x

البرتغال.. نجوم عظام لكن بلا ألقاب

الثلاثاء 29-05-2012 22:54 | كتب: الألمانية د.ب.أ |

يمكن إيجاز تاريخ المنتخب البرتغالى لكرة القدم فى أربع كلمات: نجوم عظام.. لا ألقاب. لكن فى بطولة الأمم الأوروبية 2012، يتطلع كريستيانو رونالدو ورفاقه إلى «التوقف عن التسديد فى القائم»، والتمكن أخيراً من إحراز أول الألقاب فى البطولات الكبرى.

وابتعد المدير الفنى للفريق باولو بنتو عن أى تواضع، وأطلق صرخة الحرب قبل قليل من انطلاق الحدث.

وأكد المدرب أن فريقه لن يرضى بالقليل فى أوكرانيا وبولندا: «نريد أن نكون منافسين ومنظمين وأن نفوز فى جميع المباريات، بصرف النظر عن المنافس».

قبل قليل من ذلك، كان كريستيانو رونالدو نفسه قد أعلن دون مواراة أن «هدف البرتغال الوحيد هو الفوز ببطولة الأمم الأوروبية 2012».

ومن الصعب تخيل أن بلداً قدم للعالم نجوماً مثل إيزيبيو وكريستيانو رونالدو ولويس فيجو وديكو وباولو فوترى وآخرين كثيرين، لم يتمكن حتى اليوم من الفوز ولو بكأس واحدة مهمة.

كان قريباً للغاية فى «يورو 2004»، حيث أقيمت البطولة على أرضه، لكن انتهى به الأمر بخسارة مفاجئة فى النهائى على يد اليونان بهدف، ليبكى مئات الآلاف من مواطنيه الذين كانوا قد بدأوا احتفالات مبكرة.

وفى بطولات كأس العالم، كتب الصفحة الأنصع قبل 46 عاماً الأسطورة إيزيبيو الملقب بـ«الفهد الأسود»، عندما قاد الفريق فى مونديال إنجلترا 1966 إلى المركز الثالث. وتحقق أداء مشابه، وإن كان بتألق أقل، فى مونديال 2006 بألمانيا عندما قاد لويز فيليبى سكولارى البقية الباقية من الجيل الذهبى والمهارات الصاعدة مثل كريستيانو نحو المركز الرابع.

إلى الآن، لم يحصد البرتغاليون ألقاباً سوى على مستوى الأندية، لا سيما بنفيكا وبورتو، أو مع منتخبات الشباب تحت 20 عاماً المتألقة التى توجت باللقب العالمى مرتين عامى 1989 و1991.

ويعتقد كارلوس كيروش، المدرب الذى كان عليه ترك منصبه لبنتو فى أكتوبر عام 2010، بعد سلسلة من النتائج السيئة وفضيحة «قام بسب أحد أعضاء الوكالة البرتغالية لمكافحة المنشطات خلال خضوع لاعبيه لاختبار»، أنه يعرف السبب وراء عدم وصول بلاده إلى القمة.

وأكد «كيروش» قبل مونديال جنوب أفريقيا 2010، البطولة التى ودعها الفريق من دور الستة عشر على يد إسبانيا: «ليس لدينا احتياطى من اللاعبين القادرين على الحفاظ على نفس مستوى الأداء إذا ما أصيب النجوم». فى ذلك الحين، تعرض «كيروش» لانتقادات قاسية من وسائل الإعلام بسبب طريقته «المتحفظة» أكثر من اللازم، وقال معلق تليفزيونى غاضب: «إذا كنا جبناء فلن يمكننا الفوز»، فى الوقت الذى كان فيه كريستيانو نفسه يهاجم مدربه.

من ناحية أخرى، يجب التذكرة بأن هذا المنتخب يمثل دولة صغيرة يبلغ تعدادها السكانى 10.5 مليون نسمة فحسب هى الأفقر فى غرب أوروبا، وتغرق البرتغال فى أزمة اقتصادية تمتد لأكثر من عشرة أعوام.

ولا توجد أموال زائدة فى كرة القدم المحلية أيضاً، حيث يحذر جواكيم إيفانجليستا، رئيس نقابة لاعبى الكرة المحترفين، من أن «كرتنا فى خضم أزمة عميقة».

ويضيف: أن 80٪ من الأندية البرتغالية كانت متأخرة فى سداد الرواتب خلال الدور الأول، وبعضها لفترات تصل إلى ثلاثة أو أربعة أشهر، و«تواجه خطر التلاشى».

ولا يبدو أن إيفانجليستا يبالغ، فأندية المحترفين فى البرتغال ديونها تصل إلى 816 مليون يورو، فى فرنسا على سبيل المثال تصل قيمة ديون الأندية إلى 81 مليوناً فقط.

كل ذلك رغم أن الأندية البرتغالية لا تسرف فى إنفاق المال. فنادى فيرينسى عليه أن يبحث عن البقاء فى الدرجة الأولى بميزانية سنوية تبلغ مليونى يورو، وللمقارنة فحسب، تقول صحيفة «ليكيب» الفرنسية إن النجم ليونيل ميسى يحصل على 33 مليون يورو كل عام.

من ناحية أخرى، لا يغيب نفس هذا المنتخب البرتغالى عن المواعيد الكبرى منذ عام 2000، وبطولة أوروبا المقبلة «التى وصل إليها بعد التفوق فى الدور الفاصل على البوسنة 0/0 و 6/2» ستكون البطولة الكبرى السابعة، التى يتأهل إليها على التوالى.

ولم تتمكن من تحقيق نفس هذا الإنجاز سوى أربعة منتخبات أخرى جميعها من كبار القارة العجوز، وهى فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا.

وإزاء التحدى الجديد الذى يقترب، يراهن الفريق فى المقام الأول على كريستيانو الذى يتصدر نجوم الجيل الحالى من ناحية المشاركة الدولية «86 مباراة»، أو الأهداف مع المنتخب «32 هدفاً»، وإن كان يبقى بعيداً عن الرقمين القياسيين المسجلين باسم فيجو «127 مباراة» وباوليتا «47 هدفاً»، لكن هناك لاعبين آخرين على المستوى الدولى، يقتربون من تألقه مثل نانى وراؤول ميريليس وجواو موتينيو وفابيو كوينتراو وروى باتريسيو، الذى يزداد تألقاً مع سبورتنج لشبونة كل يوم.

لكن فى لشبونة لا يسود التفاؤل رغم ذلك، حيث يقول بحزن «نونو» الذى يعمل كهربياً بإحدى حانات العاصمة: «دائماً ما تراودنا أحلام كبيرة، لكن ينتهى بنا الأمر بالعودة خاليين الوفاض»، ولا يفتح الطريق الذى قطعته القرعة للبرتغال أى باب للتفاؤل، حيث يتعين على رجال «بنتو» استهلال المشوار أمام ألمانيا والدنمارك وهولندا.

وفى مقابلة مع صحيفة «كورييرى ديللا سيرا» الإيطالية، قال المدرب البرتغالى الأشهر جوزيه مورينيو إنه على الأقل لن يدخر «شمبانيا» فى المبرد من أجل الاحتفال فى يونيو. وقال إن أحد أهدافه الرئيسية هو «أن أكون أول من يفوز بشىء مع المنتخب البرتغالى فى غضون بضع سنوات»، لذا ربما تكون هذه المرة الأولى التى يتمنى فيها مواطنوه أن يكون مدرب ريال مدريد مخطئاً.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية