x

البيع على طريقة تُجار المخدرات.. «المصري اليوم» تخوض تجربة شراء «كمامات مغشوشة»

مسؤول بشركة مستلزمات طبية يوضح الفارق بين «المغشوش» و «المطابق للمواصفات»
الإثنين 06-04-2020 18:19 | كتب: مصطفى السيد |
كمامات مغشوشة - صورة أرشيفية كمامات مغشوشة - صورة أرشيفية تصوير : محمود الخواص

«لا توجد كمامات».. تلك العبارة تجدها معلقة على لافتة أمام شركات المستلزمات الطبية بمحيط مستشفى قصر العينى، وتحديدًا فى منطقة المنيرة، بسبب أزمة النقص التى شهدتها مصر خلال الفترة الأخيرة، بسبب انتشار فيروس «كورونا».

فور وصولك إلى المنطقة، تجد الشركات خاوية من المواطنين، لا يوجد من يشترى شيئًا، بسبب عدم توافر المستلزمات اللازمة (كمامات ومواد كحولية ومطهرة) للوقاية من الفيروس، بينما يجلس العاملون بها أمام أبوابها لا يجدون ما يفعلونه، بسبب حالة الركود التى تشهدها سوق المستلزمات.

وخلال تجولك بين شركات المنطقة، يقف شاب فى الثلاثين من عمره على جانب الطريق، يحمل علبة كمامات مجهولة المصدر، وفى لحظة اقترابك منه يتحدث معك بصوت منخفض «محتاج كمامات يا أستاذ»، بطريقة أشبه بما يفعله تجّار المخدرات فى الشوارع خلال ساعات متأخرة من الليل.

«المصرى اليوم» خاضت تجربة شراء «كمامة مغشوشة» من تجّار السوق السوداء بمنطقة المنيرة، فبدأنا بالتحدث مع الشاب، والذى أخبرنا بأنه يوجد لديه كميات كبيرة من الكمامات، ومستعد لبيع أى كمية، كما أنه يوجد لديه أيضًا (كحول وجوانتيات).

محرر الجريدة، بادر الشباب بسؤال: «إلى أى شركة أنت تابع لها»، فرد: «أنا أعمل مستقلا.. بقلّب أكل عيشى.. وسعر العلبة بيبدأ من 200 لـ400 جنيه، بسبب اختلاف جودتها»، كما ادّعى.

وبعد مرور 15 دقيقة من الحديث مع الشاب، أبلغه المحرر بأنه سيأخذ جولة فى المنطقة ويعود إليه مرّة أخرى، ما جعله يرتاب إلى حد كبير، ثم اختفى فجأة من المكان.

وبسؤال أهالى المنطقة عن أى شخص يبيع «كمامات» خارج الشركات الرسمية، فأشاروا إلى شارع جانبى متفرع من شارع الشيخ على يوسف، وبمجرد دخوله، تجد باعة يفترشون عربات خشبية على جانبى الطريق بطول الشارع، ويصرخون «الكمامة بـ5 جنيه».

توقف المحرر لاستكمال تجربة شراء «الكمامة المغشوشة»، ولمعرفة الفرق بينها وبين المطابقة للمواصفات الطبية، وكان البائع شابا فى أوائل العشرينيات، إذ أكد أن الأسعار تبدأ من 100 جنيه للكمامات الموجودة داخل الكيس (كمامة بحبل)، و120 جنيهًا للكمامات الموجودة داخل العلبة «كمامة بأستك»، والفرق بينهما فى عدد الطبقات بكل واحدة.

طلب المحرر كمامة واحدة من كل نوع، فقال: «يا باشا خد جربهم وبعدين تعالى خد الكمية اللى إنت عايزها، وإنت عرفت المكان أهو»، وخلال هذه الفترة كان المواطنون يشترون منه عددا كبيرا من الكمامات، فمنهم من يشترى بالعلبة، ومنهم من يشترى بالقطعة.

توجّه «المحرر»، بعد ذلك، ومعه مجموعة من الكمامات غير المطابقة للمواصفات الطبية، إلى إحدى شركات المستلزمات الطبية الموجودة بالمنطقة، للتحدث مع الطبيب الموجود فيها حول الفرق بين الكمامات الطبية، والكمامات المغشوشة، فقال الدكتور محمود عوض، أحد المسؤولين، إن الكمامات المطابقة للمواصفات يوجد بها فلتر بكتيرى، للحماية من انتقال البكتيريا والفيروسات عن طريق الهواء، كما أنها يوجد بها لزق حرارى، ولا تحتوى على أى خياطة، لأنها تفسد صلاحيتها، إلى جانب أن «الأستك» الموجود بها (ألتراسونيك)، بينما الكمامات المغشوشة فهى فقط تأخذ شكل الكمامة الأصلية، لكن ليس لها أى فائدة.

وأضاف «عوض» أن التاجر الذى يصنع الكمامات المغشوشة يكتفى فقط بإحضار توب قماش وتقطيعه لعمل الشكل الخارجى لها، ومن ثم يقوم ببيعها، مؤكدًا أن المواطن يجب عليه ألا يشترى الكمامات إلّا من أماكن رسمية معتمدة.

وعن نقص الكمامات فى الأسواق والشركات الرسمية، أوضح «عوض» أن الكمامات كان يتم استيرادها من الصين فى المقام الأول، لكن بعد تفشى مرض «الكورونا» بها توقف الاستيراد، كما أن الشركات المصرية التى يمكنها تصنيعها ليس لديها الخامات الكافية لتلبية احتياجات الأسواق، لافتًا إلى أن هناك حملات أمنية بالتنسيق مع جهاز حماية المستهلك، تجوب شركات المستلزمات الطبية، بشكل دائم، للتأكد من عدم وجود كمامات غير مطابقة للمواصفات الطبية يتم بيعها للمواطن.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية