x

«متمردي الطوارق» و«أنصار الدين» يعلنان إقامة «دولة إسلامية» في مالي

الأحد 27-05-2012 09:32 | كتب: الألمانية د.ب.أ |
تصوير : أحمد المصري

أعلن المتمردون الطوارق وجماعة أنصار الدين، الإسلامية، واللذين يسيطران على شمال مالي منذ حوالي شهرين، السبت، اندماجهما وإقامة «دولة إسلامية» في المنطقة.

ويشكل «محضر اتفاق» بين المجموعتين منعطفًا كبيرًا في شمال مالي الشاسع الذي لا يخضع لسلطة باماكو منذ نهاية مارس، وتم التوصل إلى المحضر بعد أسابيع من المفاوضات التي كانت شاقة في بعض الأحيان بين الجانبين اللذين يختلفان في أهدافهما وعقائدهما.

وقال الاتفاق إن «حركة أنصار الدين والحركة الوطنية لتحرير أزواد يعلنان حلهما في أزواد بشمال مالي، وإنشاء المجلس الانتقالي للدولة الإسلامية في أزواد»، مضيفًا أنه «نحن جميعا نؤيد استقلال أزواد، ونوافق على اعتبار الإسلام ديانة للكيان الناشئ والقرآن والسنة النبوية هما مصدر التشريع».

وأثار نبأ التوصل إلى هذا التفاهم ارتياحًا باحتفالات وإطلاق نار ابتهاجًا، بحسب ما روى، سكان غاو التي أجرى فيها مسؤولون من الحركتين محادثاتهم منذ أيام، وكذلك في تمبكتو حيث سُمع إطلاق نار أيضا.

وبعد حركتي التمرد اللتين قام بهما الطوارق في 1990 و2000، شنت الحركة الوطنية لتحرير أزواد الاستقلالية العلمانية، منتصف يناير، هجومًا على الجيش المالي اتسع نطاقه مع دخول أنصار الدين التي تدعو إلى فرض الشريعة في جميع أنحاء مالي.

وساندت حركة أنصار الدين، التي يقودها زعيم تمرد الطوارق السابق إياد إغ غالي، جهاديين من تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وهيمن التنظيمان في الشمال على حساب الحركة الوطنية لتحرير أزواد.

وكان شمال مالي بأكمله سقط بأيدي مجموعات مسلحة، استفادت من الانقلاب الذي وقع في 22 مارس في باماكو.

ورأى إبراهيم عسالي، رئيس بلدية تالاتاي الشمالية، العضو في الحركة الوطنية لتحرير أزواد، بعد هذا الاتفاق أن «حركة أنصار الدين تنأى بنفسها عن الإرهاب، لكنها ترفض في الوقت الحالي إعلان حرب على الإرهاب».

ويأتي إبرام الاتفاق بينما يعقد المسؤولون الرئيسيون في حركة أنصار الدين وتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي لقاءات منذ الخميس في تمبكتو للبحث في العلاقات المستقبلية بينهما.

وكان زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، دعا مقاتليه الذين يسيطرون جزئيًا على شمال مالي بهدف إقامة دولة إسلامية، إلى «فرض الشريعة تدريجيًا»، وفي شريط صوتي مدته 12 دقيقة وتم بثه على موقع صحراء ميديا ومقره موريتانيا، أشاد عبد المالك دروكدال المدعو أبو مصعب عبد الودود بمقاتليه «لما حققوه من انتصار تاريخي في شمال مالي»، وحثهم على عدم التفريط في فرصة إقامة دولة إسلامية في تلك المنطقة موجهًا لهم ثماني نصائح من أجل التوصل إلى ذلك.

ومن النصائح التي قدمها «تجنب الغرور وتطبيق الشريعة تدريجيًا، لأن فرض الشريعة لا يجب أن يقتصر على معاقبة الناس، بل هو أوسع من ذلك بكثير، وأعلموا أنه من الخطأ فرض كل قوانين الإسلام دفعة واحدة».

لكن في المقابل اعتبر دروكدال الجزائري أن «إغلاق بؤر المخدرات والكحول والدعارة يجب أن يتم دون انتظار»، ناصحًا بتوفير الأمان لسكان المدن التي يسيطرون عليها (تمبكتو وغاو وكيدال) والخدمات الأساسية مثل الصحة والغذاء والماء والكهرباء والغاز والوقود».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية