مع تزايد انتشار فيروس كورونا حول العالم وتزايد أعداد المصابين والوفيات أصبح هناك طلب متزايد على أجهزة التنفس اللازمة لعلاج المصابين، بجانب تزايد الطلب على الكمامات والمطهرات.
ومؤخراً قام عدد من الدول بالاستيلاء على طائرت تقل أجهزة تنفس، كمامات ومطهرات، نظراً لحاجة مواطنيها لها، في ظل انتشار الفيروس.
وبداية الشهر الحالي، استولت تركيا على طائرة قادمة من الصين، محملة بالعشرات من أجهزة التنفس لعلاج المصابين بفيروس كورونا في إسبانيا، وقالت وزيرة الخارجية الإسبانية جونزاليس لايا، في تصريحات نقلتها صحيفة «ألموندو» الإسبانية إن «الطائرة لا تزال تحتجزها أنقرة التي قررت الاستيلاء على المعدات التي تحتويها».
وأكدت «لايا» أن تركيا شددت في الأيام الأخيرة إجراءاتها فيما يخص بيع وتصدير المعدات الطبية، لضمان الكفاية الذاتية.
وعبرت وزيرة الخارجية الإسبانية عن غضبها جراء الخطوة التركية، قائلة: «المعدات كانت متوجهة لبلادنا وقادمة من الصين، وتم شراؤها من إقليمي كاستيا دي لامنشا ونبارا، وليست لها صلة بالمعدات الطبية لتركيا، ومع ذلك استولت عليها أنقرة منذ السبت الماضي»، وأشارت الوزيرة إلى أنها تحدثت مع نظيرها في تركيا لمرات عدة للإفراج عن الطائرة، ولكن دون جدوى.
فرنسا قامت بمصادرة ملايين الأقنعة الواقية والقفازات الطبية التي استوردتها إيطاليا وإسبانيا من الصين، حسبما اتهمتها شركة «مولنليك» الطبية السويدية.
وقالت الشركة السويدية في بيان على موقعها بالإنترنت، إنها «استوردت ملايين الأقنعة الواقية من الصين، وكانت متجهة عبر فرنسا إلى كل من إسبانيا وإيطاليا، إلا أنّ السلطات الفرنسية وضعت يدها عليها بعد قرار منع تصدير المنتجات الطبية».
ووصف المدير التنفيذي للشركة، ريتشارد تومي في البيان، تصرف السلطات الفرنسية بأنها غير متوقعة و«مزعجة لأبعد الحدود».
إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تواجه اتهامات بالقرصنة وسرقة شحنة من الأقنعة الطبية كانت موجهة للشرطة الألمانية، ببرلين، وذكر تقرير نشرته صحيفة «ذا جارديان» البريطانية، أنه تم تحويل نحو 200.000 قناع من نوع N95 إلى الولايات المتحدة أثناء عملية نقلها بين الطائرات في تايلاند، كانت موجهة في الأساس إلى العاصمة الألمانية برلين، وفقًا لادعاء السلطات الألمانية التي كشفت أن شحنة الأقنعة الطبية تم شراؤها لتزويد رجال الشرطة في برلين بها للحماية من خطر الفيروس.
ووصف أندرياس جيزيل، وزير داخلية ولاية برلين، عملية التحويل التي ارتكبتها الولايات المتحدة بأنها «عمل من أعمال القرصنة الحديثة»، وناشد الحكومة الألمانية مطالبة واشنطن بالامتثال لقواعد التجارة الدولية.
وقد أفادت تقارير بأن تركيا تراجعت عن مبيعات أجنبية للكمامات بالرغم من استلامها ثمنها بالفعل، ووفقا لما نشرته صحيفة بلوير البلجيكية وصحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية، فإن الكمامات التركية الموجهة لتلك الدولتين لم تصل قط.
وفضح جان روتنر، رئيس منطقة جراند إيست الفرنسية، في تصريحات صحفية له حيث قال إن الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بشراء أقنعة على مدرجات المطارات الصينية قبل إقلاع الطائرات لتسليمها كانت فرنسا قد طلبتها من الصين.
وأكد روتنر لإذاعة «آر تي إل» أن «الأمريكيين يدفعون نقداً ثلاث أو أربع مرات ثمن الأقنعة الواقية التي طلبناها، مطالبا محاربة الأمريكيين بقوة»، موضحاً أن الطائرات تتوجه لاحقا إلى الولايات المتحدة وليس فرنسا.