x

«خبراء»: الرئيس القادم سيعمل تحت ضغوط «المعارضين» ولن يكون «مخلّصا»

الخميس 31-05-2012 23:30 | كتب: صفاء سرور |
تصوير : اخبار

«مضطرون وعاصرين على نفسنا لمون وهنبقى مرسيون».. الجملة السابقة لم تكن مجرد عنوان لصفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»تدعو لدعم محمد مرسي في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة، ولكنها تلخيص عن حالة قطاع كبير من الشعب، صدمته نتائج الجولة الأولى، لدرجة دفعت البعض إلى الدعوة لمقاطعة الانتخابات، والبعض الآخر إلى انتخاب مرسي، ليس اقتناعا بشخصه أو ببرنامجه، ولكن باعتباره «آخر خطوط الدفاع عن الثورة».

«المصري اليوم» استطلعت آراء بعض الخبراء، الذين أبدوا أسبابا لوجود الحالتين، وأكدوا على أهمية عدم تأثيرها على المستقبل السياسي أو أداء الرئيس.

توقعت الدكتورة أميرة الشنواني، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، العزوف عن انتخابات الإعادة بين المرشحين، لعدم الرضا عنهما بين معظم المصريين، بحسب قولها، والذين يرون أن الاختيار هو بين أمرين «كلاهما مر» مشددة على أهمية مشاركة كل مواطن في اختيار رئيسه «بعد محاولته إقناع نفسه بأي مزايا ولو ضئيلة تميز أحدهما-من وجهة نظره- عن الآخر».

وقالت «الشنواني» حول تأثير ذلك على تنفيذ خطط كلا المرشحين: «لا شك في أن وعد الفريق شفيق بإعادة الأمن، سيكون صعبا في ظل الاضطرابات التي يُتوقع حدوثها حال فوزه بالرئاسة، نظرا لوجود قطاع كبير من الشعب غير راض عنه، ولكنه لو أوفى بوعده، وطبق القانون دون مجاملة لرموز النظام السابق، فسوف يهدأ الشارع المصري» مشددة، في الوقت نفسه، على أهمية الحفاظ على حق التظاهر السلمي.

وعن موقف «مرسي» قالت: «الشعب المصري يريد رئيسًا يكون ولاؤه لمصر وليس لجماعة الإخوان المسلمين، ولذلك فهو مطالب بطمأنة الشعب وتوضيح مشروعه له» مؤكدة أن عدم رضا الشعب عن أي من المرشحين، لا يجب أن يؤثر على أدائه حال فوزه «لأنه من الطبيعي أن انتخاب أي رئيس يتم بالأغلبية وليس الإجماع».

من جانبه، أرجع الدكتور محمد حبيب، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان سابقا، عدم الرضا لأمرين، قائلا: «في حالة استعادة النظام السابق، وإن اختلف الشكل، فهذا سيشعر المواطنين أنهم لم يقوموا بثورة ضد النظام ضحى فيها الشهداء والجرحى» مضيفا: «أما الإخوان، فالسبب هو ارتكابهم مجموعة من الأخطاء، أفقدتهم رصيدا كبيرا لدى الرأي العام، وصل لنسبة 50% من أصوات حازوها الانتخابات السابقة».

وتابع «حبيب»: «سيتوقف الأمر أيضا على مدى رقي أداء الرئيس لمستوى التحديات المفروضة عليه، في ظل ارتفاع سقف طموحات الشعب، حيث سيحدد ذلك  أمورا من بينها مدى الحفاظ على الأمن الذي يعد القضية الأهم، ومراعاة الحريات وبناء ديمقراطية حقيقية. كما أن الدستور القادم قد يكون سببًا للرضا ومن ثم الاستقرار أو السخط وما يتبعه من نتائج».

وحذر «حبيب» من أن «عدم الرضا عن الرئيس القادم، قد يؤدي لاستقطاب حاد في المجتمع المصري، بسبب قلق أنصار كلا من المعسكرين، مما يؤدي لعدم الاستقرار» مختتما بالتأكيد على أن «الشعب في حالة تربص لما سيقدمه الرئيس، خاصة وأنه ليس على هوى الكثيرين، فالمواطن سينتظر انعكاس نجاح هذا الرئيس على حياته التي يعاني فيها من أزمات طاحنة تحتاج لحلول سريعة، وإلا سيكون رده قاسيا وثوريا».

وقال الدكتور شريف يونس، الباحث وأستاذ التاريخ بجامعة حلوان: «هناك انقسامات في المجتمع المصري، يعكسها ويعززها نسب التصويت، وهي قد تنتهي إما إلى النسيان من قبل الأطراف المختلفة، أو التناحر بينهم» موضحا أن «السبب في عدم الإجماع الوطني الحالي، هو عدم إفراز الثورة لنظام سياسي ديمقراطي مستقر وثابت».

وأكد «يونس» أن أحد نتائج ذلك هو أن «الرئيس القادم سيأتي بأقلية تصويتية، لذلك لن يراه الكثيرون معبرا عن الشعب، وبالتالي ستظل الضغوط متبادلة بينه وبين الأطراف الأخرى، سواء رافضيه منذ البداية أو أنصار منافسه الخاسر» مضيفا: «كما أن الرئيس القادم لن يرى في نفسه مخلّصا بل مديرا لأزمة، والدليل هو أن (التنظيم الأقوى) لم يطرح نفسه هكذا، بل أبدى استعداده منذ الآن، للدخول في مفاوضات».

وأشار «يونس» إلى أن ردود الأفعال حول الرئيس القادم، ستنحصر فيما يعرف بـ«الكتلة الفعالة» والتي قامت بالتصويت، وتنقسم إلى «المعسكر المؤيد للرئيس، والرافضون» معتبرا أن «من لم يكلف نفسه عناء التصويت، فبنسبة كبيرة، لن يعترض لأنه اعتاد على ما كان يقوم به النظام القديم من فرض اختيارات» وموضحا أن «القطاع الرافض قد يبدأ في تكوين اتحاد منظم، ظهرت بوادره منذ الآن في التفاف الكثيرين حول مبادرات (حمدين) و (أبو الفتوح)».

وتابع: «أما لو نجحت مساعي الرئيس القادم، واجتذب جزءًا من معارضيه، فهذا لا ينفي حقيقة أن اعتراضهم سيستمر، حتى لو تحولت الاعتراضات من مظاهرها الاحتجاجية المعروفة إلى ضغوط بين الشركاء».

فيما اعتبر الدكتور صفوت العالم، أستاذ الرأي العام بجامعة القاهرة، أن «المجتمع المصري، في أمّس الحاجة لاحترام الجميع للديمقراطية، والتعبير عن الرضا من عدمه بالتصويت» مشددا على احترام أي مرشح يتم اختياره بالانتخابات «حتى لو لم يكن راضيا عن الاختيار» ومضيفا «وفي هذه الحالة، على غير الراضين الاستعداد بقوة للتكتل حول مرشح مرضي لهم لتقديمه في الانتخابات التالية».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية