x

أسر الضحايا فى الجولة الثانية بين نار «التصويت» أو «المقاطعة»

الأحد 27-05-2012 04:35 | كتب: اخبار |
تصوير : حازم جودة

يمكن تلخيص حالة أهالى الشهداء بأنها خليط من الذهول والصدمة والسخط، وذلك بعد إعلان النتائج الأولية للانتخابات وتصدر كل من الفريق أحمد شفيق والدكتور محمد مرسى للمشهد فى جولة الإعادة، حيث تراوحت اختيارات أهالى الشهداء بين المقاطعة بسبب عدم الاقتناع بطرفى الإعادة أو انتخاب الدكتور محمد مرسى والابتعاد عن اختيار أحمد شفيق، فيما قررت أسرة أحد الشهداء عدم المقاطعة وإنما الذهاب للصناديق وإبطال الصوت.

بكلمات يكسوها الحزن والأسى تصف حسنة محمد السنوسى والدة بهاء السنوسى حالتها وهى تتابع النتائج قائلة: «قلبى واجعنى والله، أنا مش طايقاهم الاثنين، لا مرسى ولا شفيق، ربنا ينجينا بقى، شفيق ده مبارك الثانى، والإخوان المسلمين فاكرين نفسهم هم بس المسلمين وإحنا كفرة، أنا اديت صوتى لأبوالفتوح».

وتقف الكلمات على شفاه الأم بعد أن غلبها البكاء، قائلة: «شفيق عمره ما يفكر فى الثورة ولا شهدائها، والإخوان كانت جنازة ابنى ماشية فيها 3 آلاف واحد وهم كانوا عاملين عرس انتخابى فى الشارع، وقالوا على ابنى وزمايله من شهداء محمد محمود بلطجية، الشهداء عندهم بتوع 25 يناير، ربنا يتولانا ويرحمنا من الاثنين، هنعمل إيه ربنا موجود».

ومن الإسكندرية أيضا، تقول زهرة سعيد، شقيقة خالد سعيد: «أسرتنا كلها صوتت أول مرة لحمدين، وفى الإعادة هروح وأصوت لحمدين وأبطل صوتى، لكن لا شفيق ولا مرسى هيرجعوا حق الشهداء، شفيق من النظام القديم ومرسى مع مصلحة الجماعة أيا كانت حتى لو تعارضت مع مصلحة الناس».

وتتغير نبرة صوت زهرة إلى حدة وانزعاج، قائلة: «مفيش رئيس ينضرب بالجزمة ويحكم مصر ما ينفعش يكون رئيس وفيه أحد من شعبه ضربه بالجزمة.. إزاى؟».

وعن رد فعل أسرة خالد سعيد فى حالة فوز شفيق، تقول زهرة: «الميادين موجودة وصوتنا لسه موجود، وطول ماصوتنا موجود هنفضل عايشين، وقفنا قدام النظام السابق بكل جبروته أيام قضية خالد، مش هنقدر نقف قدام شوية باقيين من النظام، إحنا أقوى طول ما الحق معانا».

كل من يطلبها على الهاتف ويستمع لنغمة «الكول تون» الخاصة بها «الجدع جدع والجبان جبان.. بينا يا جدع ننزل الميدان»، يعلم أن فيفيان مجدى، خطيبة مايكل مسعد، لن تسكت عن حق خطيبها الشهيد فى أحداث ماسبيرو، تقول فيفيان: «تقدم شفيق كان شىء متوقع بالنسبة لى، لأن مجموعة كبيرة من المسلمين والمسيحيين ذهبوا للتصويت له، أنا مش فاهمة إزاى المسلمين والمسيحيين انتخبوا شفيق وهو من نظام مبارك؟ ده على أساس أن نظام مبارك كان بيحمى الأقباط وما بيفجرش كنايسنا، أنا مش مستوعبة إنه يكون هييجى غير علشان يطلع مبارك براءة من تهمة قتل الثوار لأنه مثله الأعلى».

وعن تصويتها فى جولة الإعادة، تقول: «دم الشهداء لن يعود لو شفيق مسك الحكم، أيام مبارك كنا دايما نصبر نفسنا ونقول إن مبارك ده راجل حلو وكويس لكن المشكلة فى اللى تحته، طيب ما شفيق من الناس اللى كانت تحته، والنظام الحالى بيخوفنا من مرسى والإخوان علشان ننتخب شفيق، وهى نفس اللعبة القديمة بتاعة عصر مبارك، يلعبوا معانا بالتخويف من الإخوان فنختار أى حد تانى غيرهم تحت ضغط الخوف».

وعن مرشحها تقول فيفيان «أنا رشحت حمدين، وتقول والدة مايكل مسعد التى رشحت شفيق: «أنا ندمانة طبعا، ماكنتش أعرف أن موقعة الجمل حصلت فى عهده، وأنا كنت مقاطعة الانتخابات علشان مش مقتنعة بحد من المرشحين، لكن فيه ناس ضغطت عليا، أنا مش عارفة الكويس من الوحش وكل حاجة ملخبطة».

بعيدا عن القاهرة وفى المدينة التى أطلقت الثورة، السويس، سمعنا على الهاتف صوتها الهادئ الملىء بالسكينة، تحدثت معنا كوثر زكى عبدالعزيز، والدة مصطفى رجب، أول شهيد فى الثورة، قائلة: «وأنا باتابع النتيجة وأحمد شفيق عمال ينجح حسيت أن دم ابنى والشهداء اللى معاه راح هدر وإن مفيش ثورة، أنا رشحت أبوالفتوح وزعلت علشانه لكن هاروح أنتخب محمد مرسى، لأنه ماكانش معاهم فى الحزب الوطنى بعكس شفيق صديق مبارك والعادلى، وعلشان كده مستحيل يحاكم مبارك وأولاده لأنه واحد منهم».

مارى دانيال، أخت الشهيد مينا دانيال فى موقعة ماسبيرو، تقول عن جولة الإعادة: «لو شفيق نجح يبقى مافيش حق شهداء، لأنه مش معقول يجيب لنا أى حقوق، لأنه كان رئيس وزراء وقت موقعة الجمل، إحنا نسينا النظام القديم ولا إيه، وبالنسبة لمرسى فمحدش جربه فى السلطة، لكن إحنا جربنا الإخوان فى مجلس الشعب، وبالتالى فى حالة فوز شفيق هننزل الميدان، لكن لو مرسى وصل هاننتظر ونشوف هيعمل إيه فى حق الشهداء وهيفصل دستور على قده ولا هيعمل إيه، حاجات كتير هنشوفها».

وتصف مارى حالة أسرتها وهى تتابع النتائج الأولية للانتخابات: «كان دمنا محروق لأننا انتخبنا حمدين ولن نرضى بأنصاف الحلول، أسرتنا ستدافع عن دم الشهيد حتى آخر قطرة فى دمها».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية