أصدرت منظمة «أطباء بلا حدود» بيانًا، الإثنين، دعت فيه مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى تحديد ملجأ مناسب على الفور لنحو 30 ألفًا من اللاجئين الجدد الذين عبروا الحدود من ولاية النيل الأزرق في السودان إلى ولاية أعالي النيل في جنوب السودان على مدى الأسبوعين الماضيين.
وقالت إن نحو ألفي شخص يعبرون الحدود يوميًا، وهم في أمس الحاجة إلى الإغاثة الإنسانية، وانضموا إلى نحو 70 ألف لاجئ تستضيفهم المنطقة حالياً، بعد أن فروا من القتال بين القوات المسلحة السودانية والمجموعة المسلحة للحركة الشعبية لتحرير السودان.
ويقول منسق الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود، باتريك سوارتنبرويكس: «نواجه حالة طوارئ حقيقية، نحن نوفر الرعاية الطبية والعلاج، ونوزع نحو 90 ألف لتر من المياه يوميًا في نقطة تجمع اللاجئين المؤقتة، لكن البرك هنا ستفرغ من المياه عند نهاية هذا الأسبوع، وبعد ذلك سيصبح الوضع حرجًا للغاية».
وأوضح البيان أن اللاجئين في مخيم «جمام» يحصلون على أقل من 7 لترات من المياه يوميًا، أي أقل من نصف الحد الأدنى المطلوب في معيار الطوارئ، بينما تبلغ نسبة الاستشارات المتعلقة بالإسهال في عيادة منظمة أطباء بلا حدود هناك 40%.
وقال إن اللاجئين في حالة من الإنهاك، بعد أن قضوا عدة أشهر مختبئين في الغابات من القتال، وروى الكثير منهم قصصًا مرعبة عن مرضى أو جرحى سقطوا على الطريق أثناء الرحلة الطويلة، التي استمرت أسبوعين على أقل تقدير، بينما تطلبت مدة أطول بالنسبة للعديد منهم.
يقول جان مارك جاكوبس، نائب رئيس بعثة منظمة «أطباء بلا حدود»: «بدأ سيناريو أشبه بالكابوس، فطوال أكثر من ثلاثة أشهر ظلت منظمة أطباء بلا حدود تحذر وتنبه إلى الحاجة إلى توفير مزيد من المياه والاستعداد لتدفق مزيد من اللاجئين.. الآن، لدينا حالة تتطلب عملاً فورياً وفعالاً من المنظمات كلها».
وأوضحت المنظمة أنها ستوفر الرعاية الطبية للاجئين الجدد، إضافة إلى المياه لبضعة أيام، بينما حثت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وغيرها من المنظمات الإنسانية في مقاطعة «مبان» على استكشاف كل السبل الممكنة للعثور على مكان لهؤلاء اللاجئين، وتوفير المياه النظيفة ووضع خطط للتعامل مع الموارد استعدادًا لوصول مزيد من اللاجئين.