x

دقائق بين الصمت والبكاء فى منزل الشهيد «مصطفى الصاوى».. ووالدته: ابنى مات النهارده

الأحد 03-06-2012 01:08 | كتب: سارة نور الدين |
تصوير : عزة فضالي

بين حكم المؤبد ضد مبارك والعادلى، وحكم البراءة الصادر فى حق نجلى الرئيس السابق جمال وعلاء ومساعدى وزير الداخلية الستة عاشت الحاجة «أم مصطفى» دقائق بين الصمت والبكاء والصراخ، لم تكن تتوقع صدور مثل هذا الحكم، ابنها «مصطفى الصاوى»، المدرج ضمن قائمة المدعين بالحق المدنى، لم يحصل على عدالة الأرض على حد تعبيرها.

أمام شاشة التليفزيون كانت عائلة «الصاوى» تتابع سير جلسة النطق بالحكم فيما عرف إعلاميا بـ«محاكمة القرن»، كعادتها ارتدت الملابس السوداء، التى لم تبدل لونها منذ استشهاد «مصطفى»، وعلى هاتفها المحمول كان صوته وهو يقرأ القرآن مسجلا كنغمة الرنين، فكلما رن الهاتف سمعت صوته وهو يقرأ.

«يا رب يجيب لهم حقهم وحقنا» أخذت تدعو الله بعينين دامعتين وهى تشاهد دخول الرئيس السابق قاعة المحكمة، ثم قالت: «أنا قلت لمصطفى متروحش التحرير، راح هو وأخوه، مسمعش الكلام، قالى عشان حال البلد يتعدل ويبطلوا يسرقونا ويعذبونا، راح هو وسابنى».

أما «سمير»، والد الشهيد، فافترش الأرض أمام التلفاز، لمتابعة المحاكمة، لكنه لم يعول كثيرا عليها، فعلى الرغم من ثقته الكبيرة فى القضاء على حد قوله، فإنه أدرك منذ لحظاتها الأولى أنه ما من أدلة ضد هؤلاء المتهمين، قائلا: «المشكلة مش فى القاضى، المشكلة فى النيابة والشرطة، حرقوا وضيعوا كل الأدلة، طب القاضى هايحكم بناء على إيه؟!». لحظات من السكون أحاطت بغرفة «مصطفى»، التى التفت فيها العائلة حول شاشة التلفاز، مع وصول الرئيس السابق إلى قاعة المحكمة، ثم بدأ القاضى فى قراءة رسالته قبل الحكم، وما إن نطق بالحكم المؤبد ضد مبارك حتى قال والد الشهيد: «الله أكبر».

لحظات من الشعور بالانتصار لاحت على وجوه أفراد العائلة، «مروان»، شقيق الشهيد الأصغر، بدا مبتسما، فعلى الرغم من بلوغه 12 ربيعا، فإن السعادة ظهرت على وجهه الصغير، ثم تحولت دموعا مفاجئة، مع صدور أحكام البراءة ضد باقى المتهمين.

«اللى قتلوا مصطفى مش هايتسجنوا، الضباط كلهم خرجوا لنا تانى، لسة هايقتلوا زى مصطفى تانى»، هكذا نطق الطفل الصغير، تعليقا على الحدث، فمنذ استشهاد شقيقه، الذى كان يواظب على تحفيظه القرآن الكريم لم يتوقف عن الحديث فى السياسة.

تحولت كل مشاعر الرضا المؤقتة على وجوه عائلة الشهيد إلى بكاء شديد، بعد تبرئة نجلى مبارك ومساعدى وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى، ثم قالت والدة الشهيد: «حقك راح يا مصطفى، ابنى مات خلاص، ودمه راح هدر».

صعدت الحاجة «أم مصطفى» إلى غرفته طافت أنحاء الغرفة، وكررت كلماتها «ابنى مات»، تعليقا على لحظة الحكم على مبارك، قائلة: «النظام كله هايرجع تانى ودم ولادنا راح هدر».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية