العيسوي، تتفق مع «هندي»، فهي ترى تكدس الفنانين داخل تطبيق «التيك توك» يهدف للبحث عن الأضواء وترك صدى واسعًا بين المًستخدمين، وقال: «بهذه الطريقة يشعر بالأمان النفسي.. باعثًا رسالة مفادها (أنا موجود)».

وقد يرفع قضاء ساعات طويلة على المنصات الإلكترونية، نسب الإصابة بالاضطرابات النفسية والحزن، كنتيجة حتمية للعزلة والابتعاد عن التنويع بالأنشطة اليومية، سواء للمشاهير أو أي مستخدم، إذ قال «هندي» قد يصاب الشخص باضطراب «الفومو».

ذاك الاضطراب هو مرض نفسي وعقلي يعني الإجهاد العقلي الناجم عن الخوف من فقد الأشياء أو الأشخاص، مُتابعًا: «يدفعك الانتظار والبحث عن إعجاب المستخدمين لمشاركاتك وإذا لم تحصل على هذا التقدير تشعر بالاحباط وربما الإصابة بالمرض» وهو مرض يلازم رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

ويقدم «هندي» الحل للحماية النفسية بين العزل أو «التيك توك»، في التنويع بين ممارسسة الرياضة وسماع الموسيقى ومشاهدة الأفلام طوال اليوم، فيما تنصح أستاذة الطب النفسي «العيسوي»: «وضع الأنشطة والرياضة كفواصل في اليوم حتى وإن كنت تنوي استعمال التطبيقات أو الإنترنت لعدة ساعات يوميًا».

الأسباب وراء تدافع الفنانين والأفراد تجاه التطبيق

لكن هل زحف الفنانين خلف تطبيق «تيك توك»، للترويج أم الترفيه؟، وهو التساؤل الذي يجيب عنه الناقد الفني طارق الشناوي لـ«المصري اليوم»، قائلًا: «كل خطوة يخطوها الفنان تهدف للترويج، فأنا أشك أن هناك فنانين يقومون بإعداد فنانين، كوميكسات وصور فكاهية من أدوار قدموها، للرد بها على مواقف حياتية، وتركها تنتشر بين الجمهور، باعتبارها تعبّر عن آراء الناس».

يؤمن «الشناوي» بأن الفنان لا يطرح رأي أو تصرف بعفوية، فهو يفكر إذا كان ذاك الفعل سيترك صدى إيجابي لدي الجمهور أم لا، منتظرًا حصاد النتائج الجيدة والثمار من الجمهور وتفاعلاتهم.

في المقابل، لفت إلى أن التواجد عبر تطبيق مثل «تيك توك» -يضم جمهور عريض- هو وسيلة الفنانين لإثبات وجودهم.

تظل السوشيال ميديا طريقة للتفاعل الجماهيري مع الفنان، لكن هل تصل إلى حد اعتقاد البعض في قدرتها على «تلميع الفنان» ليلاحظه المنتجين وصناع السينما والدراما؟ «الشناوي» يرى أنها مجرد وسيلة لا يدوم مفعولها ومع الوقت تنكشف مهارة الفنان الحقيقة.

الناقد الفني يرى أن: «ربما ترويج الفنانين لأنفسهم عبر منصات التواصل الاجتماعي يؤدي إلى نجاح وقتي.. في النهاية الجمهور سيحكم على العمل الفني، فلا يهم الوسيلة التي وصل بها للعمل الفني بقدر قوة تأثير أدواره الفنية، وإذا كنت لا تملك الموهبة فمواقع التواصل الاجتماعي لن تفيدك والترويج لن يصنع منك شيئًا».

وقدّم «الشناوي» الفنان محمود مرسي كمثال لأكثر الفنانين، الذين رفضوا الظهور الإعلامي وهو غائب عن الإذاعة والميديا، مشيرًا إلى أن تأثيره لا يزال حاضرًا ولم تُمس قيمته الفنية: «لأن امتلاك الموهبة هو الضمان ومفتاح البقاء وليس الإعلام التقليدي أو السوشيال ميديا حاليًا».

وأضاف «الشناوي»: «المنتجين المحترفين يعلمون حجم كل فنان بعيدًا عن التسويق السوشيالي.. لكن غير المحترف ربما ينخدع، وفي النهاية الهدف من التواجد ليس المال بقدر إثبات كونهم بالمقدمة ويشغل حيزًا في حياة الجمهور».

في حين، لفت أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة، الدكتور صفوت العالم، أسباب التدافع نحو «تيك توك» من المستخدم العادي وليس المشاهير فقط، قائلًا: «توقف الحركة السبب فالإنسان يريد أن يتحرر نفسيًا وينتقل لمكان آخر، فيساعده التطبيق في معايشة أصدقائه وأقاربه بعالم التطبيق الافتراضي، حتى يحاكي الحركة التي كان يقوم بها في فترات سابقة، إذ يعتاد الشباب الصغير التحرك والتجول».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية